فاسْتأذَنَ عمرُ بنُ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه في الدُّخولِ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقامَ النِّسوةُ يتَسارعْنَ إلى الاستتارِ -وليس المقصودُ هنا الحِجابَ الشَّرعيَ المفروضَ على المرأةِ، بلِ المقصودُ الاستتارُ- عَن عُمرَ رَضيَ اللهُ عنه، فلمَّا رَأى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فِعلَهنَّ ضحِكَ، فقال له عُمرُ رَضيَ اللهُ عنه: أضحَكَ اللهُ سِنَّكَ يا رسولَ اللهِ، وهو دُعاءٌ بِمُلازمةِ الضَّحكِ والسُّرورِ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «عَجبْتُ مِن هؤلاءِ اللَّاتي كُنَّ عندي، فلمَّا سَمِعْنَ صَوتَكَ ابتدَرْنَ الحِجابَ! »، يعني: كُنَّ يَرفَعْنَ أصواتَهنَّ في الحديثِ معي، فلمَّا أتَيتَ أنتَ سارَعوا إلى الاستتارِ؛ خَشيةً منكَ، فقال عُمرُ رَضيَ اللهُ عنه: «فأنتَ يا رسولَ اللهِ كُنتَ أحقَّ أنْ يَهبْنَ»، يعني: أوْلَى بأنْ يَخفْنَ مِنك، ثُمَّ قال عمَرُ لائمًا لهنَّ: «أَيْ عَدُوَّاتِ أنفُسِهنَّ، أتهبْنَني»، أي: أتُوقِّرْنَني وتُعظِّمْنَني، «ولا تَهبْنَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟! قُلنَ: نعمْ، أنتَ أفظُّ وأغلَظُ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ»، والفَظُّ والغليظُ بمعنًى واحدٍ، وهما عبارةٌ عن شِدَّةِ الخُلقِ وخُشونةِ الجانبِ، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَليمًا رَؤوفًا بهنَّ وبعامَّةِ الأمَّةِ، وقَولُ النِّساءِ: «أفظُّ وأغلَظُ» بصِيغةِ أفعَلِ التَّفضيلِ يَقْتضي الشَّرِكةَ في أصْلِ الفعلِ، ويُعارِضُه قولُه تعالَى: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159] الآيةَ؛ فإنَّه يَقْتضي أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لم يكُنْ فظًّا ولا غَليظًا.
و الضَّاحِكَة: كل سِنَ من مُقَدَّمِ الأَضراس مـما يَنْدُرُ عند الضحك. و الضَّاحِكَة: السِّنُّ التـي بـين الأَنـياب، والأَضراس، وهي أَربع ضَواحِكَ. وفـي الـحديث: ما أَوْضَحُوا بضاحِكة أَي ما تبسموا. و الضَّواحِكُ: الأَسنان التـي تظهر عند التبسم. أَبو زيد: للرجل أَربع ثنايا وأَربع رَباعِيَات وأَربع ضَواحِك، والواحد ضاحِك وثنتا عشرة رَحىً، وفـي كل شِقَ ستٌّ: وهي الطَّواحين ثم النَّواجِذ بعدها، وهي أَقصى الأَضراس والضحك: ظهور الثنايا من الفرح. و الضَّحْكُ: العَجَب وهو قَريب مـما تقدَّم. و الضَّحْك: الثَّغْر الأَبـيض. و الضَّحْك: العسل، شبه بالثَّغْر لشدة بـياضه؛ قال أَبو ذؤيب: فجاء بِمَزْجٍ لـم ير الناسُ مِثْلَهُ هو الضَّحْك إِلا أَنه عَمَلُ النَّـحْلِ وقـيل: الضَّحْك هنا الشَّهْد، وقـيل الزُّبْدُ، وقـيل: الثَّلْـج. منتدى الرقية الشرعية - أضحك الله سنكِ !!. و الضَّحْكُ أَيضاً: طَلْعُ النَّـخْـل حين يَنْشَقُّ، وقال ثعلب: هو ما فـي جوف الطَّلْعة. و ضَحِكَتِ النـخـلةُ و أَضْحَكَتْ. بناء على ما تقدم تكون الجملتان " أضحك الله فلان " و " أضحك الله سنه " بذات المعنى وهو الدعاء له بالسرور والفرح غيرَ أن الجملة الأولى تفسر كالتالي: جعلك الله ضاحكًا سرورًا وفرحًا أما الثانية فتعني أبدى الله وأظهر سنك سرورًا وفرحًا,, وفي الجملة الثاني ما يقصد به الدعاء على المرء لا له إذا كان الضَّحك بمعنى: الشق من ضحَّاك الطلعة إذا انشقت.
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا فَجًّا إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ. 🌹[شرح محمد فؤاد عبد الباقي] (ويستكثرنه) قال العلماء: معنى يستكثرنه يطلبن كثيرا من كلامه وجوابه بحوائجهن وفتاويهن. (عالية أصواتهن) قال القاضي: يحتمل أن هذا قبل النهي عن رفع الصوت فوق صوته صلىالله عليه وآله وصحبه وسلم، ويحتمل أن علو أصواتهن إنما كان لاجتماعها، لا أن كلام كل واحدة بانفرادها أعلى من صوته صلى الله عليه وسلم. (أنت أغلظ وأفظ) الفظ والغليظ بمعنى واحد، وهما عبارة عن شدة الخُلُقِ وخشونة الجانب. قال العلماء: وليست لفظة أفعل هنا للمفاضلة بل هي بمعنى فظ وغليظ. (فجا) الفج الطريق الواسع، ويطلق أيضا على المكان المنخرق بين الجبلين. أضحك الله سنك يارسول الله – دار أبى بكر أكوريدى. وهذا الحديث محمول على ظاهره وأن الشيطان متى رأى عمر رضي الله عنه سالكا فجًًا هرب هيبة منه، وفارق ذلك الفج؛ وذهب في فج آخر لشدة خوفه من بأس عمر رضي الله عنه أن يفعل فيه شيئا. 🌹💐🌷 🌻 🌷💐 🌹 🌹 محمد نديم الشهابي 🌹 🌹 أبوبكر أكوريدي 🌹
الضَّاحِكَة: كل سِنٍّ من مُقَدَّمِ الأضراس مما يَنْدُر عند الضحك. والمنى أدام الله فرحك وسرورك. "
المواضيع و التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي مجتمع رجيم ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك (ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر) الخصوصية وشروط الاستخدام حقوق النشر والتأليف الاتصال بنا Powered by vBulletin® Version 3. 8. 7, Copyright ©2000 - 2022, Jelsoft Enterprises Ltd. Content Relevant URLs by vBSEO 3. 6. 0
3 مشترك كاتب الموضوع رسالة الأخت المحترمة مشاركاتي: 47 نقاطى: 2958 موضوع: أضحك الله سنك... ومعناها 15/8/2014, 00:24 في البخاري ومسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله صلى الله عليه و سلم وعنده نسوة من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن على صوته فلما استأذن عمر بن الخطاب قمن فبادرن الحجاب فأذن له رسول الله صلى الله عليه و سلم فدخل عمر ورسول الله صلى الله عليه و سلم يضحك فقال عمر أضحك الله سنك يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه و سلم ( عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب). فقال عمر فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله ثم قال عمر يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقلن نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك). قال العظيم آبادي في ( عون المعبود) في معنى: ( أضحك الله سنك) قال: أي أدام الله فرحك وسرورك. وقال الملا علي القاري في ( مرقاة المفاتيح): أضحك الله سنك أي أدام الله لك السرور الذي سبب ضحكك.