حديث من يلبس والديه تاج الوقار
[1] شرح حديث من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس والداه تاجاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ القرآن، وتعلمه، وعمل به، ألبس والداه يوم القيامة تاجا من نور، ضوؤه مثل ضوء الشمس ، ويكسى والداه حلتين لا تقوم بهما الدنيا! فيقولان: بم كسينا؟! فيقال: بأخذ ولدكما القرآن"، وقد روى هذا الحديث الحاكم وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ونجد أن هذا الحديث النبوي لم يتم تحديد فيه عمر الولد في حفظ القرآن، فقد تُرك على عمومه ويكسب الوالدين ذلك الفضل بشرط أن يقرأ الولد القرآن ويتعلمه وأن يقوم بالعمل بما ورد فيه وإن شرح هذا الحديث النبوي بحسب ما جاء في المنهل العذب المورود شرح سنن الإمام أبي داود هو: قول رسولنا الكريم"من قرأ القرآن" أي من رتله وهو الذي يستحق الإكرام وقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: " وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا "، بخلاف من يقرأ القرآن بغير ترتيل فإنه يستحق الإثم. تاج الوقار. وقوله: "وعمل بما فيه"، أي الذي يعمل ما ورد فيه من أخلاق وأحكام بالإضافة إلى الآداب، فأتمر بأوامره وتجنب نواهيه، واتعظ بمواعظه. وقوله: "ألبس والداه تاجًا يوم القيامة"، وإن معنى هذه الجملة يدل على السعادة بالإضافة إلى سعة الملك يوم القيامة، والأقرب أن يتم إبقاء التاج على حقيقته وظاهره حيث أنه من المعروف أنه يصاغ للملوك ويُصنع من الذهب والجواهر.
(قوله: ألبس والداه تاجًا يوم القيامة) قيل هو كناية عن السعادة، وسعة الملك يوم القيامة، والأقرب إبقاء التاج على ظاهره، وأنه ما يصاغ للملوك من الذهب والجواهر، بقرينة قوله: ضوؤه أحسن من ضوء الشمس، وعبر بأحسن دون أنور وأشرق إعلامًا بأن تشبيه التاج مع ما فيه من نفائس الجواهر بالشمس ليس لمجرد الإشراق والضوء، بل مع رعاية شيء من الزينة والحسن. انتهى والله أعلم.