الإيمان بالقدر: خيره وشره، وحلوه ومره، وقليله وكثيره، وظاهره وباطنه، ومحبوبه ومكروهه، هو إيمانٌ بركنٍ ركين لا يصحّ إيمان العبد ما لم يعتقد به اعتقاداً جازماً، ومن لم يستمسك بعروته ضاع في متاهات الحيرة والضلال؛ إذ لها تعلّقٌ بمسائل غيبيّة قد يعجز العقل عن تصوّرها والإحاطة بها.
* عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (كل شيء بقَدَر، حتى العجز والكَيْس) رواه مالك في الموطأ، والعجز هو عدم القدرة، والكَيْس هو النشاط والقوّة. * عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، فإن أصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلت كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله، وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان) رواه مسلم. حكم الإيمان بالقضاء والقدر. * وعنه رضي الله عنه قال: جاء مشركو قريش يخاصمون النبي -صلى الله عليه وسلم- في القدر، فنزلت هذه الآية: {يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر} (القمر: 49) رواه مسلم. * عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: جاء رجل من الأنصار إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إن لي جارية، أعزل عنها؟ فقال عليه الصلاة والسلام: (سيأتيها ما قُدّر لها) فأتاه بعد ذلك، فقال: قد حملت الجارية، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما قُدّر لنفسٍ شيء إلا هي كائنة) رواه ابن ماجة ، وأصله في الصحيحين. * عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يزيد في العمر إلا البِرّ، ولا يرد القدر إلا الدعاء) رواه الترمذي وابن ماجة.
النوع الثاني: الكتابة العمرية، وهي ما يكتبه الملك الموكل بالأرحام على الجنين في بطن أمه إذا تم له أربعة أشهر، فيؤمر المَلَك بكتب رزقه واجله وعمله وشقي أم سعيد، ودليله حديث ابن مسعود رضي الله عنه الثابت في الصحيحين [البخاري (3208) ومسلم (2643)]. وهذه الدرجة ينكرها غلاة القدرية قديما. وأما الدرجة الثانية فتتضمن شيئين: المشيئة والخلق، ودليل المشيئة قوله تعالى: {وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء} [إبراهيم: من الآية 27]. ودليل الخلق قوله تعالى: {خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [الزمر: من الآية 62]. فأما المشيئة فهي أن تؤمن بمشيئة الله العامة، وأن ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، سواء في ذلك أفعاله وأفعال الخلق، كما قال تعالى في أفعاله: {وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} [السجدة: من الآية 13]. وقال في أفعال الخلق: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ} [الأنعام: من الآية 112]. الأدلة على وجوب الإيمان بالقضاء والقدر - موقع مقالات إسلام ويب. أما الخلق فهو أن تؤمن إن الله خالق كل شيء سواء مما فعله أو فعله عباده. دليل الخلق في فعله قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: من الآية 54].
حكم الإيمان بالقضاء والقدر ؟ - YouTube