[1] فضل سورة التكوير قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ما قاله الصحابي الجليل عبد الله بن عباس عن الفضل الكبير سورة التكوير ، فعن عبد الله بن عباس عن أبي بكر ، الصّدّيق -رضي الله عنه- أنّه قال للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: "يا رسولَ اللهِ، قد شِبْتَ! سوره التكوير سوره التكوير المصحف الملون. قال شَيَّبَتْني هودٌ ، والواقعةُ ، والمرسلاتِ ، وعمَّ يتساءلون ، وإذا الشمسُ كُوِّرَتْ" ، وقد روى أيضا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما- عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: "مَن سرَّه أن يَنظُرَ إلى يومِ القيامةِ كأنه رَأْيَ عينٍ! فليقرأْ إذا الشمس كورت، وإذا السماء انفطرت ، وإذا السماء انشقت". كما ورد الكثير من الأحاديث عن فضل سورة التكوير ، ولكنها لا تعدو ضعيفة ، ومن ذلك ما رواه أبي بن كعب رضي الله عنه- عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: "مَنْ قرأ سورةَ إذا الشمسُ كورتْ أعاذَه اللهُ أن يفضحَه حين تنشرَ صحيفتَه" ، وهناك أيضا حديث عن فضل سورة التكوير ، ولكنه يعد ضعيفا ، وهو الحديث الذي قد روي عن على بن أبي طالب رضي الله عنه- عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: " يا علي مَنْ قرأها أَعطاه الله ثواب الصّالحين ، وله بكلّ آية ثوابُ عِتْق رقبةٍ ".
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا سورة التكوير تعدّ سورة التكوير إحدى السور المُجمع عليها بكونها مكية، ويبلغ عدد آياتها تسع وعشرين، أمّا ترتيبها وفق الرسم القرآني فهي السورة الحادية والثمانون، وترتيبها وفق نزول السور فهي السورة السابعة حيث نزلت بعد سورة الفاتحة وقبل سورة الأعلى، وقد سمّيت سورة التكوير بهذا الاسم لافتتاحها بقول الله -تعالى-: ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) ، [١] ولفظ كورت أي جُمع بعضها إلى بعض ولُفّت حتى أصبح شكلها كروي ثمّ رُمي بها واختفى ضوءها، وقد سمّاها البخاري في صحيحه والترمذي والطبري باسم "سورة إذا الشمس كورت". [٢] [٣] [٤] وقد ذُكر في فضل سورة التكوير قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (من سرّهُ أن ينظرَ إلى يومِ القيامةِ كأنّه رأَيَ العينِ فليقرأ إِذَا الشّمْسُ كُوِّرَتْ وَ إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ وَ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ) ، [٥] كما وقد أشار سيد قطب -رحمه الله- في كتابه الظلال إلى حديث سورة التكوير عن حقيقتين عظيمتين من حقائق العقيدة وعلاجهما، أمّا الأولى فحديثها عن حقيقة القيامة وأهوالها وما يصاحب ذلك من تغيير كوني هائل، والثانية حديثها عن حقيقة الوحي وذكر صفة الملك المرسَل به، والنبي المرسَل إليه.
[٢] سبب نزول سورة التكوير ورد في نزول سورة التكوير سبب نزول الآية الأخيرة منها، فعندما قال الله -تعالى- في أوآخر السورة: {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ* إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ* لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ} ، [٧] قال أبو جهل عند سماعه لذلك: ذاك إلينا، إن شئنا استقمنا، وإن شئنا لم نستقم، فأنزل الله -تعالى- قوله: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} ، [٨] فكان سبب نزول هذه الآية ردًا على استهزاء أبي جهل بالآيات التي سبقتها. ترجمة معاني سورة التكوير - اللغة العربية - معاني الكلمات - موسوعة القرآن الكريم. [٩] دروس مستفادة من سورة التكوير يُستقاد من سورة التكوير العديد من الدروس والعبر، منها ما يأتي: إنّ يوم القيامة من الحقائق التي لا شك فيها، وهي ثابتة بالقرآن الكريم، وهذا اليوم سيشمل انقلابًا تامًا في نظام الكون. [١٠] إنّ الوحي من عند الله -تعالى-، وهي حقيقة لا ريب فيها، وقد أوحى الله -تعالى- إلى نبيّه بواسطة ملك كريم. [١٠] إنّ الله -تعالى- له قدرة لا حدّ لها، وهو الذي يُصرّف الكون كيف يشاء، وعند مشيئته بيوم القيامة سيبدّل نظام الكون، فقدرة الله -تعالى- لا يستطيع العقل تصورها، وهي فوق طاقته، وفي ذلك اليوم يجزي الله -تعالى- الخلائق بما عملت في الحياة الدنيا.