وليس في الحديث أمر أو ترغيب في نكاح المرأة لأجل جمالها أو حسبها أو مالها. وإنما المعنى: أن هذه مقاصد الناس في الزواج ، فمنهم من يبحث عن ذات الجمال ، ومنهم من يطلب الحسب ، ومنهم من يرغب في المال ، ومنهم من يتزوج المرأة لدينها ، وهو ما رغب فيه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ( فاظفر بذات الدين تربت يداك). أحاديث اهل البيت عن الزواج - الجواب 24. قال النووي رحمه الله في شرح مسلم: " الصحيح في معنى هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بما يفعله الناس في العادة فإنهم يقصدون هذه الخصال الأربع ، وآخرها عندهم ذات الدين ، فاظفر أنت أيها المسترشد بذات الدين ، لا أنه أمر بذلك … وفي هذا الحديث الحث على مصاحبة أهل الدين في كل شيء لأن صاحبهم يستفيد من أخلاقهم وحسن طرائقهم ويأمن المفسدة من جهتهم " اهـ باختصار. وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي: " قال القاضي رحمه الله: من عادة الناس أن يرغبوا في النساء ويختاروها لإحدى الخصال واللائق بذوي المروءات وأرباب الديانات أن يكون الدين مطمح نظرهم فيما يأتون ويذرون ، لا سيما فيما يدوم أمره ، ويعظم خطره " اهـ.
الحمد لله. هذا الحديث رواه الديلمي في مسند الفردوس بلفظ: ( أظهروا النكاح وأخفوا الخِطبة) وهو حديث ضعيف ، ضعفه الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة (2494) ، وفي ضعيف الجامع الصغير (922). لكن الجملة الأولى منه صحت بلفظ: ( أعلنوا). فقد روى أحمد عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أعلنوا النكاح) والحديث حسنه الألباني في إرواء الغليل (1993). وإعلان النكاح بمعنى الإشهاد عليه واجب عند جمهور العلماء ، بل هو شرط من شروط صحة النكاح ، لقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل) رواه البيهقي من حديث عمران وعائشة ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7557). احاديث عن الزواج الصالح. وقد استحب بعض العلماء إخفاء الخِطبة خوفاً من الحسدة الذين يسعون للإفساد بينه وبين أهل المخطوبة. كما في "حاشية العدوي على شرح مختصر خليل" (3/167). ويشهد لهذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان ، فإن كل ذي نعمةٍ محسود) رواه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع (943). وهذا ليس خاصاًّ بالخطبة ، بل ينبغي للإنسان أن لا يظهر نعمة الله عليه أمام من يحسده عليها. وأما إقامة حفل للخطوبة فهو من الأمور التي اعتادها كثير من الناس ، ولا حرج في ذلك إن شاء الله تعالى.
روى ابن حبان في صحيحه مِن حَدِيثِ سَعدٍ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: "أَرْبَعٌ مِنَ السَّعَادَةِ: الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، وَالْمَسْكَنُ الْوَاسِعُ، وَالْجَارُ الصَّالِحُ، وَالْمَرْكَبُ الْهَنِيءُ". وروى مسلم في صحيحه مِن حَدِيثِ عَبدِاللهِ بنِ عَمرِو بنِ العَاصِ رضي اللهُ عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: "الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ" روى مسلم في صحيحه مِن حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: "إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ"[9].
ـ وعن الصادق (عليه السلام) قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أفضل الشفاعات أن تشفع بين اثنين في نكاح حتى يجمع الله بينهما (2). ـ وعن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: ثلاثة يستظلون بظل العرش يوم القيامة يوم لا ظل إلاّ ظله، رجل زوج أخاه المسلم أو أخدمه أو كتم له سراً (3). ـ وعن إبراهيم بن محمد الهمداني قال: كتبت إلى أبي جعفر (عليه السلام) في التزويج ، فأتاني كتابه بخطه ، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوّجوه. {إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ}[الأنفال: 73] (4). ـ وعن الحسين بن بشار الواسطي، قال: كتبت إلى أبي جعفر (عليه السلام) أسأله عن النكاح فكتب الى: من خطب إليكم فرضيتم دينه وأمانته فزوّجوه. حديث الرسول عن الزوج الصالح | المرسال. {إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ}[الأنفال: 73] (5). – عن إسحاق بن عمار قال: ((قلت لأبي عبد الله( عليه السلام) إن شاباً من الأنصار جاء إلى رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم) فشكا إليه الحاجة, فقال له ( صلى الله عليه وآله وسلم) تزوج فقال الشاب: إني لأستحيي أن أعود إلى رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم) فلحقه رجل من الأنصار فقال: إن لي بنتاً وسيمة فزوجها إياه، قال: فوَسَّعَ الله عليه, فأتى الشاب النبي( صلى الله عليه وآله وسلم) فأخبره فقال رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم): يا معشر الشباب عليكم الباه.
↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن ثوبان وابن عباس وعلي، الصفحة أو الرقم:5355، صحيح. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:1467، صحيح.