– كان للصحابي الجليل هاشم بن عتبة دور كبير في معركة القادسية، حيث أنه قام بقيادة جيش المسلمين عاصمة بلاد فارس ومدينة بعقوبة والكثير من المدن العراقية. – وكان هاشم بن عتبة من أكثر مؤيدين على بن أبي طالب، فبعدما قتل عثمان بن عفان ، قال هاشم لأبي موسى الأشعري: (تعال يا أبا موسى بايع لخير هذه الأمة علي)، فقال له: لا تعجل، فوضع هاشم يده على الأخرى فقال: (هذه لعلي وهذه لي). قصة الصحابي الذي صارع الاسد: – خرج سعد بن أبي وقاص إلى بلاد الفرس وكان أميرا على جيش المسلمين، فخرج معه ابن اخيه هاشم بن عتبة، وقد اظهر هاشم الكثير من الشجاعة والبسالة في مقاتلة اعداء الاسلام، فلم يكن يخف من شيء كان كل هدفه نصرة الاسلام أو الاستشهاد – وقد امر حاكم الفرس بتدريب اسد على القتال حتى يخاف منه المسلمون، فاطلقوا الفرس الاسد في طريق المسلمين، وانطلق يعدوا إلى صفوفهم، فإذا بهاشم بن عتبة الذي اعتاد أن يعدوا إلى أعدائه حتى يقضي عليهم، يعدوا في اتجاه الأسد وسقط فوقه واخذ يطعنه عدة طعنات حتى قتل الاسد. – تعجب أهل الفرس من الرجل الذي لم يخاف من الاسد، وشعروا بالرعب عندما اخذ المسلمون في التكبير واستمروا في القتال، وتقدم هاشم بن عتبة وأصبح في مقدمة جيش المسلمين، واستمر في القتال حتى هلك جيش الفرس وهو يردد قوله تعالى (أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ).
وتعتبر أبرز بطولات هاشم بن عتبة الشهير في معركة ضارية ضد الفُرس، حيث خرج في جيش المسلمين بقيادة الصحابي الجليل سيدنا سعد بن أبي وقاص، وكان من أبرز الفرسان في الجيش وأكثرهم قوة وشجاعة. لقطة البطولة النادر بهاشم كانت عندما أطلق حاكم الفرس أسده ضد جيش المسلمين، وقتها اندفع المرقال كعادته نحو الأسد الضخم، حيث قام بطعنه في رقبته بسيفه وظل يطعنه حتى أسقطة جثة هامدة. وكان لهذا المشهد السينمائي مفعول السحر على أرض المعركة، حيث ألقى الرعب في جيش الأعداء ومنح الثقة لجيش المسلمين، ليكون النصر حليفهم في النهاية.
هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ابن أخي سعد ابن أبي وقاص الزهري الملقب بالمرقال قتل في صفين. ويبدو أن هاشما كان صغيرا أيام الرسول, أو كان واقفا على عتبات البلوغ, مما جعل اسمه لا يذكر في الغزوات مع الرسول, وبخاصة أنه أسلم في عام الفتح, وحتى في حروب الردة, لم يكن له شأن يذكر, ولكن بتتبع مسيرة خالد بن الوليد في حروب الردة, ومنها السفر إلى العراق, ثم إرسال أبي بكر إليه أن يتوجه بنصف الجيش إلى الشام. ثم عودة ذلك الجيش إلى العراق مرة أخرى بأمر من عمر بن الخطاب. وأن يكون بقيادة هاشم بن عتبة بن أبي وقاص, نتبين أن هاشما كان من الفرسان المقاتلين مع خالد في حروبه بالعراق, ورحلته إلى الشام. ثم تولى رياسة فرقة من الفرسان في معركة اليرموك, التي تعد أكبر الفتوح في حروب الشام, وكان وسامه في هذه المعركة أن فقئت عينه, فصار أعور, واستمر بعد ذلك في جيش خالد حين فتح دمشق, ثم عاد هاشم قائدا على من كان خالد بن الوليد قائدا عليهم, متوجها هاشم بهم إلى معركة ''القادسية '' التي كان يقودها عمه سعد بن أبي وقاص. وأدرك بجيشه جيوش المسلمين, فكان مددا عظيما له شأنه في تقوية نفوس المجاهدين, حتى لقد قال من ترجموا له ''أنه أبلى في القادسية بلاء حسنا, وقام منه في ذلك ما لم يقم من أحد وكان سبب الفتح على المسلمين''.
إنّه إذن أحد خمسة مؤمنين مقابل ثلاث عشرة قبيلة منحرفة، وهو أحد المناصرين المؤازرين للإمام عليّ عليه السّلام في محنه، ثمّ كان صاحبَ الراية العظمى لمولاه في صِفّين، وكان في الميسرة يوم الجمَل. ولا يخفى على البصير أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام لا يعطي الراية ـ خصوصاً العظمى ـ إلاّ لمتمحِّضٍ في الإيمان. وقد عُدّ المرقال من وجوه الصحابة الذين رَوَوا أنّ عليّاً عليه السّلام هو أوّل مَن أسلم (7). ثمّ كان من دلائل ولائه وثبات عقيدته إدلاؤه بالشهادة الحقّة لأمير المؤمنين عليه السّلام بالكوفة يوم الرُّكبان، وشهد له بأنّه وصيّ رسول الله صلّى الله عليه وآله، وخليفته من بعده، وكان فيمن رَوَوا حديث الغدير واقعةً ونصوصاً عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم (8). ويوم اجتمع جماعة في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله أيّام عثمان وذكروا فضل قريش وسوابقها، وفضل الأنصار ونصرتهم.. تكلّم أمير المؤمنين عليه السّلام وناشدهم بمناقبه من: المؤاخاة، وسدّ الأبواب غير بابه، ويوم الغدير، وحديث المنزلة، والمباهلة، وفتح خيبر، ونزول آيات شريفة فيه وفي زوجته الطاهرة وابنَيه، وأن رسول الله صلّى الله عليه وآله ذكره أنّه أوّل الأوصياء، وعدّدهم واحداً بعد واحد، ووصفهم بأنّهم شهداء الله في أرضه، وحُجَجه على خلقه، وخُزّان علمه ومعادن حكمته، من أطاعهم أطاع الله، ومن عصاهم عصى الله.