أتظنون أن يدخل الفقراء الجنة معنا؟! تفتكروا يكونوا زيهم زينا كدة ما فيش فرق بيننا ؟! مستحيل طبعا.. الجنة دى للعلماء أمثالنا ولو الفقراء دخلوها فلكى يكنسوها وينظفوها لنا!! كانت هذه الكلمات الحادة فى وقاحتها وجرأتها وتأليها على الله هى ما فاجأنا به ذلك العالم المخضرم والذى قرر تشريفنا أيام الدراسة الجامعية بمحاضرة قيمة أبهرنا خلالها فعلا بعلمه الغزير وسعة اطلاعه وقدرته على عرض المعلومات الطبية المعقدة بطريقة سهلة ممتعة. الحق يقال؛ الرجل بالفعل كان رائدا فى مجاله وكان يعد فى تلك الأيام من أهم علماء تخصصه وكان تمكنه يظهر فى كل لحظة من محاضرته، لكن تلك الكلمات الأخيرة التى ختم بها المحاضرة وهو يرقب بتفاخر أعيننا عديمة الخبرة والمنبهرة بعلمه، كانت كلمات صادمة حقا! القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الزخرف - الآية 32. أيمكن للعلم أو للترقى فى أى من أبواب الدنيا أن يصل بالإنسان لهذه الدرجة من الكبر والتى تجعله يتصور أن من حقه تقسيم الخلق كيف يشاء بهذه الجرأة ؟! "وقالوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ" هكذا تساءل المشركون معترضين على نزول القرآن على النبى محمد صلى الله عليه وسلم وهل كانت هذه هى المشكلة ؟ هل كانت كل قضيتهم أنه ليس من زعماء المجتمع أو من عظماء ماديتهم السطحية؟!
والأهم.. هل هم من يقررون ويقسمون رحمة الله ؟!
وقولهم: { { لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ}} لو عرفوا حقائق الرجال، والصفات التي بها يعرف علو قدر الرجل، وعظم منزلته عند اللّه وعند خلقه، لعلموا أن محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب صلى اللّه عليه وسلم، هو أعظم الرجال قدرا، وأعلاهم فخرا، وأكملهم عقلا، وأغزرهم علما، وأجلهم رأيا وعزما وحزما، وأ كملهم خلقا، وأوسعهم رحمة، وأشدهم شفقة، وأهداهم وأتقاهم. تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٨ - الصفحة ٩٩. وهو قطب دائرة الكمال، وإليه المنتهى في أوصاف الرجال، ألا وهو رجل العالم على الإطلاق، يعرف ذلك أولياؤه وأعداؤه، فكيف يفضل عليه المشركون من لم يشم مثقال ذرة من كماله؟! ، ومن جرمه ومنتهى حمقه أن جعل إلهه الذي يعبده ويدعوه ويتقرب إليه صنما، أو شجرا، أو حجرا، لا يضر ولا ينفع، ولا يعطي ولا يمنع، وهو كل على مولاه، يحتاج لمن يقوم بمصالحه، فهل هذا إلا من فعل السفهاء والمجانين؟ فكيف يجعل مثل هذا عظيما؟ أم كيف يفضل على خاتم الرسل وسيد ولد آدم صلى اللّه عليه وسلم؟ ولكن الذين كفروا لا يعقلون. وفي هذه الآية تنبيه على حكمة اللّه تعالى في تفضيل اللّه بعض العباد على بعض في الدنيا { { لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا}} أي: ليسخر بعضهم بعضا، في الأعمال والحرف والصنائع.
فلو تساوى الناس في الغنى، ولم يحتج بعضهم إلى بعض، لتعطلت كثير من مصالحهم ومنافعهم. وفيها دليل على أن نعمته الدينية خير من النعمة الدنيوية كما قال تعالى في الآية الأخرى: { { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}} #أبو_الهيثم #مع_القرآن 1 0 5, 707
وقوله تعالى: مُبِينٌ [الزخرف:29] إما أن يكون، من بان، أو من أبان. فبان بمعنى: ظهر، فهو رسول ظاهر جلي من نظر إليه عرف أنه الرسول؛ لأنه لم يكذب قبل ذلك قط، فمن المستحيل أن يترك الكذب على البشر ثم يكذب على رب البشر. وكذلك قد جاء بمعجزات وبينات تدل على رسالته. وإذا قلنا: من أبان، فالمعنى: أنه أفصح وبين، فهو مبين لنا هذه الشريعة وقد آتاه الله عز وجل جوامع الكلم، فينطق بالحق، وينطق بالكلام الذي يفهم والذي لا إشكال فيه، فهو مبين عن الله سبحانه، وموضح لكلام رب العالمين، ولذلك جاءت سنة النبي صلى الله عليه وسلم تفصل القرآن العظيم وتبينه، فنحتاج إلى القرآن ومعه سنة النبي صلى الله عليه وسلم التي تقيد ما يطلق فيه، وتبين ما أجمل، وتخصص ما عمم فيه. أهم يقسمون رحمة ربك - اليوم السابع. تفسير قوله تعالى: ( ولما جاءهم الحق قالوا هذا سحر وإنا به كافرون... ) علة كفار قريش في عدم إيمانهم لقد تعللوا بكلام بارد، وسخيف وقالوا: لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ [الزخرف:31] لماذا أنت نزل عليك القرآن؟ أما وجد غيرك حتى يرسله؟! فهم نظروا للرجل الذي نزل عليه القرآن ولم ينظروا لهذا القرآن نفسه، كمن يأتيه ساعي البريد برسالة فبدلاً من أن يفتحها ليطلع على مضمونها يقول: أما وجد غيرك حتى يرسلها معه؟ فهذا الكلام في غاية السفاهة وصاحبه خفيف العقل.