يُعدُّ جبل القارة من أبرز معالم الأحساء السياحية الطبيعية، ويقع بالقرب من مدينة الهفوف، التابعة لمحافظة الأحساء شرق السعودية، وتحيط به واحةٌ خضراء من أشجار النخيل، ما يُزيد من روعة المكان. وسلَّطت وزارة الثقافة السعودية الضوء على الموقع من خلال حسابها الرسمي في "تويتر" للتذكير بأهميته التراثية والسياحية. ويحتوي الجبل على كهوفٍ ومغاراتٍ رائعة، تتميز ببرودتها أثناء فصل الصيف، ودِفئها في الشتاء، ما أكسبه مكانةً سياحيةً مهمةً، وجعله مقصداً للسياح. ويتميز القارة كذلك بألوانه المختلفة، وهذا يعود إلى تكويناته الصخرية الرسوبية، حيث تتراءى لزوَّار الجبل وكأنها قد نُحِتَت على هيئة رؤوس الطيور والحيوانات، وبعضها الآخر يبدو وكأنه أعمدةٌ تحمي الجبل. جبل القارة الأحساء - YouTube. وهناك صخورٌ نُحتت من الأسفل بشكلٍ كبير، بينما بقي الجزء الأعلى كما هو في منظرٍ بديع، ويُطلق عليها اسم "الصخور المُعلَّقة". ويبلغ ارتفاع جبل القارة 75 متراً فوق مستوى الشارع، و205 أمتار فوق مستوى البحر، ولا يحتاج إلى بذل جهد كبير ليتم الصعود إلى قمته، والاستمتاع بالمناظر الخلابة للأحساء. ويطلُّ الجبل على واحة تسرُّ النظر، وتمتد على 160 كيلومتراً مربعاً، ويُقدَّر عدد أشجار النخيل فيها بنحو ثلاثة ملايين نخلة، وتعدُّ من أشهر واحات النخيل التي تزخر بعيون المياه العذبة، وأكبر واحة نخيل محاطة بالرمال في العالم.
صخور شبيه بالتماثيل الفرعونية: وهي صخور تشبه الآثار التي خلفها الفراعنة بعدهم. كهوف جبل القارة بالاحساء داخل الكهوف والمغارات المضاءة للتسهيل على السياح الاستمتاع بمناظر الكهوف تحافظ كهوف جبل قارا على حرارتها المعتدلة صيفاً وشتاءً -كما ذكرنا سابقاً-، وذلك بسبب عامل شبيه بالعزل الحراري تقوم به الصخور الرسوبية، ووجود الممرات الهوائية التي تسمح بمرور الهواء بين الكهوف، والمحافظة على البرودة داخل كهوف جبل قاره في أشد أيام الصيف حرارة. يحتوي الجبل على أكثر من 12 كهف أو مغارة، تعرف على الأشكال المختلفة لكهوف جبل القارة من خلال القائمة ادناه. جبل قارة.. صخور وكهوف وتاريخ وحكايات. الكهوف الجيرية: وقد تكونت نتيجة لعمليات التآكل في الصخور التي تذوب بسهولة في الماء، وهي كهوف موجودة بكثرة في المملكة العربية السعودية. الكهوف الواسعة: وقد نتجت عن انهيار الطبقات العليا بسبب التآكل، وإزالة الطبقات السفلية، فيبقى الكهف صامد، بسعة كبيرة. كهوف التصدعات المستقيمة: وتكون على شكل ممرات، وذلك لأنها تصدعت بشكل مستقيم، بسبب الزلازل، والعوامل الجوية. بسبب جميع الأنواع والأشكال المذكورة سابقاً، نرى أن الكهوف متحدة شكلت هذه المنحوتة الجبلية الطبيعية العظيمة، والتي ما زالت قائمة منذ آلاف بل وملايين السنين.
انتقل إلى المحتوى يقع جبل القارة في الأحساء في بلدة تُسمى القارة، وهو من الجبال المميزة بسبب وجود الكهوف فيه، وتمتاز هذه الكهوف بالبرودة في الصيف والدفئ في الشتاء، ويُعتبر من أبرز المعالم السياحية في منطقة الأحساء، ويزوره العديد من السياح المحليين وغير المحليين. جبل القارة عُرف جبل القارة سابقاً باسم جبل الشبعان، وهو مشهور منذ زمن طويل، ويبعُد هذا الجبل مسافة 15 كيلو متر عن محافظة الأحساء، يقع جبل القارة تحديداً في وسط الواحة الخضراء وهي منطقة مليئة بأشجار النخيل، وتبلغ مساحة الجبل 14 كيلو متر مربع تقريباً، ويتكون من الصخور التي يميل لونها للون الأحمر، وكما ذكرنا فإن كهوفه لها طبيعية مناخية تُعاكس الطقس الخارجي، وهذا ما يجعل السياح يُجبون زيارته سواء في الصيف أو في الشتاء. تهتم بلدية الأحساء بهذا المعلم السياحي، حيث يوجد حوله معالم مهمة ولا تقل جمالاً عنه، ولهذا تعمد اللبلدية إلى القيام بتحسينات لهذه المواقع، ومن ضمن المواقع المهمة حول جبل القارة قمة رأس القارة، وهي قمة تتكون من الصخور تقع وسط بلدة القارة، وهناك أيضاً موقع آخر مميز يُسمى جبل أبو جيص ولا زال هناك خطط ومشاريع استثمارية لاستغلال هذه الأماكن وتعزيز السياحة فيها، حيث سيتم عمل تلفريك وأماكن للتسلق والمظلات في المستقبل.
ويشير محدثنا إلى أن هذا الجبل ومحيطه قد يكون أكثر المواقع الطبيعية في المملكة جذباً للمصوِّرين. وقد تمكَّن عدد كبير منهم من الفوز بجوائز عالمية عن صور تم التقاطها في محيط الجبل ومغاراته وعُرضت عالمياً. في البحث عن تاريخ الجبل وأمام جبل قارة يبدو استطلاع تاريخه أمراً مغرياً حتى لأولئك الذين لا يتمتعون بفضول كبير. ومن ينطلق في استطلاع هذا التاريخ من الاسم، سيجد روايات ترده إلى قبيلة جاهلية "حذقت في الرماية" وسُميت "القارة"، لشدة براعة أهلها في رمي السهام. لكن تضاريس الموقع ترجِّح صحة التعريف بأنَّ معنى الاسم هو "جبل صغيرٌ منفردٌ أَسودُ مستديرٌ ملمومٌ طويلٌ في السماءِ". وتفيد بعض كتب التاريخ أن جبل قارة كان هو المقصود باسم "المشقّر" الذي ورد قديماً عند المؤرِّخين والرحَّالة. فقد كتب العلَّامة حمد الجاسر في كتابه "المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية - المنطقة الشرقية - القسم الرابع" أن المؤرِّخين اختلفوا في موضع المُشقّر، فقيل "إنه موضع في الحجاز، ووادٍ في أجأ أحد جبلي طيء، وحصن في البحرين، وهذا أشهرها". ويتحدَّث الجاسر عن اختلاف المؤرِّخين في موقع المُشقّر ، فهناك من يَعُده سوقاً في الطائف، وحصناً بين نجران والبحرين، ويذكر في معجمه: "إذا أجملنا أرض البحرين وهي أرض المُشقّر، فهي هجر مدينتها العظمى والعقير والقطيف والأحساء، ومحلّم نهرهم".
يمكنك التعرف على المزيد من المواضيع العقارية والمواضيع المتنوعة التي تناقش مختلف جوانب الحياة في المملكة العربية السعودية في المدونة العقارية الشاملة مدونة بيوت السعودية ، كما يمكنك الاطلاع على المئات من العقارات المعروضة للبيع أو للإيجار من خلال تصفح منصة بيوت السعودية الرائدة في التسويق العقاري. تابعنا على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة المتواجدة في أسفل الصفحة، كما يمكنك التواصل معنا من خلال ترك تعليق في حيز التعليقات أدناه، ومشاركتنا باقتراحاتك، واستفساراتك بخصوص مقالنا جبل قارة الاحساء.
وهذا ما توصَّل إليه الباحث عبد الخالق الجنبي في بحث تاريخي صدر في كتاب عام 2004م بعنوان "هَجر وقصباتها الثلاث، المُشقّر - الصفا - محلّم". حيث يؤكد الجنبي أن القارة سميّت بهذا الاسم لأن جنوبها يلتصق بتلّ كبير الحجم، غريب الشكل والتكوين ذي كهوف متفاوتة الحجم، وفوقه صخرة كبيرة منحوتة بشكل عجيب: إنها ثلاثة رؤوس، أحدها متجه إلى الجنوب وهو يشبه رأس امرأة، وآخر متجه نحو الشمال، وهو يشبه رأس رجل، أما الثالث فهو الوسط بينهما ويشبه رأس أسد في منظره، وهذا الجبل ما زال يُعرف حتى اليوم باسم جبل "رأس القارة" وهو الذي عناه الجغرافيون العرب، وأن حصن المُشقّر هو نفسه هذا التلّ العجيب التكوين، وهو تكوين إلهي، ولا يد للإنسان في تكوينه كما يقول الجنبي في كتابه. وجاء ذكر المشقّر أيضاً في الجزء الرابع من "معجم ما استعجم" لأبي عبيد البكري: "قال ابن الأعرابي المُشقّر: مدينة عظيمة قديمة، في وسطها قلعة، على قارة تسمى عطالة، وفي أعلاها بئر تثقب القارة، حتى تنتهي إلى الأرض، وتذهب في الأرض. وماء هجر يتحلب إلى هذه البئر في زيادتها". ومن تاريخ الجبل الأحدث من ذلك، يروي المعمّرون أن مغارات قارة كانت قديماً موضعاً للتعليم قبل ظهور التعليم النظامي.
وفي أثناء توغلك في المكان وتشعباته والتواءاته، يتفاوت اتساع الممرات والمغارات وضيقها تفاوتاً كبيراً، من طريق يضطرك إلى حشر نفسك بين الصخور الملساء بصعوبة لتعبره إلى طريق آخر قد يصل إلى أمتار عدة في اتساعه، وكذا في الكهوف والمغارات، فبعضها لا تستطيع ولوجه إلَّا منحنياً أو جاثياً على ركبتيك أو حتى زاحفاً، وبعضها الآخر قد يصل اتساعه إلى بهو قصر كبير، مثل "مغارة الناقة" التي تستوعب أكثر من 500 شخص. ويلفتنا الإعلامي وابن القارة جعفر عمران في حديثه عن مغارات الجبل، إلى أن ما لا يعرفه السياح والزائرون هو وجود مغارات في القرى الأربع المجاورة للجبل. ففي كل واحدة منها، يوجد عدد من المغارات المعروفة عند أهالي القرية نفسها، ويكون مدخلها من القرية. أما تلك التي هي في قرية "القارة" فهي المغارات الرئيسة الشهيرة. وكلها تحتوي على حكايات ضاربة في عمق تاريخ الجبل، ومنها غار "العيد" وغار "الميهوب" وغار "عزيز". ويضيف عمران أنَّ في كل قرية من القرى المحيطة بالجبل، ثمة حكايات كثيرة يرويها الصغار والكبار، وبعضها أقرب إلى الأساطير، تغذيها التشكيلات الصخرية للجبل وتلك القائمة في جواره، إذ إنَّ بعضها يشبه الحيوانات والطيور، وبعضها الآخر يشبه الإنسان، أو غير ذلك مما يغذي خيال البعض، أو يكتفي بأن يكون مادة للتصوير الفوتوغرافي عند البعض الآخر.