فهذان قولان لأهل العلم في تفسير هذا الموضع، وفي تعليل قوله: وأعوذ بعظمتك ، حيث خصَّ هذه الجهة السَّادسة بهذه الاستعاذة، وبهذه الصِّيغة الخاصَّة. يقول الطِّيبي -رحمه الله-: "استوعب الجهات السّت بحذافيرها؛ لأنَّ ما يلحق الإنسان من نكبةٍ وفتنةٍ، فإنَّه يحيق به ويصل إليه من إحدى هذه الجهات" [4]. واعترض على ما قاله الحافظُ ابن حجر -رحمه الله- في تعليله؛ حيث ذكر الحافظُ ابن حجر أنَّ ذلك مما يكون من جهة السّفل، أنَّه لا حيلةَ في دفع ما يخشى وقوعه فيها، بخلاف بقية الجهات، فإنَّه يمكن فيها الحيلة [5] ، فالطِّيبي ذكر كلامَ الحافظ هذا وردَّه [6]. من الأذكار العظيمة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ عليها في كل صباح ومساء. والشَّاهد أنَّ هذه الاستعاذة اشتملت على طلب الحفظ من الجهات السّت جميعًا. وجاء قوله: وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي بهذه الصِّيغة آكد؛ لعظم خطورة البلاء الذي ينزل بالإنسان من هذه الجهة؛ كالخسف الذي يقع له، وهو نوع عقوبةٍ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا. اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبَيِّنَا مُحَمَّدٍ، عشرَ مرَّاتٍ. محتوي مدفوع إعلان