رحمَ اللهُ تعالى الصِّدِّيقَةَ بِنْت الصِّدِّيقِ، حَبِيبَةَ حَبِيبِ اللَّهِ، الْمُبَرَّأَةَ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ، أمَّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها رحمةً واسعةً، وجزاها عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
وتجمع بين آياته كما حدث حين ردت قول من قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ربه قالت:مَنْ زَعَمَ أن مُحَمَّدا رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللهِ الْفِرْيَة. فقالْ مسروق: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِيْنَ!
(10) أنها أم المؤمنين: فقد شرَّف الله زوجات النبي صلى الله عليه وسلم بعد آيات التخيير بأن جعلهنَّ أمهاتٍ للمؤمنين فقال تعالى: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ﴾ [الأحزاب: 6]. (11) أنها من أهل الجنة: والأدلة على ذلك كثيرة: • فمنها ما تقدَّم من قول عمار رضي الله عنه: إني لأعلم أنها زوجةُ نبيكم في الدنيا والآخرة. • ومنها ما تقدم من قوله صلى الله عليه وسلم لها: ((أمَا ترضين أن تكوني زوجتي في الجنة؟! )). • ومنها أنها رضي الله عنها سألته: مَن مِن نسائك في الجنة؟ فقال: ((أما إنكِ منهن... فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. ))؛ الحديث، وقد تقدَّم. • ويؤيد ذلك أيضًا ما ثبَت في صحيح البخاري عن القاسم بن محمد أن عائشة اشتكَت، فجاء ابن عباس فقال: "يا أم المؤمنين، تَقدَمين على فرَطِ صِدق؛ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى أبي بكر" [14]. (12) أنها امرأة مبارَكة على المسلمين: وقد شهد لها بذلك أُسيد بن حُضير في حضرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم والصَّحب الكرام أجمعين رضي الله عنهم. فقد كان مِن بركتها نزولُ آية التيمم رخصةً من الله عز وجل لمن لم يجد الماء؛ فقد ثبت في صحيح البخاري أنها استعارَت من أسماءَ قلادةً فهلكَت، فأرسل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ناسًا من أصحابه في طلبها، فأدركَتهم الصلاة، فصلوا بغير وضوء، فلما أتوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، شكَوا ذلك، فنزلَت آية التيمم [15].