وقال أيضا ـ ابن حجر ـ: "جزم الواقدي بأنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان سنة عشر.. امير المؤمنين وجرير بن عبد الله البجلي. وفيه عندي نظر، لأن شريكا حدث عن الشيباني عن الشعبي عن جرير ، قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أخاكم النجاشي قد مات ".. فهذا يدل علئ أن إسلام جرير كان قبل سنة عشر، لأن النجاشي مات قبل ذلك". وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي: "واختلف في وقت إسلامه، والصحيح أنه في سنة الوفود سنة تسع". أسلم جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه هو وقومه، وبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال جرير: (بايَعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصحِ لكلِّ مسلم) رواه البخاري.
(اللهم اجعله هادياً مهدياً) رسول الله صلى الله عليه وسلم جميلة هي الوقفة عند حدود زمن كان فجراً لنور الأرض.. للحياة.. للإنسان.. لقلبه.. لعقله.. لكرامته.. لخيره.. هو ذاك نور الإسلام العظيم.. وبديعة هي الإطلالة على سير أعلام كانت وما زالت نوراً يهتدى.. عام الوفود/وفد نجران - ويكي الكتب. ومنهجاً يقتدى. وجرير بن عبد الله بن جابر البجلي أحد هؤلاء الصحابة الأجلاء رضوان الله عليهم.. الذين.. ما انفكوا يستصغرون كبير الأمور، ويركبون صعبها، وهم يحيلون الحياة أعطاراً وأشذاء تنبعث من أيكة علم نافع، ودوحة أدب رفيع.. إلى كل مكان وزمان عاشوه ام لم يعيشوه. وحرى بنا أن نشير إلى مكانته وما كان يشيد به الرسول صلى الله عليه وسلم فيما ورد في قصة إسلامه رضى الله عنه عندما أقبل من أرض اليمن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يطلع عليكم من هذا الفج من خير ذي يمن على وجهه مسحة ملك)، فطلع جرير على راحلته ومعه قومه فأسلموا وبايعوا، قال جرير: فبسط رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبايعني، وقال: على أن تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتنصح المسلم وتطيع الوالي وإن كان عبداً حبشياً، فقال: نعم، فبايعه. فما أن أسلم جرير حتى امتطى صهوة الجهاد فارساً ولعل ما سجله من بطولة في القادسية كان له عظيم الأثر في تاريخ الأمة.. كما اتخذ صحابينا الجليل من قوة إيمانه مدمراً جريئاً لأصنام قحطان.. وهو إذ لا يبالي إلا برضاء الله عز وجل ورسوله الأكرم.. ولله دره.. حين فقد عينه حين ولاه عثمان بن عفان رضي الله عنه همذان، فكان نعم الصابر المحتسب.
جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيُّ جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ جَابِرِ بنِ مَالِكٍ البَجَلِيُّ، الأَمِيْرُ، النَّبِيْلُ، الجَمِيْلُ، أَبُو عَمْرٍو وَقِيْلَ: أَبُو عَبْدِ اللهِ البَجَلِيُّ القَسْرِيُّ. وَقَسْرٌ: مِنْ قَحْطَانَ. مِنْ أَعْيَانِ الصَّحَابَةِ. وقد ورد في الاستيعاب: قال ابن إسحاق: جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيُّ سيد قبيلتهم يعني بجيلة، قال: وبَجِيلَةَ، هو ابن أنمار بن نزار بن معد بن عدنان. رواياته للحديث: مُسْنَدُ جَرِيْرٍ: نَحْوٌ مِنْ مائَةِ حَدِيْثٍ بِالمُكَرَّرِ، اتَّفَقَ لَهُ الشَّيْخَانِ عَلَى ثَمَانِيَةِ أَحَادِيْثَ، وَانْفَرَدَ البُخَارِيُّ بِحَدِيْثَيْنِ، وَمُسْلِمٌ بِسِتَّةٍ. حَدَّثَ عَنْهُ: أَنَسٌ وَالشَّعْبِيُّ وَجَمَاعَةٌ. إسلامه: روي أن جَرِيْر البَجَلِيّ قَدِمَ المَدِيْنَةَ فِي رَمَضَانَ، سَنَةَ عَشْرٍ، وَمَعَهُ مِنْ قَوْمِهِ خَمْسُوْنَ وَمائَةٌ. فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الفَجِّ مِنْ خَيْرِ ذِي يَمَنٍ). فَطَلَعَ جَرِيْرٌ عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَمَعَهُ قَوْمُهُ، فَأَسْلَمُوا. وقد ورد في الاستيعاب أن إسلامه كان في العام الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال جرير: أسلمت قبل موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعين يومًا.
وعَنْ جَرِيْرٍ: عَنْ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُوْل اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (جَرِيْرٌ مِنَّا أَهْلَ البَيْتِ، ظَهْرًا لِبَطْنٍ) قَالَهَا ثَلاَثًا. عَنْ جَرِيْرٍ قَالَ:كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَأْتِيْهِ وُفُوْدُ العَرَبِ، فَيَبْعَثُ إِلَيَّ، فَأَلْبِسُ حُلَّتِي، ثُمَّ أَجِيْءُ، فَيُبَاهِي بِي. وَرُوِيَ عَنْ جَرِيْرٍ: قَالَ لِي رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّكَ امْرُؤٌ قَدْ حَسَّنَ اللهُ خَلْقَكَ، فَحَسِّنْ خُلُقَكَ). وَعَنْ عِيْسَى بنِ يَزِيْدَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْجَبُ مِنْ عَقْلِ جَرِيْرٍ وَجَمَالِهِ. حَدَّثَ إِبْرَاهِيْمُ بنُ جَرِيْرٍ: أَنَّ عُمَرَ بن الخطاب قَالَ: (جَرِيْرٌ يُوْسُفُ هَذِهِ الأُمَّةِ) يعني في حسنه. وعَنِ الشَّعْبِيِّ: كَانَ عَلَى مَيْمَنَةِ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ يَوْمَ القَادِسِيَّةِ: جَرِيْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ. ومن مروياته عن رسول الله: وفي صحيح البخاري: عن جَرِير بْن عَبْدِ اللَّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( مَنْ لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ) وفي رواية أخرى:لا يرحم الله من لا يرحم الناس.