معظم العرب يرون منطقته ملعونة وميتة ( و قد ناديت اذ ناديت حيا.. ولكن لا حياة لمن تنادي) بينما السياح الاجانب يتبركون بماء نهر الاردن الذي تعمد فيه السيد المسيح وينزلون البحر الميت في بهجة ، يكفى انه بحر لا يغرق فيه احد ، بسبب شدة ملوحته، حتى الطين في اعماقه يستخدمونه (ماسك تجميل) لتنشيط البشرة وعلاجها ومنح طاقة استرخاء للجسم لا مثيل لها، وقد فعلت مثلهم وجربتها فنمت من فرط الاسترخاء داخل السيارة ، على طريق العودة للفندق!. الميت أبقى من الحي..!. هم يستمتعون ويعشقون الحياة حتى على اطراف البحر الميت ونحن تعساء (مدهولين) ولو كنا على نهر يجري!. علمني السفر الى الدول العربية اننا شعوب تعيسة لا متخلفة ولا فقيرة واكتشفت ان تقسيم الدول ، لا يجب ان يكون فقط بمقياس التحضر العلمى والمستوى الاقتصادى والتقدم التكنولوجى او حتى بقوة التسليح بل يجب ان نقسم الارض الى شعوب سعيدة واخرى تعيسة. وسنقع حتما في منطقة الفقر المائي والمعنوي معا ، برغم ادعاء التدين والاصالة والعراقة. نحن لا نعرف كيف نستمتع ، ولا كيف نحيا سعداء ، ولا كيف نعمل متحمسين وقد حكى لي صديق مصري مهاجر ، ان سيدة امريكية في الولاية التي يعيش فيها سألته مرة: كيف وانتم المصريون الذين بنيتم الهرم العظيم تصلون الى هذا المستوى المذري من الحياة.
مع الحبّ الكبير لمصر ولبنان وكلّ الدول العربية فهذه هي قوميتي التي تربيت عليها، ولكن يا عربان قبل الحجر هناك البشر، وقبل الميت إكرام الحي، والاهتمام بالتاريخ والحضارة واجب ولكن عليكم ببناء الإنسان أولًا (وألف خطّ تحت بناء الإنسان) وصرف أموالكم وجهدكم عليه لخلق مواطن صالح، فطريق النموّ الاقتصادي يمرّ بترفيه الإنسان المواطن. كلّ السياسات الإصلاحية التي تسعى إلى التطوير تبدأ أولًا من الإنسان والتربية قبل الاقتصاد وغيره.. الحي ابقى من الميت فرض كفاية. وكلّ حركة تنويرية إن لم تبدأ من لبِنة بناء الإنسان وحقه في أدنى مقومات العيش الكريم لا يعوّل عليها فهي آنية. ولكن هذه حال أغلبية الدول العربية:أموال مهدورة وشعوب مستنزفة. المصدر:
حيث لم يتم مراعات الأنظمة والقوانين التي تحكم العمل البيئي والصحي،ولم تراع كذلك حرمة الأموات ومشاعر الأحياء/المراجعين سواء من النساء أو الأطفال الذين يذهبون ويجيئون بجانب هذه المقبرة المتحركة. هذا التصرف يعكس مدى الفوضى التي وصلنا إليها من غياب للتنسيق بين الجهات المعنية سواء في وزارة الصحة أو الأجهزة الأمنية ذات الصلة التابعة لوزارة الداخلية على اعتبار أن أغلب الجثث المحفوظة يعود تأخر ها لقضايا متعلقة بقضايا جنائية أو أمنية. من الواجب على وزارة الصحة التنسيق مع وزارة الداخلية لإيجاد وسائل وطرق أكثر تقدما وحضارة للتعامل مع مثل هذه الحالات الإنسانية والتي تشير الأرقام والمؤشرات على أنها في ازدياد مستمر كل عام. الحي أبقى من الميت - جازان نيوز. ربما قد نقف-مستقبلاً-أمام وباء متوقع نتيجة وضع جثث موتى داخل عربة غير مجهزة لمثل هذه الحالات، بل مجهزة لحفظ الفواكه والخضروات التي تدخل في الاستهلاك اليومي للإنسان! الجثث التي تم حفظها داخل البرادات بطريقة عشوائية سوف تصاب بالبكتيريا والتعفن مع مرور الوقت، وبعد إنهاء دفنها سوف تعود الثلاجات إلى استخدامها في حفظ الفواكه والخضروات ما قد تكون ناقلة لبعض الأمراض المعدية،وبالتالي يسبب كارثة إنسانية وبيئية.
إن معادلة الحياة الكريمة التي تراهن عليها الحكومة للمواطن البسيط قد جعلت الاحياء والاموات في مرتبة واحدة بل جعلت الميت اكثر حظا من اخيه الحي لأنها اسقطت عنه كم لا بأس به من الذل والقهر والهموم التي لا تنتهي كلنا أمل ان يستقيظ ضمير الإنسانية لدي كل مسئول وأن يحاول جاهدا أن يجعل كرامة الاحياء والأموات سواء لأننا جمعيا و بلا أدني شك في ذمة الله وتعداد الموتي