من المسائل المتعلقة بالطلاق مسألة طلاق الزوجة قبل الدخول بها، وقبل تسمية مهر لها، جاء في ذلك قوله تعالى: { لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعا بالمعروف حقا على المحسنين} (البقرة:236) وفي هذه الآية من الأحكام المسائل التالية: المسألة الأولى: { أو} في قوله سبحانه: { أو تفرضوا لهن فريضة} بمعنى الواو العاطفة، كقوله سبحانه: { ولا تطع منهم آثما أو كفورا} (الإنسان:24) أي: وكفوراً، فيكون المعنى في الآية التي معنا: لا جناح عليكم إن طلقتم النساء حال عدم مساسهن وعدم فرض المهر لهن أن تمتعوهن بالمعروف. المسألة الثانية: طلاق الزوجة بعد العقد عليها وقبل الدخول بها، وقبل تسمية مهر لها أمر جائز شرعاً، ولا حرج على المكلف في فعله، إذا عقد العاقد العقد بداية بقصد دوام الزواج وحسن المعاشرة والصحبة. الطلاق قبل الدخول. المسألة الثالثة: أفادت الآية بمنطوقها أن الزوجة غير المدخول بها وغير المسمى لها مهر أنه لا مهر لها، وإنما أمر سبحانه لها بالمتعة فحسب، وهذا مجمع عليه فيما حكاه ابن العربي. وحكى القرطبي عن حماد بن سليمان أن لها نصف صداق أمثالها، وجمهور أهل العلم على خلافه، وأن ليس لها إلا المتعة، قال ابن عاشور: "والنفس لقول حماد بن سليمان أميل".
أنا متزوج منذ سنة تقريبًا، وحدث سوء تفاهم بيني وبين زوجتي عن طريق الهاتف وتلفظت بالطلاق، وللعلم أني لم أدخل بها دخولًا رسميًا غير أنه حدث شبه خلوة، حيث جلسنا في غرفة وأغلقنا علينا الباب عدة مرات، ومرة جلست معها في بيتي وليس عندنا أحد. حضر الزوج إلى اللجنة واستفسرت منه فأفاد بمثل ما كتب في طلب الاستفتاء، وأفاد بأن اللفظ كان بقوله لها: أنت طالق، وكان واعيًا للفظ الطلاق. واتصلت اللجنة بالزوجة تلفونيًا واستفسرت منها عن موضوع الطلاق فأفادت بمثل ما أفاد به الزوج. سألته اللجنة: هل حصلت معاشرة أثناء الخلوة؟ فأجاب بالنفي. نموذج طلب الطلاق قبل الدخول بالتراضي. وقع من المستفتي على زوجته طلقة أولى، ولما كانت الطلقة قبل الدخول وبعد الخلوة فهي طلقة بائنة بينونة صغرى، وللزوج العودة إلى زوجته في العدة أو بعدها بعقد جديد مستوف لشروطه، فإذا عقد عليها عادت إليه على طلقتين. والله أعلم.
وقال مالك وأصحابه: المتعة مندوب إليها في كل مطلقة، وإن دخل بها، إلا في التي لم يدخل بها، وقد فرض لها، فحسبها ما فُرض لها، ولا متعة لها. وأجمع أهل العلم على أن التي لم يُفرض لها، ولم يُدخل بها، لا شيء لها غير المتعة. المسألة التاسعة: مذهب مالك أن المختلعة والمبارئة والملاعنة لا متعة لها، قبل البناء ولا بعده؛ لأنها هي التي اختارت الطلاق. وقال الترمذي و عطاء و النخعي: للمختلعة متعة. حكم الطلاق قبل الدخول. وقال أصحاب الرأي: للملاعنة متعة. المسألة العاشرة: مذهب المالكية أنه ليس للمتعة حد معروف في قليلها ولا كثيرها، وهو مقتضى القرآن؛ فإن الله سبحانه لم يقدرها، ولا حددها. والمروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله: أرفع المتعة خادم، ثم كسوة، ثم نفقة. وقال الحسن: يمتع كل بقدره. وقال بعض الشافعية: إن حالة المرأة معتبرة أيضاً، قالوا: لو اعتبرنا حال الرجل وحده، لزم منه أنه لو تزوج امرأتين: إحداهما: شريفة، والأخرى: دنية، ثم طلقهما قبل المسيس، ولم يسم لهما مهراً، أن يكونا متساويتين في المتعة، فيجب للدنية ما يجب للشريفة، وهذا خلاف ما قال الله تعالى: { متاعا بالمعروف}. ويلزم منه أن الموسر العظيم اليسار إذا تزوج امرأة دنية أن يكون مثلها؛ لأنه إذا طلقها قبل الدخول والفرض، لزمته المتعة على قدر حاله، ومهر مثلها، فتكون المتعة على هذا أضعاف مهر مثلها، فتكون قد استحقت قبل الدخول أضعاف ما تستحقه بعد الدخول من مهر المثل.
حقوق المُطلقة قبل الدخول بها أوضح فضيلة الشيخ أحمد محمد عبد العال هريدي، عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء المصرية ، أن المطلقة قبل الدخول والخلوة لها نصف المهر المقدم والمؤخر ونصف ثمن الشبكة والنصف الآخر من حق مطلقها. الطلاق قبل الدخول.. هل يستوجب العِدّة؟.. تعرف على رد البحوث | مصراوى. يمكنك كذلك معرفة: نفقة الزوجية المتأخرة حالات سقوط النفقة الزوجية تتواجد بعض الحالات التي تسقط فيها النفقة، ومنها: إذا نشزت، ولكن إن كانت حاملًا أو مرضعًا، فيكون لها في هذه الحالة نفقة الحمل والرضاع. إذا طلقت طلاقا رجعيا ما دامت في العدة إلا إذا كانت ناشزا تسقط النفقة. والمطلقة البائنة بثلاث أو خروج من عدة أو طلاق قبل دخول فلا نفقة لها ولا سكنى، إلا إذا كانت حاملًا فوجب عليها النفقة. وعليه تسقط النفقة إذا نشزت الزوجة، أو طلقت طلاقا بائنا، أو طلقت طلاقا رجعيا وانتهت عدتها، أو طلاق قبل دخول.
السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع (ع. س. ق) من مكة المكرمة، يسأل سماحتكم جزاكم الله خيراً عن رجل عقد على امرأة ودفع كامل مهرها وطلقها قبل الدخول: هل له أن يسترد كامل المهر، وإذا استرده هل يكون آثماً، جزاكم الله خيراً؟ الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.