خوف الملائكة وخوف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: قال تعالى: { يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [النحل:50] ومن خوف نبينا – صلى الله عليه وسلم- أن عائشة رضي الله عنها قالت: "ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قط مستجمعاً ضاحكاً حتى أرى لهواته، إنما كان يبتسم، وكان إذا رأى غيماً أو ريحاً عرف ذلك في وجهه، فقلت: يا رسول الله: الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر، وأراك إذا رأيته عرفت الكراهة في وجهك. فقال: « يا عائشة ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب؟ قد عذب قوم بالريح، وقد رأى قوم العذاب فقالوا: هذا عارض ممطرنا ». أرشيف الإسلام - الرقائق - فتوى عن ( ملازمة الخوف والرجاء أقصى غايات المؤمن ). (أخرجاه في الصحيحين). 20 18 55, 589
قوله فغطاني عنه: لأن العبد في حالة النزول إلى سماء الحقوق أو أرض الحظوظ قد يرجع لمقام المراقبة لكنه غير لازم. وقوله فهو في كل ذلك محركي غير مسكني: يعني أن الحق تعالى حين يقبضه بالخوف أو يبسطه بالرجاء أو يجمعه بالحقيقة أو يفرقه بالحق هو محرك له ليسيره إليه ويحوشه إليه غير مسكن له في مقام واحد وموحشه عن عالم نفسه غير مؤنس له بها بسبب حضوره مع عوالمه البشرية فيذوق طعم وجودها فإذا غيبه عنه عرف قدر ما من به عليه ولذلك قال: فليته أفناني عني، أي عن رؤية وجودي فمتعني بشهوده أو غيبني عن حسي فروحني من الحقوق التي تفرقني عنه بإسقاطها عني في حالة الغيبة وكأنه مال إلى طلب السلامة خوفاً من الوقوع فيما يجب الملامة وأن كان الكمال هو الجمع بين العبودية وشهود الربوبية.
ركائز العبودية الثلاث: الحب والخوف والرجاء ورد عن أحد الأئمة أن هناك من يعبد الله عز وجل بالحب والخوف والرجاء، وهناك من يعبده بالحب فقط، وهناك من يعبده بالخوف، ومنهم من يعبدون الله بالرجاء. والأجدر لنيل رضا الله عز وجل والقرب منه يكون بالعبودية والمحبة وإلتزام مقامات الإيمان الثلاثة دون تجزئة شيء منها. فالقلب في سيره إلى الله عز وجل كمثل الطائر فالمحبة رأسه والخوف والرجاء أجنحته، فمتى سلم الرأس والأجنحة فالطير جيد الطيران والغدو، ومتى قطع الرأس مات الطائر ومتى فقدت الأجنحة فهو عرضة لكل مترقب وصائد، واستحب السلف أن يقوى في الصحة جناح الخوف على جناح الرجاء، وعند الخروج من الدنيا يقوى جناح الرجاء على جناح الخوف. [١٣] ومن أهل العلم أيضًا من شبه عبادة الله تعالى بالخوف والمحبة والرجاء بأن الحب كالمركبة والرجاء هو قائد الركب، والخوف هو الموجه. [١٤] المراجع ↑ إبراهيم بن سعد أبا حسين، معجم التوحيد ، صفحة 139. بتصرّف. ^ أ ب مجموعة مؤلفين، موسوعة الأخلاق الإسلامية الدرر السنية ، صفحة 8-11. الفرق بين الخوف والرجاء | المرسال. بتصرّف. ↑ مجدي الهلالي، الجيل الموعود بالنصر والتمكين ، صفحة 17. بتصرّف. ^ أ ب أبو بكر محمد زكريا، الشرك في القديم والحديث ، صفحة 1084-1091.