عدالة عمر بن الخطاب عن عبدالله بن عمر قال اشتريت إبلاً ورجعتها إلى الحِمىَ فلما سمنت قال: فدخل عمر رضوان الله عليه السوق فرأى إبلاً سماناً فقال: لمن هذه الإبل السمينة؟ فقيل: لعبدالله بن عمر، فجعل يقول: يا عبدالله بن عمر يا عبدالله بن عمر.... ابن أمير المؤمنين، قال: فجعلت أسعى فقلت: مالك يا أمير المؤمنين؟ قال: ما هذه الإبل؟ قلت: إبل اشتريتها وبعثت بها إلى الحِمىَ، ما يبتغي المسلمون، قال: يقال ارعوا إبل ابن أمير المؤمنين، اسقوا إبل ابن أمير المؤمنين، يا عبدالله ابن عمر، أغد على رأسمالك، واجعل باقيه في بيت مال المسلمين. الظلم مرتعه وخيم قال صفي الدين الحلي: لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً/ فالظلم مصدره يفضي إلى الندمِ/ تنام عيناك والمظلوم منتبه/ يدعو عليك وعين الله لم تنمِ. واشتهر في الجاهلية هذا القول: "ظلمُ الأقارب أشد مضضاً من وقعِ السيف" فأخذه طرفة بن العبد وقال: فظلم بني القربىَ أشد مضاضةً/ على المرءِ من وقع الحُسامِ المهندِ. وقيل: إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك. أما والله إن الظلم شؤم - ويكي مصدر. قال الشاعر: وما من يد إلا يد الله فوقها/ وما ظالم إلا سيبلىَ بأظلمِ/ تأنَّ ولا تعجل لأمرٍ تريده/ وكن راحماً للناس تبلى براحمِ.
وما إن مرت الأيام والليالي حتى أصيب بدعوة مظلوم، وإذا به يصبح سجيناً في جزيرة من الجزر البعيدة في البحر، وإذا ببناته أصبحن يتكففن الناس على الأبواب يطلبن اللقمة واللقمتين، وإذا بزوجته تلك التي خاضت في ماء الورد وتراب المسك أصبحت تخيط الملابس للناس من الجوع، ومن ضيق ذات اليد، فقال الملك لوالده ذات ليلة وهو مسجون معه في البحر: يا أبتي! أما ترى ما حلَّ بنا؟ بأي سببٍ هذا الذي حلَّ بنا؟! فقال الوالد: يا بُنَيَّ! دعوة مظلوم سرت في الليل ونحن نيام.. (وعزتي وجلالي لأنصرك ولو بعد حين). وكتب أحد الولاة للخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يطلب مالاً كثيراً ليبني سوراً حول عاصمة الولاية. فأجابه عمر: وبماذا تنفع الأسوار؟؟ حصنها بالعدل ونقي طرقها من الظلم. وأرسل أحد الولاة إليه رسالةً قال فيها: يا أمير المؤمنين إنَّ أُناساً قد اغتصبوا مالاً ليس لهم، لستُ أقدر على استخراجه منهم، إلا أن أمسَّهم بالعذاب، فإن أذنت لي فعلته. فقال: يا سبحان الله.. ديوان شعر علي بن أبي طالب. أتستأذنني في تعذيب بشر ؟ وهل أنا لك حصنٌ من عذاب الله ؟ وهل رضائي عنك يُنجيك من سخط الله ؟ أقم عليهم البيِّنة، فإن قامت فخذهم بالبيِّنة، فإن لم تقُم فادعهم إلى الإقرار، فإن أقرّوا فخذهم بإقرارهم، فإن لم يُقرّوا فادعهم لحلف اليمين، فإن حلفوا فأطلق سراحهم، وايمُ الله لأن يلقوا الله بخيانتهم، أهون من أن ألقى الله بدمائهم.
وقيل: من صارع الحق صرعه، و.. الحق نطاح، و.. ما مات حق وراءه مطالب، و.. الحق يعلو ولا يُعلى عليه، و.. صاحب الحق عينه قوية، و.. قل الحق ولو على نفسك، وكلمة الحق مرة، و.. الساكت عن الحق شيطان أخرس، و.. من أماله الباطل قوّمه الحق، و.. واعلم أن من نأى عن الحق ضاق مذهبه. "كلمة حق يراد بها باطل" عندما سمع علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قول الخوارج (لا حكم إلا لله) بعد معركة صفين المشهورة، عندئذ قال كلمته الخالدة.. (كلمة حق يراد بها باطل). قال الشاعر: أد الأمانة والخيانة فاجتنب/ واعدل ولا تظلم يطيب المكسبُ. وقيل: يحق الحق حتماً دون شك/ وإن كره المشكك والألدُ/ صريحُ الحق قد يخفىَ ولكن/ بُعيد خفائه لاشك يبدو. قال بعضهم: لا يشعر الجاهل بالجهل كما/ لا يشعر السكران إلا إن صحا/ لا يعرف الصحيح قيمة لِما/ كان من الصحة حتى يُبتلىَ/ لا يحمد القوم الفتى إلا متى/ مات فيعطى حقه تحت البِلى. رأي الإمام الشافعي أرى راحة للحق عند قضائهِ/ ويثقل يوماً إنْ تركت على عمدِ/ وحسبك أن تُرى غير كاذبٍ/ وقولك لم أعلم وذاك من الجهدِ/ ومن يقضِ حقَّ الجار بعد ابن عمه/ وصاحبه الأدنىَ على القربِ والبعدِ/ يعش سيداً يستعذب الناس ذكرهُ/ وإن نابه حقٌ أَتَوّه على قصدِ.
تاريخ الإضافة 18 نوفمبر, 2019 الزيارات: 12639 من كلام السلف عن عاقبة الظلم قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم. وقال شريح القاضي رحمه الله: سيعلم الظالمون حق مَن انتقصوا، إن الظالم ينتظر العقاب، والمظلوم ينتظر النصر والثواب. قال بعض الحكماء: اذكر عند الظلم عدل الله فيك، وعند القدرة قدرة الله عليك وروي أن الحجاج حبـس رجلاً أياماً، فكتب ذلك الرجل إلى الحجاج وقال: يا حجاج! قد مضى من بؤسنا أيام -ومن نعيمك أيام، والموعد القيامة، والسجن جهنم، والحاكم لا يحتاج إلى بينة. ثم كتب في آخرها: ستعلم يا ظلوم إذ التقينا غداً عند الإله مَن الملومُ أما والله إن الظلم لؤمٌ وما زال الظلوم هو الملومُ سينقطع التلذذ عن أناسٍ أداموه وينقطع النعيمُ إلى الديان يوم الدين نمضـي وعند الله تجتمع الخصومُ ويروى عن الصاحب بن عباد أنه كان ملكاً من ملوك الأندلس متغطرساً جباراً صاحب مُلك عظيم، لدرجة أن زوجته يوماً من الأيام عندما فتحت النافذة نظرت وطالعت فنظرت إلى نساء وهن يزرعن، فيخُضْن في الماء والطين، فقالت: يا ليتني أخوض معهن في الماء والطين. فأراد الملك أن يعطيها ما يعجبها، فجاء بماء الورد وخلطه بتراب المسك ، ثم جاء بها وبناتها وجواريها حتى يسرِنَ في هذا الماء فرحاً وسروراً.
نساعده ليخرج قليلاً من سريره. يتكئ على الـ «ووكر» ونخرج معاً الى الشرفة. هو بيت متواضع والشرفة تطل على زقاق يلعب فيه «ولاد الحيّ». يزعجه صراخهم وأصوات ضحكاتهم، فيصرخ عليهم من فوق، من شرفته، فيجيبونه من تحت: «بدنا نتسلى حجّ أبو الطول». هو لم يُرزق بأطفال. وتزوج متأخرا على ما قال «في عمر الرابعة والثلاثين» ويُخبر السبب «لم ترضَ بي أي فتاة. ومن رضيت عارض أهلها. لكن زوجتي، على الرغم من معارضة أهلها، أصرت. أحبتني. وأخبرتني بعد زواجنا بحلمٍ جاءها ذات ليلة، رأت نفسها فيه تتمشى في بستان مليء بقرون الفول. إختارت منها الأكثر طولاً وقطفته». متى يتوقف طول الانسان. يبدو مصطفى متشائماً من الناس، جميع الناس، يذكر بالأسماء من وعدوه وخانوه. حتى أقرب الأقربين صاروا يتجنبونه، على ما قال، في رحلته مع «الطول» ويشرح: «العالم لا يرحم. كلما خرجت من منزلي وعدت، أطلب من زوجتي أن تصبّ لي رصاصة (ضد صيبة العين)، لأنني في كل مرة خرجت فيها عدت بآلام مبرحة في القدمين والذراعين والظهر. أحاول الإبتعاد عن عيون الناس لكنهم يأتون إليّ «ليتفرجوا» عليّ ويقومون بحركات تزعجني. حتى أقاربي يقولون لي وهم يبتسمون: صرت طول عمود التوتر العالي. وهناك من قالوا لي: أفضل وظيفة لك بائع علكة الى المسافرين، تبيع ركاب الطائرات وهي تحلق في الأجواء علكة.
الأنكى من ذلك هو اصراره على محاولاته تلك وبشكل مفتعل ودون توقف أو إستجابة للدعوات الصادرة من هذا وذاك، هادفاً على ما يبدو الى إفساد اﻷمسية وبأي شكل من اﻷشكال. وعن ما صاحب تلك الليلة من متاعب وكيف جرى التعامل معها وأسلوب معالجتها والى ما انتهت، فلم يصلني عنها من المعلومات ما يكفي، غير أن الذي عرفته فيما بعد ومن جهات أخرى، أن أقدم شقيق أبي على الإنسحاب من اﻷمسية، تاركا خلفه كل تداعياتها. في هذه اﻷثناء وعند خروجه من الحانة، إلتحق به أقرب أصدقائه وأعزَّهم، وليسرَّ له اﻷسباب الحقيقية التي وقفت وراء تصرفات ذاك الشخص اﻷحمقة، ليقول له: في اللحظة التي أتيت بها على ذكر أحد رجالات دولتكم وعلى ما أتذكر فإن إسمه جعفر العسكري، هنا ثارت ثائرته. متى يتوقف طول الإنسان الطبيعي. وعلى ما أظن فقد أراد أن يوصل رسالة تؤشر الى أن ليس هناك من رجال خارج حدود بلاده. على أثر ما جرى لعمّي في تلك الليلة، فقد قرر أن ينحى منحا آخر وربما سيشكل إنعطافا حقيقيا في مسيرة حياته، وقد تحدث إنقلابا فيما يحمل من مفاهيم ومعتقدات وأفكار. أمّا أنا، كاتب هذه السطور، فسأرجىء الخوض فيها، بإنتظار إكتمال الرواية والتي ستحمل الكثير من التفاصيل.