لقد علموا فضلها فكانوا أشد حرصا عليها: قال ابن مسعود: ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يتهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف. وقال أبو هريرة: لأن تمتلئ أذن ابن آدم رصاصا مذابا خير له من أن يسمع النداء ولا يجيب. وهذا الحارث بن حسان ـ وكان له صحبة ـ خرج ليلة عرسه إلى المسجد لصلاة الفجر؟ فقيل له: أتخرج وإنما بنيت بأهلك في هذه الليلة؟ فقال: إن امرأة تمنعني من صلاة الفجر في جمع لامرأة سوء. وأبو عبد الرحمن السلمي كان يخرج لصلاة الجماعة وهو مريض متكئا على ولديه حتى يقام في الصف، وذهب يوما إلى المسجد وهو مريض فلما أحسوا أنه في النزع قالوا له: لو تحولت إلى الفراش فإنه أوثر ( ألين وأوطأ) أخبرهم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم أن العبد في صلاة ما دام في مصلاه ، قال: فأريد أن أموت وأنا في مسجدي. أما سعيد بن المسيب رحمه الله فقال: ما فاتتني الصلاة في جماعة منذ أربعين سنة. وقال رحمه الله: ما دخل علي وقت صلاة إلا وقد أخذت أهبتها، و لا دخل علي فضاء وقت إلا وأنا إليه مشتاق. نسأل الله الكريم أن يوفقنا للحرص على صلاة الجماعة ما حيينا، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
تفضل صلاة الجماعة عن صلاة الفرد ب فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الجماعة؛ لما لها من فضل عظيم، وقد ذكر فضلها في كثير من الأحاديث، ومنها هذا الحديث الذي يبين فيه صلى الله عليه وسلم الفرق بين ثواب صلاة الجماعة وصلاة المنفرد، ويهتم موقع المرجع في الحديث عن تفضل صلاة الجماعة عن صلاة الفرد ب، وعن فضل صلاة الجماعة، وحكمها، وعن الحكمة منها، وعن الأعذار المسقطة لها.
ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم:" يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال: نعم، في الكفارات، والكفارات: المكث في المسجد بعد الصلاة، والمشي على الأقدام إلى الجماعات، وإسباغ الوضوء على المكاره، ومن فعل ذلك عاش بخير ومات بخير وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه". كما بين النبي صلى الله عليه وسلم عظم أجر الماشي إلى صلاة الجماعة حين قال:" من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم". والله عز وجل يعد للمشائين إلى بيوتهم منازلهم في الجنة:" من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح". في المساجد تزول الفوارق ، تتآلف القلوب ، تقوى الروابط. وأنا أعجب كثيرا أن أحدنا قد يأتي المسجد ثم يخرج الشهور الطوال ولم يكلف نفسه أن يتعرف على أحد ، عرف نفسك لمن بجانبك، قل: السلام عليكم، أنا فلان بن فلان ويقوم هو بالرد عليك معرفا بنفسه. لماذا نزهد في التعارف وقد كان بعض السلف رضي الله عنهم يقول: استكثروا من الإخوان فإنهم عدة في الدنيا وشفعاء في الآخرة؟. حرص الصالحين على صلاة الجماعة: لما علم الصالحون عظم الأجر المترتب على أداء الصلاة في جماعة وجدنا منهم حرصا ومداومة على أداء الصلاة في جماعة بين المسلمين في مساجدهم، وأسوتهم في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان حريصا على صلاة الجماعة حتى في أشد الأوقات وأحرج الساعات الصلاة مع القتال والخوف: فقد روى الإمام مسلم رحمه الله عن جابر رضي الله عنه قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما من جهينة، فقاتلوا قتالا شديدا، فلما صلينا الظهر قال المشركون: لو ملنا عليهم ميلة واحدة لاقتطعناهم.
والإجابـة الصحيحـة لهذا السـؤال التـالي الذي أخذ كل اهتمامكم هو: تفضل صلاة الجماعة على صلاة الفذّ ب سبع وعشرين درجة ثمان وعشرين درجة خمس وعشرين درجة اجابـة السـؤال الصحيحـة هي كالتـالي: سبع وعشرين درجة
وأمَّا اختلافُ الرِّواياتِ بيْن سَبْعٍ وعِشرين وخَمْسٍ وعِشرينَ، فهذا الاختلافُ راجعٌ لاختلافِ أحوالِ المُصلِّين والصَّلاةِ، فيكونُ لبَعضِهم خمْسٌ وعِشرون، ولبَعضِهم سَبْعٌ وعِشرون؛ وذلك بحسَبِ كَمالِ الصَّلاةِ، ومُحافَظتِه على هَيئتِها، وخُشوعِها، وكَثرةِ جَماعتِها، وفضْلِهم، وشَرفِ البُقعِة، وقيل غيرُ ذلك. وقد كان السَّلَفُ رِضوانُ اللهِ عليهم لا يَتخلَّفون عنها، ويَحرِصون عليها، وقد كان الرَّجلُ منهم –كما في صَحيحِ مُسلمٍ مِن حَديثِ ابنِ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه- يُؤتَى به إلى الجَماعةِ وهو يُهادَى بيْن الرَّجُلينِ، بمعنى: يَستنِدُ إليهما؛ لِضَعْفِه وعدَمِ قُدرتِه؛ لِما يَعرِفُه مِن فضْلِ الجماعةِ، رَغبةً في تَحصيلِ ثَوابِها. وفي الحديثِ: الحثُّ على صَلاةِ الجَماعةِ وبَيانُ فَضْلِها.
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 900 من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء. ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة. فصلاها مع الناس. أو مع الجماعة. أو في المسجد.
2007-08-22, 04:53 PM #1 ولكن لا تفقهون تسبيحهم بسم الله الرحمن الرحيم { تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن ، وإن من شيء إلا يسبح بحمده ، ولكن لا تفقهون تسبيحهم ، إنه كان حليماً غفورا}.. وهو تعبير تنبض به كل ذرة في هذا الكون الكبير ، وتنتفض روحاً حية تسبح الله. فإذا الكون كله حركة وحياة ، وإذا الوجود كله تسبيحة واحدة شجية رخية ، ترتفع في جلال إلى الخالق الواحد الكبير المتعال. وإنه لمشهد كوني فريد ، حين يتصور القلب. كل حصاة وكل حجر. كل حبة وكل ورقة. كل زهرة وكل ثمرة. ...ولكن لا تفقهون تسبيحهم!. كل نبتة وكل شجرة. كل حشرة وكل زاحفة. كل حيوان وكل إنسان. كل دابة على الارض وكل سابحة في الماء والهواء.. ومعها سكان السماء.. كلها تسبح الله وتتوجه إليه في علاه. وإن الوجدان ليرتعش وهو يستشعر الحياة تدب في كل ما حوله مما يراه ومما لا يراه ، وكلما همت يده أن تلمس شيئاً ، وكلما همت رجله أن تطأ شيئاً.. سمعه يسبح الله ، وينبض بالحياة. { وإن من شيء إلا يسبح بحمده} يسبح بطريقته ولغته { ولكن لا تفقهون تسبيحهم} لا تفقهونه لأنكم محجوبون بصفاقة الطين ، ولأنكم لم تتسمعوا بقلوبكم ، ولم توجهوها إلى أسرار الوجود الخفية ، وإلى النواميس التي تنجذب إليها كل ذرة في هذا الكون الكبير ، وتتوجه بها إلى خالق النواميس ، ومدبر هذا الكون الكبير.
وحين تشف الروح وتصفو فتتسمع لكل متحرك أو ساكن وهو ينبض بالروح, ويتوجه بالتسبيح, فإنها تتهيأ للاتصال بالملأ الأعلى, وتدرك من أسرار هذا الوجود ما لا يدركه الغافلون, الذين تحول صفاقة الطين بين قلوبهم وبين الحياة الخفية الساربة في ضمير هذا الوجود, النابضة في كل متحرك وساكن, وفي كل شيء في هذا الوجود. (إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا).. وذكر الحلم هنا والغفران بمناسبة ما يبدو من البشر من تقصير في ظل هذا الموكب الكوني المسبح بحمد الله, بينما البشر في جحود وفيهم من يشرك بالله, ومن ينسب له البنات, ومن يغفل عن حمده وتسبيحه. والبشر أولى من كل شيء في هذا الكون بالتسبيح والتحميد والمعرفة والتوحيد. ولكن لاتفقهون تسبيحهم. ولولا حلم الله وغفرانه لأخذ البشر أخذ عزيز مقتدر. ولكنه يمهلهم ويذكرهم ويعظهم ويزجرهم (إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا). انتهى من الظلال. رحم الله صاحب الظلال رحمة واسعة. (إن كلماتنا تظل جثثا هامدة حتى إذا متنا في سبيلها وغذيناها بالدماء انتفضت حية وعاشت بين الأحياء) صاحب الظلال. أي غرور وأي تيه يعيش فيه الانسان ؟ تستطيع ان تحول حياتك كلها الي واحة من التسبيح في مأكلك ومشربك ونومك وقيامك وسعيك وغدوك في كل شئ هل تستطيع ان ترسم لوحتك ؟ نعم لوحتك السرمدية بالتسبيح والحمد, هل تريد ان يتباهي بك الله امام ملائكته؟ هل تريد ان يُذكر اسمك في الملأ الأعلى؟ لقد خلقنا الله عبيدا بالقهر لنكون عبادا بالحب (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) ( لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) عدد المساهمات: 21 القطع الذهبية: 5 الكريستالات: 1 العمر: 36 البلد: تاريخ التسجيل: 17/10/2011 الجوائز والأوسمة keyboard_arrow_down
وقوله تعالى: (إنه كان حليماً غفوراً) تذييل من تتمة الإنكار على الوجه الأبلغ، أي إنه سبحانه حليم ولذلك لم يعاجلكم بالعقوبة لإخلالكم بالنظر الصحيح الموصل إلى التوحيد، ولو تبتم ونظرتم لغفر لكم ما صدر منكم من التقصير فإنه غفور لمن يتوب. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الإسراء - الآية 44. وظن ابن المنير أن هذا التذييل يأبى كون الخطاب للمشركين، قال لأنه سبحانه لا يغفر لهم ولا يتجاوز عن جهلهم وإشراكهم. انتهى. ومن أراد ما تبقى من رأي الالوسي فليراجع تفسير روح المعاني. & & [email protected] &
تاريخ الإضافة: 20/5/2018 ميلادي - 6/9/1439 هجري الزيارات: 27285 ♦ الآية: ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الإسراء (44). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ ﴾ الآية المراد بالتَّسبيح في هذه الآية الدلالة عل أنَّ الله سبحانه خالقٌ حكيمٌ مبرَّأٌ من الأسواء والمخلوقون والمخلوقاتُ كلُّها تدلُّ على هذا وقوله: ﴿ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ﴾ مخاطبة للكفَّار لأنَّهم لا يستدلُّون ولا يعتبرون. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ﴾، قَرَأَ أَبُو عَمْرٍو وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَحَفْصٌ وَيَعْقُوبُ «تُسَبِّحُ» بِالتَّاءِ وَقَرَأَ الْآخَرُونَ بِالْيَاءِ لِلْحَائِلِ بَيْنَ الْفِعْلِ وَالتَّأْنِيثِ، ﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ﴾. رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ حَيٍّ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ.
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن قال: لولا ما غمي عليكم من تسبيح ما معكم في البيوت ما تقاررتم. وأخرج أبو الشيخ عن مسعر قال: لولا ما غم الله عليكم من تسبيح خلقه ما تقاررتم. وأخرج أبو الشيخ عن الحسن في قوله: وإن من شيء إلا يسبح بحمده. قال: كل شيء فيه الروح يسبح. وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد: وإن من شيء إلا يسبح بحمده. قال: صلاة الخلق وتسبيحهم: سبحان الله وبحمده. [ ص: 364] وأخرج النسائي ، وابن مردويه ، عن ابن مسعود قال: كنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نعد الآيات بركة، وأنتم تعدونها تخويفا، بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس معنا ماء، فقال لنا: "اطلبوا من معه فضل ماء". فأتي بماء، فوضعه في إناء، ثم وضع يده فيه، فجعل الماء يخرج من بين أصابعه، ثم قال: "حي على الطهور المبارك، والبركة من الله". فشربنا منه. قال عبد الله: كنا نسمع صوت الماء وتسبيحه وهو يشرب. وأخرج أبو الشيخ في "العظمة"، وابن مردويه ، عن ابن مسعود قال: كنا نأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم فنسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل. وأخرج أبو الشيخ عن أنس قال: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بطعام ثريد، فقال: "إن هذا الطعام يسبح". قالوا: يا رسول الله، وتفقه تسبيحه؟ قال: "نعم".