ت + ت - الحجم الطبيعي يقول الله تعالى: (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعًا متصدعًا من خشية الله، وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون) (الحشر: 21). يقول الخازن: وهذا تمثيل لأن الجبل لا يتصور منه الخشوع والخشية إلا أن يخلق الله تعالى له تمييزًا وعقلاً يدل على أنه تمثيل: (وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون)، أي الغرض من هذا التمثيل التنبيه على فساد قلوب هؤلاء الكفار وقساوتها وغلظ طباعهم. ويرى الزمخشري في متناول تفسيره لهذه الآية أن هذا تمثيل وتخييل كما مر في قوله تعالى: (إنا عرضنا الأمانة). وقد دل عليه قوله: (وتلك الأمثال نضربها للناس)، والغرض توبيخ الإنسان على قسوة قلبه وقلة تخشعه عند تلاوة القرآن، وتدبر القرآن، وتدبر قوارعه وزواجره: (وتلك الأمثال) إشارة إلى هذا المثل وإلى أمثاله في مواضع من التنزيل. لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعًا متصدعًا من خشية الله - YouTube. وذهب البيضاوي والنيسابوري إلى ما ذهب إليه الزمخشري من أن هذه الآية تمثيل وتخييل، وأن المراد توبيخ الإنسان على قسوة قلبه وعدم اتعاظه وانتفاعه بالقرآن. فلو كان للجبل عقل يميز به مع أنه علم في القساوة لخشع وتشقق من خشية الله، فكيف بالإنسان الذي منحه الله عقلاً وإدراكًا وفكرًا؟ ويقول أحد الباحثين: بل إن الجبل ليخر خشية من الله وقرآنه، وهذا مثل تجسيمي تربوي يورده الله جل جلاله لتبصير أولي الألباب بخشية الله كما ورد في آية الحشر رقم 21.
أى: لو أنزلنا- على سبل الفرض والتقدير- هذا القرآن العظيم الشأن على جبل من الجبال العالية الشامخة الصلبة وخاطبناه به.. لرأيت- أيها العاقل- هذا الجبل الذي هو مثال في الشدة والغلظة والضخامة وعدم التأثر. لرأيته خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ. أى: لرأيته متذللا متشققا من شدة خوفه من الله- تعالى- ومن خشيته. قال الآلوسى: وهذا تمثيل لعلو شأن القرآن، وقوة تأثيره، والغرض- من هذه الآية- توبيخ الإنسان على قسوة قلبه، وقلة تخشعه عند تلاوة القرآن الكريم، وتدبر ما فيه من القوارع، وهو الذي لو أنزل على جبل- وقد ركب فيه العقل- لخشع وتصدع. ويشير إلى كونه تمثيلا، قوله- تعالى-: وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ. لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله. أى: وتلك الأمثال الباهرة التي اشتمل عليها هذا القرآن العظيم، نضربها ونسوقها للناس، لكي يتفكروا فيها، ويعملوا بما تقتضيه من توجيهات حكيمة ومن مواعظ سديدة، ومن إرشادات نافعة. ثم ختم- سبحانه- السورة الكريمة بالثناء على ذاته- تعالى- وببيان بعض أسمائه الحسنى فقال- تعالى-: قوله تعالى: لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرونقوله تعالى: لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا حث على تأمل مواعظ القرآن وبين أنه لا عذر في ترك التدبر; فإنه لو خوطب بهذا القرآن الجبال مع تركيب العقل فيها لانقادت لمواعظه ، ولرأيتها على صلابتها ورزانتها خاشعة متصدعة; أي متشققة من خشية الله.
﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾ الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: بلغ من شأن القرآن وعظمته وشدَّة تأثيره أنه لو أُنزل على جبل من الجبال وجُعل له عقل كما جعل للبشر، لرأيت الجبلَ - مع كونه في غاية القسوة والصَّلابة - خاشعاً متصدِّعاً من خشية الله؛ كما قال تعالى: ﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾ [الحشر: 21]؛ أي: لاتَّعَظَ الجبلُ وتصدَّع صخرُه من شدَّة تأثُّره من خشية الله. ففي هذا «بيان حقيقة تأثير القرآن وفعاليته في المخلوقات، ولو كانت جبلاً أشم، أو حجراً أصم» [1]. وضُرِبَ التَّصَدُّع مثلاً لشدَّة الانفعال والتَّأثر؛ لأن منتهى تأثُّر الأجسام الصلبة أن تَنْشَقَّ وتتصدَّع ولا يحصل ذلك بسهولة. والخشوع: هو التَّطأطؤ والرُّكوع؛ أي: لرأيته ينزل أعلاه إلى الأرض. والتَّصدع: التَّشقُّق؛ أي: لَتَزلزل وتَشَقَّق من خوفه اللهَ تعالى [2]. لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا. ولا شَكَّ أنَّ هذا تعظيمٌ لشأن القرآن، وتمثيلٌ لعلوِّ قدره وشدَّة تأثيره في النفوس، لما فيه من بالغ المواعظ والزَّواجر، ولما اشتمل عليه من الوعد الحقِّ والوعيد الأكيد، فإذا كان الجبل في غلظته وقساوته، لو فهم هذا القرآن - كما فهمتموه - لخشع وتصدَّع من خوف الله تعالى، فكيف يليق بكم أيُّها البشر ألاَّ تلين قلوبُكم وتخشع وتتصدَّع من خشية الله، وقد فهمتم عن الله أمره وتدبَّرتم كتابَه [3].
ولد صاحب السمو الملكي، الأمير فيصل بن تركي بن عبد العزيز آل سعود عام 1965 في المملكة العربية السعودية. حصل على بكالوريوس العلوم. في الإدارة الصناعية وماجستير في إدارة الأعمال من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن (KFUPM) في الظهران. كما تلقى تدريبًا احترافيًا لدى بنك تشيس مانهاتن في نيويورك الذي اندمج مع جي بي مورغان وشركاه في عام 2000. وطوال حياته المهنية كمستشار في وزارة البترول والثروة المعدنية، تمكن الأمير فيصل، وبدعم كامل من قيادة المملكة، من تحقيق الكثير من الانجازات النوعية التي لم يستطع تحقيقها سوى قلة قليلة من المسؤولين. ولعل من بين أبرز مساهمات الأمير فيصل دوره الأساسي في التنويع الاقتصادي للمملكة العربية السعودية، وتطوير صناعة البتروكيماويات من خلال التخصيص الاستراتيجي للغاز، وتحفيز إنشاء مراكز البحث والابتكار، وضمان توفير تدريب قوي للشباب السعودي، الأمر الذي جعل منهم جزءاً أساسياً من تركيبة القوى العاملة الوطنية في الصناعة التي نراها اليوم. يتمتع صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بشخصية فريدة ذات طابع حازم، فقد سعى لتحقيق أهدافه بإيمان ثابت وتصميم راسخ وعزيمة لا تلين من أجل تعزيز الاستفادة الاجتماعية والاقتصادية للموارد الطبيعية التي حبى الله بها المملكة.
أحمد سرور- سبق- الرياض: رفع رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي بن ناصر بن عبدالعزيز، باسمه ونيابة عن أعضاء مجلسي الشرف والإدارة وكافة منسوبي النادي وجماهيره أحر التعازي وصادق المواساة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ( يرحمه الله). كما رفع تعازيه وصادق مواساته لصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي ولي العهد وزير الداخلية وإلى الأسرة المالكة الكريمة وأبناء الفقيد و الشعب السعودي والأمتين العربية والإسلامية، داعياً المولى عز وجل أن يتغمد الملك عبدالله بن عبدالعزيز بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته. وقدم رئيس النصر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة مبايعته ملكاً للمملكة وقائداً لمسيرتها مجدداً البيعة وسائلاً الله أن يعينه وأن يوفقه وأن يكون عهده كله خيراً ورخاء للوطن والمواطن. ورفع الأمير فيصل التهاني لمقام صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز على الثقة الملكية الكريمة باختيار سموه ولياً للعهد ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز باختياره ولياً لولي العهد ووزيراً للداخلية راجياً الله لسموهما العون والتوفيق والسداد.
إلى جانب أنه يعد من أشد أنصار التنويع الاقتصادي، ومدافع قوي عن تنمية المواهب المحلية فهو مثال للقائد الناجح. ولهذه الأسباب وغيرها الكثير، يتشرف الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات "جيبكا" بمنحه "جائزة الرواد" إرساء أسس جديدة لمسيرة التصنيع في المملكة العربية السعودية: يتجلى إرث الأمير فيصل، من خلال جهوده الحثيثة لتسريع عمليات التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد عبر المساهمة في إنشاء قطاعات صناعية ذات قيمة مضافة كبيرة وتنويع الاقتصاد المحلي وتدريب القوى العاملة الوطنية. ومن خلال دوره كمستشار لوزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية آنذاك، تم تكليفه بمهمة حيوية تهدف إلى تعزيز القيمة التي يتم الحصول عليها من كل وحدة غاز مخصصة. وكان محور إنجازاته صياغة لوائح جديدة للغاز والتسعير، تهدف إلى إمداد الغاز لقطاع الصناعة والمرافق. كما كان له الدور الفاعل في تخصيص الغاز الطبيعي وسوائله لاستخدامها في الصناعات البتروكيماوية وتوليد الطاقة في وقت كانت فيه المملكة تستثمر بشكل كبير في زيادة قدرتها الإنتاجية وبناء مرافق الإنتاج والمصانع الجديدة. جذبت هذه المبادرات موجة من الاستثمارات الجديدة أدت إلى نمو غير مسبوق في مشاريع البتروكيماويات الجديدة في المملكة.