(8) * * * وقد ذكر أن ذلك في قراءة أبيّ ( ورسل قد قصصناهم عليك من قبل ورسل لم نقصصهم عليك) ، فرفعُ ذلك، إذ قرئ كذلك، بعائد الذكر في قوله: " قصصناهم عليك ". (9) * * * وأما قوله: " وكلم الله موسى تكليمًا " ، فإنه يعني بذلك جل ثناؤه: وخاطب الله بكلامه موسى خطابًا، وقد:- 10842- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا يحيى بن واضح قال، حدثنا نوح بن أبي مريم، وسئل: كيف كلم الله موسى تكليمًا؟ فقال: مشافهة. الأنبياء كأنك تراهم.. نوح شيخ المرسلين وشعيب خطيب الأنبياء "فيديو". (10) * * * وقد:- 10843- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبو أسامة، عن ابن مبارك، عن معمر ويونس، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال، أخبرني جزى بن جابر الخثعمي قال: سمعت كعبًا يقول: إن الله جل ثناؤه لما كلم موسى، كلمه بالألسنة كلها قبل كلامه= يعني: كلام موسى= فجعل يقول: يا رب، لا أفهم! حتى كلمه بلسانه آخر الألسنة، فقال: يا رب هكذا كلامك؟ قال: لا ولو سمعت كلامي= أي: على وجهه= لم تك شيئًا! = قال ابن وكيع: قال أبو أسامة (!! ): وزادني أبو بكر الصغاني في هذا الحديث أن موسى قال: يا رب، هل في خلقك شيء يشبه كلامك؟ قال: لا وأقرب خلقي شبهًا بكلامي، أشدُّ ما تسمع الناسُ من الصواعق. (11) 10844- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبو أسامة، عن عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر قال، سمعت محمد بن كعب القرظي يقول: سئل موسى: ما شبهت كلام ربك مما خلق؟ فقال موسى: الرعد الساكب.
وأما قوله: " وكلم الله موسى تكليما " ، فإنه يعني بذلك جل ثناؤه: وخاطب الله بكلامه موسى خطابا ، وقد: - 10842 - حدثنا ابن حميد قال: حدثنا يحيى بن واضح قال: حدثنا نوح بن أبي مريم ، وسئل: كيف كلم الله موسى تكليما ؟ فقال: مشافهة. ما إعراب جملة وكلم الله موسى تكليمًا؟ - موضوع سؤال وجواب. [ ص: 404] وقد: - 10843 - حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا أبو أسامة ، عن ابن مبارك ، عن معمر ويونس ، عن الزهري ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال: أخبرني جزء بن جابر الخثعمي قال: سمعت كعبا يقول: إن الله جل ثناؤه لما كلم موسى ، كلمه بالألسنة كلها قبل كلامه يعني: كلام موسى فجعل يقول: يا رب ، لا أفهم! حتى كلمه بلسانه آخر الألسنة ، فقال: يا رب هكذا كلامك ؟ قال: لا ولو سمعت كلامي أي: على وجهه لم تك شيئا! قال ابن وكيع: قال أبو أسامة (): وزادني أبو بكر الصغاني في هذا الحديث أن موسى قال: يا رب ، هل في خلقك شيء يشبه كلامك ؟ قال: لا وأقرب خلقي شبها بكلامي ، أشد ما تسمع الناس من الصواعق. [ ص: 405] 10844 - حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا أبو أسامة ، عن عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر قال: سمعت محمد بن كعب القرظي يقول: سئل موسى: ما شبهت كلام ربك مما خلق ؟ فقال موسى: الرعد الساكب.
وأما الإشكال ، فإن "أبا بكر الصغاني" ، هو "محمد بن إسحاق بن جعفر" الحافظ الرحلة ، وهو شيخ الطبري ، مضت روايته عنه في مواضع ، انظر رقم: 4074 ، وفيها ترجمته ، ورقم: 4330 وروى عنه في المنتخب من ذيل المذيل (الملحق بتاريخه) ص: 104 ، كما أشرت إليه. ولا شك في أن "أبا أسامة حماد بن زيد" ، لم يرو عنه قط. فواضح أن القائل: "وزادني أبو بكر الصغاني" هو أبو جعفر محمد بن جرير نفسه. وإذن ، فما قوله: "قال ابن وكيع ، قال أبو أسامة" ؟ لا أدري على التحقيق ، فإما أن يكون سقط من الناسخ شيء. ص18 - تأملات قرآنية المغامسي - بيان معنى قوله تعالى وكلم الله موسى تكليما - المكتبة الشاملة الحديثة. وإما أن يكون المملي (أبو جعفر ، أو غيره) ، أراد أن ينتقل إلى الإسناد التالي رقم: 10844 ، فأملى صدر الإسناد ، ثم عاد لما فاته من تتمة كلام أبي جعفر في الخبر 10843 ، وهو قوله: "وزادني أبو بكر الصغاني" ، ولم ينتبه الكاتب عنه لما وقع فيه المملي من التردد. هذا غاية ما أجد من تفسير ذلك. هذا ، والمخطوطة لا يعتمد عليها في هذا الموضع كل الاعتماد ، لأن فيها خرمًا أو حذفًا كما سترى في الأسانيد: 10845 - 10847 ، ولله وحده العلم. وكتبه: محمود محمد شاكر. وقد كان في المطبوعة: "أشد ما تسمع" ، وأثبت ما في المخطوطة. (12) الأثر: 10844 - "عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب" ، مضى برقم: 7819.
10845 - حدثني يونس بن عبد الأعلى قال: حدثنا عبد الله بن وهب [ ص: 406] قال: أخبرني يونس ، عن ابن شهاب قال: أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن: أنه أخبره عن جزء بن جابر الخثعمي قال: لما كلم الله موسى بالألسنة كلها قبل لسانه ، فطفق يقول: والله يا رب ، ما أفقه هذا!! حتى كلمه بلسانه آخر الألسنة بمثل صوته ، فقال موسى: يا رب هذا كلامك ؟ قال: لا. قال: هل في خلقك شيء يشبه كلامك ؟ قال: لا ، وأقرب خلقي شبها بكلامي ، أشد ما يسمع الناس من الصواعق. 10846 - حدثني أبو يونس المكي قال: حدثنا ابن أبي أويس قال: أخبرني أخي ، عن سليمان ، عن محمد بن أبي عتيق ، عن ابن شهاب ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام: أنه أخبره جزء بن جابر الخثعمي: أنه سمع [ كعب] الأحبار يقول: لما كلم الله موسى بالألسنة كلها قبل لسانه ، فطفق موسى يقول: أي رب ، والله ما أفقه هذا!! حتى كلمه آخر الألسنة بلسانه بمثل صوته ، فقال موسى: أي رب ، أهكذا كلامك ؟ فقال: لو كلمتك بكلامي لم تكن شيئا! قال: أي رب ، هل في خلقك شيء يشبه كلامك ؟ فقال: لا وأقرب خلقي شبها بكلامي ، أشد ما يسمع من الصواعق. [ ص: 407] 10847 - حدثنا ابن عبد الرحيم قال: حدثنا عمرو قال: حدثنا زهير ، عن يحيى ، عن الزهري ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، عن جزء بن جابر: أنه سمع كعبا يقول: لما كلم الله موسى بالألسنة قبل لسانه ، طفق موسى يقول: أي رب ، إني لا أفقه هذا!!
قال: إنَّ أمتك لا تستطيع ذلك، فارجع فليخفف عنك ربك وعنهم، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل كأنه يستشيره في ذلك، فأشار إليه جبريل: أن نعم إن شئت، فعلا به إلى الجبَّار، فقال وهو مكانه: (يا ربِّ خفِّف عنَّا، فإنَّ أمتي لا تستطيع هذا). فوضع عنه عشر صلوات، ثم رجع إلى موسى فاحتبسه، فلم يزل يردده موسى إلى ربه حتى صارت إلى خمس صلوات، ثم احتبسه موسى عند الخمس فقال: يا محمد، والله لقد راودتُ بني إسرائيل قومي على أدنى من هذا فضعفوا فتركوه، فأمتك أضعف أجساداً وقلوباً وأبداناً وأبصاراً وأسماعاً، فارجع فليخفِّف عنك ربك، كل ذلك يلتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل ليشير عليه، ولا يكره ذلك جبريل، فرفعه عند الخامسة فقال: (يا رب إن أمتي ضعفاء، أجسادهم وقلوبهم وأسماعهم وأبدانهم، فخفف عنا). فقال الجبَّار: يا محمد، قال: (لبيك وسعديك). قال: إنه لا يُبَدَّل القول لدي، كما فرضت عليك في أمِّ الكتاب، قال: فكل حسنة بعشر أمثالها، فهي خمسون في أمِّ الكتاب، وهي خمس عليك، فرجع إلىموسى فقال: كيف فعلت؟ فقال: (خفَّف عنا، أعطانا بكل حسنة عشر أمثالها). قال موسى: قد والله راودت بني إسرائيل على أدنى من ذلك فتركوه، ارجع إلى ربك فليخفِّف عنك أيضاً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا موسى، قد والله استحييت من ربي مما اختلفت إليه).
قائمة بأكثر القراء إستماعاً المزيد من القراء 119184 725345 77854 686888 71959 654853 74859 646755 67741 631251 59260 605280 استمع بالقراءات الآية رقم ( 25) من سورة ص برواية: جميع الحقوق محفوظة لموقع ن للقرآن وعلومه ( 2022 - 2005) اتفاقية الخدمة وثيقة الخصوصية
مضى برقم: 4333 ، 4923. و "ابن أبي عتيق" أو "محمد بن أبي عتيق" ، هو: "محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق" ، مضت ترجمته برقم: 4923 ، 10317. وهذا هو الإسناد الذي أشار إليه البخاري ، كما ذكرت في التعليق على الأثر رقم: 10843 ، وأن روايته فيه "جرو بن جابر" ، وذكره ابن أبي حاتم أيضًا ، فانظر ما قلت فيه هناك. وكان في المطبوعة هنا: "أنه سمع الأحبار تقول" ، ولكن تدل الروايات السالفة والآتية ، وما أشار إليه البخاري وابن أبي حاتم ، أن صواب ذلك "كعب الأحبار" ، فزدت "كعب" بين القوسين ، وهو الصواب المحض إن شاء الله. (15) الأثر: 10847 - هذا إسناد لم يشر إليه البخاري ، ولا ابن أبي حاتم. هذا ، والأخبار الثلاثة الأخيرة من رقم: 10845 - 10847 ، ليست في المخطوطة. فكأن الناسخ قد اختصر في كتابه. ومهما يكن من أمر هذا الخبر ، فإن صفة ربنا تعالى وتقدست أسماؤه ، مما لا يؤخذ عن كعب الأحبار وأشباهه ، بل الأمر فيها لله وحده ، هو كما يثني على نفسه ، وكما بلغ عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا كعب الأحبار ومن لف لفه.
تاريخ النشر: الخميس 7 رمضان 1422 هـ - 22-11-2001 م التقييم: رقم الفتوى: 11598 39762 0 257 السؤال ما معنى قول الرسول عليه السلام: "التسبيح للرجال والتصفيق للنساء" وما مدى صحة الحديث؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالحديث صحيح إذ هو مخرج في أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى، وهما صحيحا البخاري ومسلم، وقد رواه أصحاب السنن وغيرهم. والحديث له سبب، فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم للصلح بين بني عمرو بن عوف فتأخر عن الصلاة، فصلى أبو بكر بالناس، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة، فصفق الناس لينبهوا أبا بكر بمجيء النبي صلى الله عليه وسلم، وأشار النبي صلى الله عليه وسلم بأن يبقى في مكانه، فأبى أبو بكر إلا التأخر، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم وصلى بالناس، ثم قال: هذا الحديث بعد الصلاة. معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم ألتسبيح للرجال والتصفيق للنساء. - إسلام ويب - مركز الفتوى. ومعنى الحديث أن من نابه شيء في صلاته أي نزل به شيء من الحوادث والمهمات، وأراد تنبيه غيره، كإذنه لداخلٍ أو أنذاره لأعمى أو تنبيهه لساهٍ، فيسبح الرجل أي يقول: سبحان الله. وأما المرأة فتصفق أي تضرب بإحدى يديها الأخرى، وفي بعض روايات الحديث: تصفح. والفرق بين التصفيق والتصفيح كما يقول الشراح: أن التصفيق: الضرب بباطن اليمنى على باطن اليسرى.
Your browser does not support the HTML5 Audio element. معنى " سُبحات وجهه " السؤال: ما معنى قولِهِ في كتابِ الأسماءِ والصّفاتِ (سُبُحَاتُ وَجْهِهِ) هلْ هو كمَا قالَ البيهقيُّ: هي تسبيحاتُهُ وتنزيهاتُهُ ؟ الجواب: لا، ما هِيَ بتسبيحاتِه، ما قال، قالَ لكَ: (سُبُحَاتُ وَجْهِهِ) هو جلالُ وجهِهِ، واللهُ أعلم ُبكيفيتِه، ولكن كأنَّه رَبْطٌ بينَ السُّبُحَاتِ وبين التَّسبيحِ، فهو -سبحانه وتعالى- موصوفٌ بالجلالِ؛ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ [الرحمن:27] ، وسُبُحاتُهُ هو ما قامَ بوجهِه مِن الجلالِ، سبحان الله العظيم، وبينَ السُّبُحَاتِ والتَّسبيحِ تناسُبٌ في اللَّفظِ، فهو -سبحانه تعالى- ذو الجلالِ ويستحِقُّ مِن العبادِ التَّسبيحَ والتَّنزيه.
كما يجب على كل إنسان عندما يخطر بباله هذه الوساوس والأفكار الخاطئة أن يذكر ويكرر كلام الله تعالى: كما يجب أن يذكر كلام الله تعالى: عن ابن عباس رضي الله عنه: عن يزيد بن الأصم قال: جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنه فقال: عن مجاهد قال: التسبيح: الله يبتعد عن كل شر. عن ميمون بن مهران قال: سبحان الله: المجد لله اسم يعظم الله به. عن الحسن قال: "سبحان الله": اسم ممنوع لم يستطع أي إنسان انتحال صفته. عن أبي عبيدة معمر بن المثنى: سبحان الله تعالى الله وبراءته. قال الطبراني: حدثنا الفضل بن الحباب قال: سمعت ابن عائشة يقول: يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فوائد التسبيح في هذه الفقرة نذكر ونتعرف على فوائد التمجيد: فسبحان الله فوائد عظيمة جدا ولا تعد ولا تحصى، فالتمجيد من أجمل النعم التي أنعم الله علينا بها. بما أن التمجيد هو حيث يوجد حل لجميع المشاكل والأحزان والخلافات والمخاوف وأي شيء آخر يمر به الإنسان. ما هو معنى التسبيح - جريدة الساعة. من أراد الله أن يخفف كربه فعليه الثناء كثيرا. ومن أراد الله تعالى أن يخفف كربه فعليه أن يضاعف مجده ويقول سبحان الله والحمد لله. فمن أراد من الله تعالى أن يسدّ له قوتًا غزيرًا وخيرًا واسعًا يغلبه وعلى أهله، فعليه أن يكثر من تمجيده.
إذن: لا تقُلْ تسبيحَ حال، هو تسبيح مقال، لكنك لا تفهمه، وكل شيء له مقال ويعرف مقاله، بدليل أن الله تعالى إنْ شاء أطلع بعض أهل الاصطفاء على هذه اللغات، ففهمها كما فهم سليمان عليه السلام عن النملة { فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا} [النمل: 19] وسمع كلام الهدهد وفهم عنه ما يقول عن ملكة سبأ. ونقول لأصحاب هذا الرأي: تأملوا الخلية المسدَّسة التي يصنعها النحل وما فيها من هندسة تتحدى أساطين الهندسة والمقاييس أن يصنعوا مثلها، تأمَّلوا عش الطائر وكيف ينسج عيدان القش، ويُدخل بعضها في بعض، ويجعل للعُشِّ حافَّة تحمي الصغار، فإذا وضعْتَ يدك في العُشِّ وهو من القَشِّ وجدتَ له ملمسَ الحرير، تأملوا خيوط العنكبوت وكيف يصطاد بها فرائسه؟ صراع بين دب وثور لقد شاهدت فِليماً مصوراً يُسجِّل صراعاً بين دب وثور، الدب رأى قرون الثور طويلة حادة، وعلم أنها وسيلة الثور التي ستقضي عليه، فما كان منه إلا أن هجم على الثور وأمسك قَرْنَيْه بيديه، وظل ينهش رأس الثور بأسنانه حتى أثخنه جراحاً حتى سقط فراح يأكله. إذن: كيف نستبعد أن يكون لهذه المخلوقات لغات تُسبِّح الله بها لا يعرفها إلا بنو جنسها، أو مَنْ أفاض الله عليه بعلمها؟ ثم ألم يتعلَّم الإنسان من الغراب كيف يدفن الموتى لما قَتَل قابيلُ هابيلَ؟ كما يقول سبحانه: { فَبَعَثَ ٱللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي ٱلأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ} [المائدة: 31] وكأن ربنا ـ عز وجل ـ يُعلِّمنا الأدب وعدم الغرور.
وقرأنا أن بعض الباحثين والدارسين لحياة النمل وجدوا أنه يُكوِّن مملكة متكاملة بلغت القمة في النظام والتعاون، فقد لاحظوا مجموعة تمرُّ هنا وهناك، حتى وجدتْ قطعة من طعام فتركوها وانصرفوا، حيث أتوا، ثم جاءت بعدهم كوكبة من النمل التفتْ حول هذه القطعة وحملتْها إلى العُشِّ، ثم قام الباحث بوضع قطعة أخرى ضِعْف الأولى، فإذا بمجموعة الاستكشاف (أو الناضورجية) تمر عليها وتذهب دون أنْ تحاول حَمْلها، وبعدها جاء جماعة من النمل ضِعْف الجماعة الأولى، فكأن النمل يعرف الحجم والوزن والكتلة ويُجيد تقديرها. وفي إحدى المرات لاحظ الباحث فتاتاً أبيض أمام عُشِّ النمل، فلما فحصه وجده من جنين الحبة الذي يُكوِّن النبتة، وقد اهتدى النمل إلى فصل هذا الجنين حتى لا تُنبت الحبة فتهدم عليهم العُشّ، لهذا الحد عَلِم النمل قانون صيانته، وعلم كيف يحمي نفسه، وهو من أصغر المخلوقات، أبعد هذا كله نستبعد أن يكون للنمل أو لغيره لُغته الخاصة؟ ثم يقول سبحانه: { وَٱلطَّيْرُ صَآفَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ} [النور: 41] فلماذا خَصَّ الطير بالذكْر مع أنها داخلة في { مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ} [النور: 41]. قالوا: خَصَّها لأن لها خصوصية أخرى وعجيبة، يجب أن نلتفت إليها؛ لأن الله تعالى يريد أنْ يجعل الطير مثلاً ونموذجاً لشيء أعظم، فالطير كائن له وزن وثِقل، يخضع لقانون الجاذبية التي تجذب للأرض كُلَّ ثقل يعلَقُ في الهواء.
إن الذين اعترضوا على هذا الفعل اعترضوا بغباء، فلم يُفرِّقوا بين فِعْل الله وفِعْل العبد، فرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقل: سريْتُ من مكة ألى بيت المقدس. إنما قال: أُسْرِي بي. فالاعتراض على هذا فيه مغالطة، فإنْ كنتم تضربون إليها أكباد الإبل شهراً؛ فذلك لأن سَيْركم خاضع لقدرتكم وإمكاناتكم، أمّا الله تعالى فيقول للشيء: كُنْ فيكون، فلا يحتاج في فِعْله سبحانه إلى زمن. فمن الأدب أَلاَّ تقارن فِعْل الله بفعلك، ومن الأدب أنْ تُنزِّه الله عن كل مَا يخطر لك ببال، نزَّه الله ذاتاً، ونزِّهه صفاتاً، ونزهه أفعالاً. ألا ترى أن (سبحان) مصدر للتسبيح، يدل على أن تنزيه الله ثابت له سبحانه قبل أن يخلق مَنْ ينزهه، كما جاء في قوله تعالى: { شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ} [آل عمران: 18] فشهد الحق ـ تبارك وتعالى ـ لنفسه قبل أنْ تشهدوا، وقبل أن تشهد الملائكة، فهذه هي شهادة الذات للذات. وقبل أن يخلق الله الإنسان المسبِّح سبَّح لله السموات والأرض ساعة خلقهما سبحانه وتعالى. ألفاظ التسبيح وحين تتتبع ألفاظ التسبيح في القرآن الكريم تجدها جاءت مرة بصيغة الماضي { سَبَّحَ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ} [الحديد: 1] فهل سبّحَتْ السموات والأرض مرة واحدة، فقالت: سبحان الله ثم سكتَتْ عن التسبيح؟ لا إنما سبَّحَتْ في الماضي، ولا تزال تُسبِّح في الحاضر: { يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ} [الجمعة:1].