الحمد لله. قال الله تعالى: إنَّه لا ييأس مِن روح الله إلا القومُ الكافِرون يوسف / 87 وقد دلَّت هذه الآيةُ الكريمةُ على أنَّ اليأسَ والقنوطَ مِن رحمة الله تعالى مِن صفات القوم الكافرين، ولا يلزَم مِن هذا أنَّ مَن اتَّصفَ بصفةٍ مِن صفاتهم أن يكون كافرًا مثلهم. القنوط من رحمة الله من صفات. واليأس والقنوط مِن رحمة الله تعالى قد يكون كفرًا يخرج مِن مِلَّة الإسلام، وقد يكون كبيرةً من الكبائر. والضَّابِط في ذلك: أنَّ اليأس إذا انعدمَ معه الرَّجاء في رحمة الله تعالى وفرجه وعفوه -له أو للنَّاس-، وكان إنكارًا واستبعادًا لسَعَة رحمته سبحانه ومغفرته وعفوه فهو كفرٌ؛ لأنَّه يتضمَّن تكذيبَ القرآن والنُّصوص القطعيَّة، وإساءة الظَّنِّ بربِّه تعالى؛ "إذ يقول - وقوله الحق -: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ الأعراف/156 وهو يقول: لا يغفِر له! فقد حجَّر واسعًا. هذا إذا كان معتقدًا لذلك"؛ كما قال الإمامُ القرطبيُّ -رحمه الله- في تفسيره (5/ 160). أما إن كان لاستعظام الذَّنوب ، واستبعاد مغفرتها والعفو عنها، أو بالنَّظَر إلى قضاء الله وأموره في الكون -كاليأس في الرِّزق والولد ونحوه-، مع عدم انعدام الرجاء؛ فهذا كبيرةٌ مِن أكبر الكبائر ولا يكون كفرًا.
قال الشوكاني: (إذا مسه- الإنسان - الشر من مرض، أو فقر، كان يؤوسًا شديد اليأْس من رحمة الله، وإن فاز بالمطلوب الدنيوي، وظفر بالمقصود نسي المعبود، وإن فاته شيء من ذلك استولى عليه الأسف، وغلب عليه القنوط، وكلتا الخصلتين قبيحة مذمومة) [7600] ((فتح القدير)) للشوكاني (3/301)، ((غرائب القرآن ورغائب الفرقان)) للنيسابوري (4/380). القنوط من الكبائر. انظر أيضا: معنى اليأْس والقنوط لغةً واصطلاحًا. الفرق بين اليأْس والقنوط والخيبة. ذم اليأْس والقنوط والنهي عنهما. أقوال السلف والعلماء في اليأْس والقنوط.
مضموون النص 3: الاحتجاج على منكري البعث بالنشأة الأولى وعلى قدرته تعالى على إعادة الموتى والعظام في النشأة الثانية. التحليل: المحور الأول: مفهوم البعث والحشر والحساب 1- تعريف البعث: هو لغة: الارسال، واصطلاحا: انشقاق القبور و خروج الناس منها للحساب بعد بإنشاء أجسادهم وإعادة أرواحهم ،ليلقى كل واحد منهم جزاءه الذي قدر له من نعيم أو عذاب، قال تعالى: ﴿يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ [المجادلة: 6]. القنوط من رحمة ه. قال ابن منظور: " البعث: الإحياء من الله للموتى، ومنه قوله تعالى: ﴿ثم بعثناكم من بعد موتكم﴾ [البقرة: 56]، أي أحييناكم، وبعث الموتى: نشرهم ليوم البعث. " 2- تعريف الحشر: الحشر يأتي بعد البعث، فالناس يُبعَثون أولا، ثم يُحْشَرون، جمع الخلائق يوم القيامة؛ لحسابهم، والقضاء بينهم، قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ﴾ [الواقعة: 49/50] 3- تعريف الحساب: لغة هو العد والإحصاء، واصطلاحا: هو يوم الجزاء الذي تعرض فيه الأعمال سواء كانت خيرا أ شرا ، وتوزن بميزان توضع الحسنات في كفة و السيئات في الكفة الأخرى.
صلى الله عليه وسلم – ذكر الله تعالى في كل ظروفه وأحياناً ، فيتبعه المسلم ويتبع منهجه. [2] كلمتان خفيفتان على اللسان وثقيلتان في الميزان فما هما؟ كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان ما هما؟ وهي أن الكلمتين سبحان الله والحمد لله سبحان الله العظيم. عن الصحابي الجليل أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه روى عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قوله: (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلان). في الميزان الحبيب على الرسول. : سبحان الله العظيم سبحان الله والثناء ". كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان ماهي عاصمة. [3] في هذا الحديث الأصيل والمتفق عليه يشير الرسول – صلى الله عليه وسلم – لأصحابه والمسلمين عامة إلى فضل ذكر أحد أعظم ذكرى الله عز وجل وهو من أفضل الذكريات التي ينطق بها المسلم ، وهو سبحان الله والحمد لله سبحان الله العظيم. أسس التوحيد من أركان الإيمان بالله سبحانه وتعالى ، وهو تطهيره من كل عيب ونقص وفاسد. إنها ثقيلة في الميزان ، أي أن أجرها عظيم جدًا ، والحسنات التي يحصل عليها المسلم بعد أن ينطق بها تثقل كفة الميزان ، وأن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – علم المسلمين عنهم حتى ينالوا من نعمة الله العظيمة ، وتصل إليهم رحمته وكرمه ، فينبغي على المسلم أن يحرص على الإكثار من التمجيد والتلفظ بهاتين الكلمتين ، مع حرصه على ترك الذنوب والمعاصي ، وكانت الحسنات مثقلة بتفسير بعض أهل العلم ، لأن الخير غابت مرارته وحلاوته ، فكان وزنه ، وحضر السيئ حلاوته وزوال مرارته ، فيخشى الله ورسوله علم.
(سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم): المعنى: أُنزِّه اللهَ عن كل ما لا يليق به؛ قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري): وسبحان اسم منصوب على أنه واقع موقع المصدر لفعلٍ محذوف تقديره: سبَّحت الله سبحانًا، كسبَّحت الله تسبيحًا، ولا يستعمل غالبًا إلا مضافًا، وهو مضاف إلى المفعول؛ أي: سبَّحت الله، ويجوز أن يكون مضافًا إلى الفاعل؛ أي: نزَّه الله نفسه، والمشهور الأول، وقال - في قوله: (وبحمده) -: قيل: الواو للحال، والتقدير أُسبِّح الله متلبسًا بحمدي له من أجل توفيقه، وقيل: عاطفة، والتقدير: أُسبح الله وأتلبَّس بحمده. قال الحافظ ابن حجر فيما نقَله عن شيخه أبي حفص عمر البلقيني في أواخر مقدمة الفتح، قال: (وهاتان الكلمتان ومعناهما، جاء في ختام دعاء أهل الجنان؛ لقوله - تعالى -: ﴿ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [يونس: 10]. من فقه الحديث: ♦ الحث على المواظبة على هذا الذكر، والتحريض على ملازمته. ♦ إثبات صفة المحبة لله تعالى. ♦ الجمع بين تنزيه الله - تعالى - والثناء عليه في الدعاء. حديث: كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان.... ♦ بيان الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأُمته الأسباب التي تُقربهم إلى الله، وتُثقل موازينهم في الدار الآخرة.