اسمه ونسبه هو خزيمة بن ثتبت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيان بن خطمة اين جشم بن مالك بن الأوس (أبا عمارة). أمه كبشة بنت أوس من بني ساعدة. لقبه لقبه رسول الله -عليه السلام- بذو الشهادتين، أي أنّ شهادته بشهادة رجلين؛ وذلك لحادثة وهي: أنّ النبي عليه السلام اشترى فرسًا من أعرابي فأنكر البيع، فشهد له خُزيمة ولم يكن حاضرًا عند الشراء، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أشهدتنا؟" فقال له: لا يا رسول الله، ولكنّي علمت أنّك قد اشتريت، أفأصدّقك بما جئت به من عند الله، ولا أصدّقك على هذا الأعرابي الخبيث!. ولادته لم يرد توثيق بخصوص مولده. روى عنه ابنه عمارة أنّ النبي اشترى فرسًا من سواء بن قيس المحاربي فحدده سواء، فشهد خزيمة بن ثابت للنبي، فقال له رسول الله: "ما حملك على الشهادة ولم تكن معنا حاضراً؟" قال: صدقتك بما جئت به، وعلمت أنّك لا تقول إلا حقًا، فقال رسول الله: "من شهد له خزيمة أو عليه فحسبه". يعتبر ذي الشهادتين من رواة الحديث في القرن الأوّل الهجري، فقد روى الأحاديث عن رسول الله عليه السلام، وكان أيضًا ينظم الشعر، فقد وصلت لأيامنا هذه بعضًا من قصائده التي لم يصل منها الكثير.
جهاده شهد مع الرسول عليه السلام بدرًا، وقيل أنّه شهد أحدًا وما بعدها، وبعض المغازي لا يثبتون أنّه كان يوم أحد، قالوا أنهم قد كان في فتح مكة حاملًا لراية بني خطمة، وخاض معركتي الجمل والصفين في عهد علي بن أبي طالب. في معركة الجمل كان ممن لحق علي رضي الله عنه من الأنصار في هذه المعركة، فقد قيل فيه أنّه لم لحق بهم ولم يقاتل، فهو لم يقاتل حتى قُتل عمار بن ياسر في صفين. في معركة صفين هي المعركة التي لقى الله فيها شهيدًا، قاتل بشجاعة حتى أنّه لم يعرف من لثامه، وحين اقترب منه أبي ليلى فقال له: أنّه سمع رسول الله يقول قاتل مع علي كل من يقاتله، واستمر في القتال حتّى استشهد في صفين. مما قيل فيه رضي الله عنه: قال عنه أحد الأئمة عنه: "الذين مضوا على منهاج نبيهم محمد عليه السلام، ولم يغيروا ولم يبدلوا. خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين وأمثالهم رضي الله عنهم ورحمهم". استشهاده استشهد في معركة صفين في 9 صفر 37هـ، حيث كان في صفوف الإمام عليه -رضي الله عنه-، وعن كيفية استشهاده، فقد قال عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري: "كنت بصفّين فرأيت رجلًا أبيض اللحية معتمًا متلثمًا ما يرى منه إلّا أطراف لحيته، يقاتل أشدّ قتال، فقلت: يا شيخ تقاتل المسلمين؟ فحسر لثامه وقال: نعم أنا خُزيمة سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: قاتل مع علي جميع مَن يقاتل".
ملخص المقال خزيمة بن ثابت: صحابي جليل من أشراف الأوس في الجاهلية والإسلام، يسمى: ذا الشهادتين؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلم جعل شهادته بشهادة رجلين. خزيمة بن ثابت... ذو الشهادتين خزيمة بن ثابت بن عمارة بن الفاكة بن ثعلبة بن ساعدة الأنصاري الأوسي الخطمي المدني أبو عمارة، صحابي، من أشراف الأوس في الجاهلية والإسلام، ومن شجعانهم المقدمين، وكان من سكان المدينة، وحمل راية بني خطمة (من الأوس) يوم فتح مكة، ويسمى: ذا الشهادتين؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلم جعل شهادته بشهادة رجلين[1]. عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أنه قال: نَسَخْتُ الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ فَفَقَدْتُ آيَةً مِنْ سُورَةِ الْأَحْزَابِ كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ بِهَا فَلَمْ أَجِدْهَا إِلَّا مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ الَّذِي جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهَادَتَهُ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ وَهُوَ قَوْلُهُ{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلً ا} [الأحزاب: 23][2].
المبحث السادس الجبال أوتاد قال تعالى:) أَلَمْ نَجْعَلْ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) ( (سورة النبأ: الآيتان 6، 7) أولا: تفسير الآيات 1. قال الله عز وجل : أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا [النبأ: 6-7]. - مجتمع رجيم. في معنى قوله مِهَادً ا ( ، قال ابن كثير: شرع تبارك وتعالى يبين قدرته العظيمة على خلق الأشياء الغريبة والأمور العجيبة الدالة على قدرته، فقال ألم نجعل الأرض مهادا أي ممهدة للخلائق ذلولاً لهم قارة ساكنة ثابتة، وقال القرطبي: المهاد هو الوطاء والفراش، وقرئ مهداً ومعناه أنها لهم كالمهد للصبي وهو ما يمهد له فيُنَّوم عليه، وفي تفسير الجلالين: أنها فراشاً كالمهد. 2. وفي معنى قوله تعالى:) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ( ، قال ابن كثير: أي جعل لها أوتاداً أرساها بها وثبتها وقررها حتى سكنت ولم تضطرب بمن عليها، وقال القرطبي: أي لتسكن ولا تتكفأ ولا تميل بأهلها، وفي الجلالين: أنها أوتاد تثبت بها الأرض كما تثبت الخيام بالأوتاد، وقال الجوزي: أنها أوتاد للأرض لئلا تميد، وقال الزمخشري: أي أرسينا الأرض بالجبال كما يرسى البيت وقال أبو حيان: أي ثبتنا الأرض يثبت البيت وقال الشوكاني: الأوتاد جمع وتد، أي جعلنا الجبال للأرض لتسكن ولا تتحرك كما يرس البيت بالأوتاد.
#أبو_الهيثم #مع_القرآن 4 1 14, 373