قدمنا لكم بهذا المقال، سبب نزول سورة الإخلاص وفضلها، وكذلك تناولنا سبب تسميتها بهذا الاسم، وعرضنا الآراء المختلفة التي تناولها الفقهاء والعلماء حول هذا السبب.
كذلك قيل أيضًا في سبب تسمية سورة الإخلاص أنها سميَت بهذا الاسم، ذلك لأنَّ من مات عليها كان فيها خَلاصَه من النار. كما قيل أنَّها سميت بهذا الاسم لأنها مخلَصَة بفتح اللام، ذلك لأنَّ الله سبحانه وتعالى قد أخلَصَها لنفسه، فلم يذكر عزَّ وجلَّ فيها شيئًا من الأحكام أو الأخبار، وإنما نزلت لتكون وصفًا لوحدانيَّة الله وحسب. سبب نزول سورة الإخلاص - موقع مصادر. فضل سورة الإخلاص ثم أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلَّم أنَّ سورة الإخلاص تعادل ثلث القرآن، فمن كرَّرَها ثلاثًا كان كمن ختم القرآن كلَّه. ولكن يَجب الانتباه إلى أنَّ كوَن هذه السورة تعادل ثلث القرآن، لا يعني أنَّها تجزئ عنه؛ بمعنى أن قراءتها ثلاث مرَّات يعطيك ثواب قراءة القرآن كاملًا، لكن يجب عليك أيضًا قراءة بقية كتاب الله وعدم تركه مهجورا.
[٥] ما سبب تسمية سورة الإخلاص بهذا الاسم؟ وقد ورد أنّ سبب تسمية سورة الإخلاص بهذا الاسم أنها تشمل الحديث عن توحيد الله تعالى، والإيمان الخالص به، كما أنّها تخلّص النّاس من الوقوع في الشرك وتخلصهم من النّار، [٦] وهي من السور التي تعدّدت تسمياتها، فقد ورد لها العديد من المسميات منها: الصمد والمعرفة والتجريد والنجاة والولاية والمعرفة والبراءة وغيرها. [٧] وقد ورد أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- كان يطلق عليها اسم سورة قل هو الله أحد، كما سميّت بالأساس لأنّها تحدثت عن أساس الإسلام وهو توحيد الله -تعالى- والإخلاص لوجهه الكريم، كما سميّت في بعض المصاحف التونسيّة بسورة التوحيد لأنّها في جميع آياتها تثبت وحدانية الله تعالى، كما ورد تسميتها بالمانعة لأنّ قراءتها -كما روي- تمنع العبد وتقيه من دخول النّار كما تمنع عنه عذاب القبر ، وغيرها من الأسماء التي لا يتسع ذكرها في هذا المقام. [٨] كما ويمكنك التعرّف على ما ورد في فضل سورة الإخلاص بالاطلاع على هذا المقال: فضل سورة الإخلاص المراجع [+] ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم: 21219 ، حديث ضعيف. ↑ وهبة الزحيلي، التفسير المنير للزحيلي ، صفحة 463.
بسمعهم فلا يسمعون القول الحق وأعمى أبصارهم فلا يرون الرأي الحق فإنها لا تعمي الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. قوله تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) الاستفهام للتوبيخ وضمير الجمع راجع إلى المذكورين في الآية السابقة، وتنكير (قلوب) كما قيل للدلالة على أن المراد قلوب هؤلاء وأمثالهم. قال في مجمع البيان: وفي هذا دلالة على بطلان قول من قال: لا يجوز تفسير شئ من ظاهر القرآن إلا بخبر وسمع. انتهى. أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا - الكلم الطيب. قوله تعالى: (إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم وأملى لهم) الارتداد على الادبار الرجوع إلى الاستدبار بعد الاستقبال وهو استعارة أريد بها الترك بعد الاخذ، والتسويل تزيين ما تحرض النفس عليه وتصوير القبيح لها في صورة الحسن، والمراد بالاملاء الامداد أو تطويل الآمال. قوله تعالى: (ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الامر والله يعلم إسرارهم) الإشارة بذلك إلى تسويل الشيطان وإملائه وبالجملة تسلطه عليهم، والمراد (بالذين كرهوا ما نزل الله) هم الذين كفروا كما تقدم في قوله: (والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله) الآية: 9 من السورة.
"وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" (الأنعام:155) "وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ"(الأنبياء:50) والبركة من الكلمات الحبيبة التي تنشرح لها قلوب العباد ، فإنَّها مرتبطة في وعيهم بالنماء والزيادة ، وقد يغفلون عن معنى الثبات والدوام الذي تتضمنه الكلمة ، فقرر بهذه الكلمة نَعْتينِ للكتاب: تجدد عطائه ودوام نفعه.
قوله تعالى {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24] قال ابن عباس "يريد على قلوب هؤلاء أقفال" ، وقال مقاتل "يعني: الطبع على القلب" وكأن القلب بمنزلة الباب المرتج الذي قد ضُرِبَ عليه قفل.. فإنه ما لم يفتح القفل لا يمكن فتح الباب والوصول إلى ما وراءه، وكذلك ما لم يرفع الختم والقفل عن القلب لم يدخل الإيمان والقرآن. وتأمل تنكير القلب وتعريف الأقفال.. فإن تنكير القلوب يتضمن إرادة قلوب هؤلاء وقلوب من هم بهذه الصفة، ولو قال "أم على القلوب أقفالها" لم تدخل قلوب غيرهم في الجملة. وفي قوله "أَقْفَالُهَا" بالتعريف نوع تأكيد، فإنه لو قال أقفال لذهب الوهم إلى ما يعرف بهذا الاسم فلما أضافها إلى القلوب علم أن المراد بها ما هو للقلب بمنزلة القفل للباب فكأنه أراد أقفالها المختصة بها التي لا تكون لغيرها والله أعلم. · المصدر: شفاء العليل صـ 95.