فالنزوع العنصري لدى بني عبس قد يجد ما يسوغه في قيم الجاهلية وأعرافها، ولكن اضطهاد بني الحسحاس لسحيم لا يجد مسوغاً مقنعاً له، في ظل دعوة الإسلام المتكررة إلى نبذ العنصرية ونظام الرق. ولهذا بدا إذلالهم للشاعر وتعاملهم المهين معه، أكثر قسوة وإيلاماً من تعامل بني عبس مع شاعرهم الفارس. وهو ما يفسر إلحاح عنترة، مسلحاً بشجاعته، على رأب الصدع مع القبيلة، فيما كان سحيم، المعروف بعدم أهليته القتالية، يؤثر يائساً النزوع إلى العزلة الكاملة تجنباً لأذى الآخرين وسخطهم عليه.
معركة مع الموت أم محاولة تصالح معه ويعتبر العديد من المتدينين أنّ من يفارقون الحياة يمرون بتجربة روحية مهمة، حيث يقدس البوذيون مثلًا الموت، ويعتبرون أنّ لحظة الوفاة تزود العقل بإمكانيات كبيرة، ولكنّ هذا لا يعني أنّ المتدينين يمرون بتجارب موت أكثر راحة، إذ ينتاب بعضهم القلق حيال تاريخهم الأخلاقي والخوف من الحساب. ويشير العديد من الباحثين إلى أنّ الرعاية قبل الموت وتقبل حتميته، تساعد الناس على أن يكونوا أكثر سكينة في لحظاتهم الأخيرة، مما يجعل كل تجربة موت مختلفة، ولا يمكن التنبؤ بها.
والأغرب من كل ذلك أن رغبة سحيم في الانتقام، قد تجاوزت حدود الموت نفسه، فلا يتوانى عن تذكير قاتليه بقتله المعنوي لهم، من خلال انتهاك أعراضهم في مخادع العلاقات المحرمة، ليخاطبهم بجرأة نادرة، وقبل أن يواجه الموت حرقاً بلحظات قليلة: شدوا وثاق العبد، لا يفْلتْكمُ إن الحياة من الممات قريبُ فلقد تحدرَ من جبين فتاتكمْ عَرَقٌ لها فوق الفراش، وطِيبُ
تابعوا آخر الأخبار من هسبريس على Google News النشرة الإخبارية اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا صوت وصورة الأحد 24 أبريل 2022 - 18:30 رمضان في القرية l الصخيرة الأحد 24 أبريل 2022 - 17:01 تدبر القصص | النماذج الحية الأحد 24 أبريل 2022 - 16:00 حياة الإحسان | أسماء الله الحسنى الأحد 24 أبريل 2022 - 14:57 متحف قصر بيرديكاريس الأحد 24 أبريل 2022 - 14:00 سناك 3. 0 | ميني طاكوس الأحد 24 أبريل 2022 - 11:18 التسامح في الإسلام
وليس سراً هنا أن ثقة معظم الوافدين العرب بدوائر الدولة هي في مستويات مختلفة تماماً، ويكفي أن تستمع أو تقرأ للنقاشات الدائرة حول ما يتعرض له الكثيرون منا من مواقف عند التعامل مع مختلف دوائر الدولة، ابتداءاً بمؤسسات الرعاية الصحية، إلى دوائر الهجرة، والمدارس، والشرطة، وليس انتهاءاً بالسوسيال، لتعرف الحجم الحقيقي للثقة عندنا نحن القادمون من بلاد مختلفة. ولاحظ هنا صديقي القارئ أني لا أقول أن دوائر ومؤسسات الدولة ليست جديرة جداً بالثقة ولا أقول العكس كذلك. أنما أثبت فقط أن هناك اختلافاً كبيراً في تقييم هذه القضية بين كلا المجتمعين يعود بشكل رئيسي لتعرض الكثير من الوافدين على هذه البلاد لمواقف وتعاملات كثيرة مع مختلف هذه الدوائر خلال فترة زمنية قصيرة، نظراً لأن الوافد الجديد غير معتاد على طريقة عمل هذه المؤسسات وفي ذات الوقت هو بحاجة للتعامل مع معظمها عند قدومه، ومع وجود الكثير من التجاوزات المتعلقة بالتمييز في التعامل بين السويديين وبين غيرهم من الوافدين الجدد بالتأكيد سيزداد الأمر سوءاً، ذلك بالإضافة لكون الوافدين الجدد يحملون أيضاً تجاربهم الخاصة من البلاد السابقة التي عاشوا بها. فعندما تقول لعائلة عربية مسلمة أن عليها أن تثق بمؤسسة كالسوسيال، في الوقت الذي تسيطر فيه بعض الأحزاب المعارضة لاستقبالهم على البلديات التي يعيشون بها، والتي قام بعضها مؤخراً بحظر الحجاب في المدارس وفي أماكن العمل الرسمية، لربما سيكون جوابها الضحك.
وإن كنت لا تعرفه أسال من تعرفهم من السويديين الذين لديهم أطفال عن أعمارهم وعن أعمار أطفالهم وعن عدد العلاقات التي مروا بها في حياتهم، وأسال كذلك عن نسب حالات الطلاق لديهم، وعدد الأطفال الذين يتخلى عنهم أحد والديهم أو كلاهم، واستنتج بنفسك. كما نعرف جميعنا أن معظم شبابنا يفضلون الارتباط بعلاقة زوجية في بداية سن الشباب بهدف التمكن من قضاء أطول وقت ممكن مع أطفالهم وهم ما زالوا في قوة وصبر الشباب ، بينما يفضل معظم الشباب السويدي أن يقضي فترة شبابه متنقلاً بين العلاقات والبلدان حتى يشعر بالشبع التام من معظم ملذات الحياة، ومن ثم قد يفكر في إيجاد شريك له لما تبقى مع العمر ولربما أطفال. وكل ما ذكرت سابقاً لا ينفي وجود الكثير من الاستثناءات في كل المجتمعين، لكن مع ذلك لو نظرنا للصورة المجملة فسنجد الأمر بهذه الصورة التي ذكرت. أحد النقاط الأخرى بهذا الموضوع والتي لا تقل بأهميتها عن سابقتها هي الثقة بمؤسسات الدولة السويدية. فبحسب أخر الإحصائيات من العام السابق فإن ثقة السويديين في جميع الهيئات والمؤسسات تقريباً كانت إيجابية وفي ازدياد مقارنة بالأعوام التي سبقتها، ولك أن تتخيل مثلاً أن ثقة السويديين في الرعاية الصحية في البلاد بلغت 81%.
وهذا التحدي قائم إلى يوم القيامة. وحيث إنهم عجزوا عن محاكاته عُلم أنه ليس من صُنعِه فيكون من صنع الله وحده، الذي جعل هذه المعجزة دليلاً على أن الرسول مبعوث من عند الله. وقد صح في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم " ما من الأنبياء من نبي إلا وقد أُعطِيَ من الآيات ما مثْله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيتُه وحيًا أوحاه الله إليَّ، فأرجوا أن أكون أكثرَهم تابِعًا يوم القيامة ". الدليلُ الوجودي في إثبات وجود الله تعالى - منتدى الكفيل. وإذا صدَّقنا ب القرآن معجزةً صدَّقْنا برسالة سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ بكلِّ ما جاء به، فالآيات في القرآن كثيرة تُثْبت رسالة جميع الرُّسُل السابِقين. ومن يريد توضيحًا لهذه الحقيقة فليرجِع إلى " رسالة التوحيد " للشيخ محمد عبده.
ويسمي العلماء هذا الدليل: دليل الإبداع. بعد أحداث الشغب.. إدارة الجيش الملكي تحتج على قرارات لجنة التأديب. وأيضاً هناك دليل العناية: والناظر في الكون وكل المخلوقات من حوله يرى أنها كلها صغيرها وكبيرها محكومة بسنن وقوانين في غاية الدقة والنظام ( الشمس والقمر بحسبان) ( كل في فلك يسبحون) وما وصل ويصل إليه علم الإنسان في كل زمان ومكان من كشف للسنن وأسرار للعلم كلها تبرهن بالدلالة على وجود الله ويسمي العلماء هذا الدليل: ( دليل العناية). ثالثاً دليل الحركة: في كل أرجاء الكون {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} ، من الذي خلق ويهيمن على حركتها وسكونها ونظامها في مستقرها ومجراها، من الذي يمسك بها أن تزول أو تتوقف، { إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده) فاطر. رابعاً دليل الحدوث: فلكل واحد من المخلوقات بداية معروفة ونهاية مقدرة، بل وكل عناصر الكون كذلك، فكل ما عدا الله سبحانه أنشأه الله وخلقه من عدم وأحدث وجوده، إننا وغيرنا من المخلوقات لم نكن شيئاً ثم كنا بقدرة الله ومشيئته فمن كوَّنَنا وأحدثنا ؟ إنه الله الواحد { هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكورا إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاجٍ نبتليه}، وخالق الإنسان ومحدثه هو خالق الكائنات كلها، { الله خالق كل شيء} سبحانه لا نحصى ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه { الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض} {قل انظروا ماذا في السماوات والأرض}.
من يطالع مؤلَّف رونيه ديكارت، الفيلسوف والفيزيائي والرّياضي الفرنسي، "تأمّلات ميتافيزيقيّة "في الفلسفة الأولى"، ترجمة د. كمال الحاج، منشورات عويدات، بيروت- باريس، الطبعة الثالثة 1982، يجد ما تبنّاه هذا الفيلسوف من مذهب فكري وعلمي دقيق وعميق، أراد من خلاله إثبات وجود الله، هذا المذهب المستند إلى العقل فقط، للبرهنة على وجود الله، مؤسّساً بذلك لثلاثة براهين على وجود الله، بعدما أثبت أنّ هذه النفس هي محلّ اليقين والصدق هي وما يقع فيها من أفكار، وكون فكرة الكائن الكامل اللامتناهي فكرة منطوية في النفس الانسانيّة، فهي إذاً فكرة صادقة ويقينيّة. في الدّليل الأوّل، نرى ما ذهب إليه من قاعدة الشّكّ نفسها (أنا أفكّر إذاً أنا موجود)؛ فالشّكّ الذي ينطلق منه ديكارت لبلوغ اليقين، وليس لمجرّد الشكّ البدائي السّطحيّ، سيكون في الوقت نفسه إثباتاً على كونه كائناً غير تامّ الكمال، لأنّ المعرفة أكمل من الشّكّ الذي هو دليل واضح على النقص، وهذا ما استدعى بالضّرورة تفكيره في كائن كامل أبديّ لامتناهٍ وثابت، "أرى أنّ فكرة اللامتناهي سابقة لديّ على فكرة المتناهي؛ أي أنّ الله سابق لذاتي، فأنا أعرف أني أشكّ، أرغب، أعني أنّ شيئاً ينقصني، أي لست كاملاً كلّ الكمال".
"وهكذا وجد ديكارت بين أفكاره الفطريّة، فكرة الكائن الكامل اللامتناهي كفكرة واضحة، هذه الفكرة عينها - الله- هي فكرة واضحة جدّاً، ومتميّزة جداً، تتضمن في ذاتها الوجود الواقعي أكثر من أية فكرة أخرى". "ففكرتي عن الألوهيّة التي تشتمل على كلّ شيء بالقوّة والفعل معاً". وبهذا تكون فكرة الله نموذجاً لفكرة الكمال اللامتناهي وعلّتها. أمّا الدّليل الثاني، فمستمدّ من الدّليل الأوّل، على اعتبار فكرة الكمال، فلو كان ديكارت علّة نفسه؛ أي مُوجِد نفسه، لمنح نفسه جميع الكمالات، لكنّه كائن ناقص، لا يمكنه أن يكون خالق نفسه، لذا لا بدّ لوجوده من علّة، لكونه لا يمكن أن يكون علّةً لنفسه بمقتضى نقصه، "لو كنت خالق نفسي، لما شككت في أمر، أو رغبت في أمر، ولا افتقرت إلى أيّ من الكمالات، ذلك لأنّني سأمنح نفسي حينئذٍ كلّ كمال يخطر ببالي فأكون إلهاً". إذاً، فالله باعتباره كائناً كاملاً هو علّة وجودي، وهو علّة وجوده أيضاً؛ أي أنّه علّة ذاته، فالله ليس فقط مقدّمة منطقيّة، إنما له من العظمة والقدرة ليمنح لنفسه الوجود، أي أنّه سبب لذاته، وليس سبباً للأشياء فقط. الدليل العقلي على وجود الله. كما أنّ الله هو مانح الوجود وحافظ الوجود، أي أنّ له قدرة على الخلق وحفظ الخلق، لهذا فمن البدهيّ ـ حسب ديكارت ـ أن نتبيّن، إذا أمعنّا النّظر في طبيعة الزّمان، "أنّ حفظ جوهر من الجواهر عبر لحظات وجوده، هو على غرار الخلق، من خصائص الكائن الكامل، وبالتّالي، ككائن غير كامل، لا أمتلك القدرة على حفظ وجودي في الزّمن، فأنا لست بقادر أيضاً على خلق نفسي؛ أي أنّني لا يمكن أن أكون علّةً لوجودي".
وحادثة أخرى تتحدث عن طائرة تتهاوى بركابها ، فتتعالى أصوات الإيمان منهم وقد كانوا من قبل أهل إلحاد وكفر ، وقد سجل الله هذه الظاهرة في كتابه الكريم في أكثر من آية،منها قوله تعالى: { وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا} (الاسراء:67). فهذا هو دليل الفطرة وهو من القوة والمكانة بحيث لا يستطيع أن يدفعه دافع أو ينازع فيه من منازع. الدليل على وجود ه. وثمة دليل آخر لا يقل قوة وأهمية عن دليل الفطرة وهو ما أسماه أهل العلم بدليل الحدوث ، ومفاد هذا الدليل أنه لابد لكل مخلوق من خالق ، وهذه حقيقة يسلم بها كل ذي عقل سليم ، فهذا الأعرابي عندما سئل عن وجود الله قال بفطرته السليمة: البعرة تدل على البعير ، والأثر يدل على المسير ، فسماء ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج ، ألا تدل على العزيز الخبير. فلله ما أحسنه من استدلال وما أعجبه من منطق وبيان. ومن الأمثلة الأخرى التي تدل على هذه الحقيقة ما روي من أن أحد العلماء طلب منه بعض الملاحدة أن يناظره في وجود الله سبحانه ، وحددوا لذلك موعدا ، فتأخر العالم عنهم وكان تأخره عن قصد ، فلما جاءهم وسألوه عن سبب تأخره قال: لقد حال بيني وبين مجيء إليكم نهر ، ولم أجد ما ينقلني إليكم ، غير أن الأمر لم يطل حتى أتت سفينة ، وهي تمشي من غير أن يقودها قائد ، أو يتحكم فيها متحكم ، فصاح به الملاحدة ماذا تقول يا رجل ؟!!