سأل عقبة عن أعظم مدينة في الزاب فقيل له: أربة.
حتَّى أتى واديًا فأُعجب بموقعه، وبنى به مدينته المشهورة وسمَّاها القيروان؛ أي محطّ الجند؛ ذلك أنها تُعتبر قاعدة الجيش الإسلامي المتقدِّمة في المغرب الكبير. كما بنى بها جامعًا لا يزال حتى الآن يُعرف باسم جامع عقبة، وفي سنة (55هـ= 675م) عزله معاوية وولَّى بدلاً منه أبا المهاجر بن دينار، وهو رجل مشهور بالكفاءة وحُسن القيادة، فما كان ردُّ فعل القائد المظفَّر -الذي فتح معظم الشمال الإفريقي، وحقَّق بطولات فائقة- عندما جاءه خبر العزل إلَّا أن امتثل فورًا للأمر، وانتظم في سلك الجندية. استطاع أبو المهاجر -القائد الجديد- أن يُحَقِّق عدَّة مكاسب استراتيجية في الشمال الإفريقي على حساب التواجد الرومي بهذه المناطق، واستطاع -أيضًا- أن يستميل زعيم قبائل البربر كسيلة بن لمزم، وكان كسيلة شديد التأثير على قومه، قوي الشخصية، محبوبًا في قومه، مطاعًا منهم، وكان نصرانيًّا متمسِّكًا بدينه، وكان نجاح أبي المهاجر في إقناعه بالإسلام مكسبًا كبيرًا للإسلام والمسلمين، ولكنَّ القائد المحنك عقبة صاحبَ النظرة الثاقبة الخبيرة بطبائع البربر، لم يطمئن لإسلام كسيلة؛ خاصة وأنه قد أسلم بعد وقوعه في أسر المسلمين، وبعدما ذاق حرَّ سيوفهم، وقد صدق هذا الحدس فيما بعدُ كما سيأتي.
كان أبو المهاجر في ركب عقبة، ولكنَّ عقبة قد غضب منه فقيَّده، فلما رأى أبو المهاجر هجوم كسيلة ومَنْ معه، أنشد أبيات أبي محجن الثقفي المشهورة: كَفَى حَزَنًا أَنْ ترتدي الخَيْلُ بِالْقَنَا وَأُتْرَكُ مَشْــــــدُودًا عَلَيَّ وَثَاقِيَا إِذَا قُمْـتُ عَنَّانِي الحَدِيدُ وَأُغْلِقَتْ مَصَارِعُ مِنْ دُونِي تُصِمُّ المُنَادِيَا ففكَّ عقبة وثاقه، وقال له: «الحق بالقيروان، وقُمْ بأمر المسلمين، وأنا أغتنم الشهادة». فقال أبو المهاجر: «وأنا -أيضًا- أُريد الشهادة». أسس مدينة القيروان وجعلها قاعدة لنشر الإسلام. وكسر عقبة والمسلمون أجفان سيوفهم، واقتتلوا مع البربر حتى استُشهد عقبة وكلُّ مَنْ معه في أرض الزاب بتهوذة، وذلك سنة (63 هـ= 683م). كان عقبة بن نافع –رضي الله عنه- مثالاً في العبادة والأخلاق والورع والشجاعة والحزم، والعقلية العسكرية الاستراتيجية الفذَّة، والقدرة الفائقة على القيادة بورع وإيمان وتقوى وتوكُّل تامٍّ على الله –عز وجل- فأحبَّه رجالُه وأحبَّه أمراء المؤمنين، وكان مستجاب الدعوة، مظفَّر الراية، فلم يُهزم في معركة قط، طبَّق في حروبه أحدث الأساليب العسكرية والجديدة في تكتيكات القتال؛ مثل مبدأ المباغتة، وتحشيد القوَّات، وإقامة الحاميات، وتأمين خطوط المواصلات، واستخدام سلاح الاستطلاع.
هو عقبة بن نافع بن عبد القيس من القادة العرب والفاتحين لبلاد الله في صدر الإسلام، واشتهر تاريخيًّا باسم «مرنك إفريقية»، وهو الاسم العربي لشمال قارة إفريقيا. أسس مدينة القيروان وجعلها قاعدة لنشر الإسلامية. نشأة عقبة بن نافع وُلِدَ عقبة بن نافع –رضي الله عنه- في حياة الرسول –صلى الله عليه وسلم- بعام واحد قبل الهجرة، أُمُّه من قبيلة المعز من بني ربيعة؛ أي أنها من العدنانيين؛ ولذلك وُلِدَ عقبة ونشأ في بيئة إسلامية، وهو صحابي بالمولد؛ لأنه وُلِدَ على عهد النبي –صلى الله عليه وسلم، وهو يمُتُّ بصلة قرابة لعمرو بن العاص من ناحية الأُمِّ، وقيل: إنهما ابني خالة. وقد نشأ عقبة بن نافع تحت شمس الصحراء المحرقة، وفي جوها اللافح الذي يشبُّ فيها الرجال أقوياء. وأبوه نافع بن عبد القيس الفهري، أحد أشراف مكة وأبطالها المعدودين، وكان اسم عقبة يُطلق على عدد قليل من الفرسان الشجعان.
الخطبة الأولى: لما استكبر إبليس لعنه الله عن أمر الله في السجود، وذكر الله مآله ومآل أتباعه، سلك مسالك عديدة لغواية الإنسان، فقال: ( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأََقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ)[الأعرَاف: 16-17]، ولا يزال الشيطان في تزيين العمل السيئ، حتى يوبقَ صاحبَه مزالقَ الردى والرذيلة. ونصوص الشريعة تدل على رفعة درجات المسلم وتكفير سيئاته، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في خبر ألقاه على مسامع الصحابة -رضي الله عنهم-: " ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الله الدرجات ؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط "(رواه مسلم). ساق النبي -صلى الله عليه وسلم- بداية الحديث على سبيل الاستفهام من أجل أن يتنبه السامع لما يُلقى إليه؛ لأن الأمر مهم، ومثله حديث: " أتدرون ما المفلس ؟" قالوا: المفلس فينا مَن لا درهم له ولا متاع، فقال: " إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا "(رواه مسلم).
45- قيام ليلة القدر: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه) البخاري (4/221) مسلم (1165). 46- الصدقة: (الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار) الترمذي (2616). 47- الحج والعمرة: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) مسلم (1349). فضل الوضوء - المرأة الاماراتية. 48- العمل في أيام عشر ذي الحجة: (ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام) يعني أيام عشر ذي الحجة، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: (ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلاً خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء) البخاري (2/381). 50- الإنفاق في سبيل الله: (من جهز غازياً فقد غزا، ومن خلف غازيا في أهله فقد غزا) البخاري (6/37) مسلم (1895). 51- الصلاة على الميت واتباع الجنازة: (من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان) قيل: وما القيراطان؟ قال: (مثل الجبلين العظيمين) البخاري (3/158) مسلم (945). 52- حفظ اللسان والفرج: (من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة) البخاري (11/264) مسلم (265). 53- فضل لا إله إلا الله، وفضل سبحان الله وبحمده: (من قال: [لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير] في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه)- وقال (من قال [سبحان الله وبحمده] في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) البخاري (11/168) مسلم (2691).
والصلاة راحة للأبدان، وسعادة للقلوب، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " وجُعلت قرة عيني في الصلاة "(رواه النسائي)، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول لبلال: " أقم الصلاة يا بلال، أرحنا بها "(رواه أبو داود)، وهي عون للعبد في الشدائد والملمات قال -سبحانه-: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِيْنُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)[البَقَرَة: 153]، والنبي -صلى الله عليه وسلم- " إذا حزبه أمر صلَّى "(رواه أبو داود)، وهي ناهية عن الفحشاء والمنكر، قال -سبحانه-: ( إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ)[العَنكبوت: 45]. وهي كفارة للذنوب والمعاصي التي يقترفها العبد في ليله ونهاره، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه كلَّ يوم خمس مرات هل يبقى من دَرَنه شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: فذلك مَثَل الصلوات الخمس، يمحو الله بهن الخطايا "(رواه البخاري)، وفي حديث آخر " الصلاةُ إلى الصلاة، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر "(رواه مسلم). وهي سببٌ لدخول الجنة، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن أعرابيًّا أتى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: دُلّني على عمل إذا عملته دخلت الجنة، قال: " تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وتقيمُ الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصومُ رمضان"، قال الرجل: والذي نفسي بيده!
أقرأ التالي 26 نوفمبر، 2021 شرح أسماء الله الحسنىٰ ١: قواعد في أسماء الله ، وبيان أن لفظ الجلالة: الله: هو الإسم الأعظم خطبة الجمعة / قصة إسماعيل واسحاق عليهما السلام. برنامج قضايا إسلامية ٢١: التقوى برنامج قضايا إسلامية ٢٠: الإيمان بوجود حوض النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة
اذكر سببين يدلان على بطلان عبادة الانبياء. من أكثر نبي غلا فيه اتباعه ورفعوا مكانته؟ اذكر أية من القرآن الكريم وصف الله فيها نبيه بأنه بشر. هل يملك النبي نفعًا لأقرب الناس إليه وما الدليل؟ ما الفرق بين الاستعانة والاستغاثة والدعاء؟ كتاب التفسير يحتوي كتاب التفسير على 10 وحدات دراسية و15 درس، وجاء ترتيبهم كالآتي: الوحدة الأولى: سورة الجمعة المنة ببعثة النبي صل الله عليه وسلم. الدرس الأول: تفسير الآيات (1، 5) من سورة الجمعة. الدرس الثاني: تفسير الآيات (6، 11) من سورة الجمعة. الوحدة الثانية: سورة المنافقون (صفات المنافقين) الدرس الثالث: تفسير الآيات (1، 4) من سورة المنافقين. الدرس الرابع: تفسير الآيات (5، 8) من سورة المنافقين. الدرس الخامس: تفسير الآيات (9، 11) من سورة المنافقين. الوحدة الثالثة: سورة الحج (من أهوال يوم القيامة والأدلة على البعث). الدرس السادس: تفسير الآيات (1، 4) من سورة الحج. الدرس السابع: تفسير الآيات (5، 7) من سورة الحج.