وقيل: حافظات للغيب بحفظ الله ، أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أنا أبو إسحاق الثعلبي ، أنا أبو عبد الله بن فنجويه ، أخبرنا عمر بن الخطاب ، أنا محمد بن إسحاق المسوحي ، أنا الحارث بن عبد الله ، أنا أبو معشر عن سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير النساء امرأة إن نظرت إليها سرتك وإن أمرتها أطاعتك وإذا غبت عنها حفظتك في مالها ونفسها " ، ثم تلا ( الرجال قوامون على النساء) الآية. ( واللاتي تخافون نشوزهن) عصيانهن ، وأصل النشوز: التكبر والارتفاع ، ومنه النشز للموضع المرتفع ، ( فعظوهن) بالتخويف من الله والوعظ بالقول ، ( واهجروهن) يعني: إن لم ينزعن عن ذلك بالقول فاهجروهن ( في المضاجع) قال ابن عباس: يوليها ظهره في الفراش ولا يكلمها ، وقال غيره: يعتزل عنها إلى فراش آخر ، ( واضربوهن) يعني: إن لم ينزعن مع الهجران فاضربوهن ضربا غير مبرح ولا شائن ، وقال عطاء: ضربا بالسواك وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " حق المرأة أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت ". ( فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا) أي: لا تجنوا عليهن الذنوب ، وقال ابن عيينة: لا تكلفوهن محبتكم فإن القلب ليس بأيديهن.
المعنى في التفسير الميسر: الرجال قوَّامون على توجيه النساء ورعايتهن، بما خصهم الله به من خصائص القِوامَة والتفضيل، وبما أعطوهن من المهور والنفقات. فالصالحات المستقيمات على شرع الله منهن، مطيعات لله تعالى ولأزواجهن، حافظات لكل ما غاب عن علم أزواجهن بما اؤتمنَّ عليه بحفظ الله وتوفيقه، واللاتي تخشون منهن ترفُّعهن عن طاعتكم، فانصحوهن بالكلمة الطيبة، فإن لم تثمر معهن الكلمة الطيبة، فاهجروهن في الفراش، ولا تقربوهن، فإن لم يؤثر فعل الهِجْران فيهن، فاضربوهن ضربًا لا ضرر فيه، فإن أطعنكم فاحذروا ظلمهن، فإن الله العليَّ الكبير وليُّهن، وهو منتقم ممَّن ظلمهنَّ وبغى عليهن. مناسبة النزول للآية الكريمة الرجال قوامون على النساء في «تفسير مجاهد» قَالَ: لَطَمَ رَجُلٌ امْرَأَتَهُ فَأَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِزَوْجِهَا الْقِصَاصُ» فَأُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْيُ، وَنَزَلَ عَلَيْهِ {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} [النساء: ٣٤] إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، وَقَالَ: «أَرَدْنَا أَمْرًا وَأَرَادَ اللَّهُ أَمْرًا غَيْرَهُ، وَمَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرٌ».
يتوجب على كل فرد مسلم أن يتفهم تفضيل المولى جل شأنه للرجل على المرأة في بعض الأمور ، و في نفس الوقت أن يتفهم تفضيل المرأة على الرجل في بعض الأمور إذ لا تعني الأية القرآنية الكريمة في قوله تعالى ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم) صدق الله العظيم أن الأية تبرز تفضيل الرجل على المرأة كما هو شائع لدى البعض ، و لكنها تبرز أن تفضيل الرجل على المرأة يكون في الإنفاق. معنى القوامة:- لما منح المولى عز وجل الرجل ما منحه من عقل أكمل من عقل المرأة ، و بالتالي ترتب على هذا منحه علماً أكثر من علمها ، و ذلك يكون في الغالب علاوة على بعد نظره سواء في مبادئ الأمور أو نهاياتها عن المرأة ، و لذلك فإنه من المناسب أن يكون هو صاحب القوامة عليها. و القوامة معناها هو (القيام على الشيء رعاية ، و حماية ، و إصلاحاً) ، و قد جاء ذكر المولى جل شأنه لهذه القوامة في أياته الكريمة لسببان ، و هما:- السبب الأول:- و القائم على الوهبة أو المنحة من المولى عز وجل للرجل. تفسير الرجال قوامون على النساء.. ومن هم خير النساء؟. السبب الثاني:- و هو الكسب أي المال ، و الذي يأتي من خلال سعي الرجل ، و عمله. فبالنسبة للسبب الأول فهو ما قد أشار إليه قول الله تعالى في الأية الكريمة (بما فضل الله بعضهم على بعض) صدق الله العظيم أي بتفضيل الرجال على النساء ، و ذلك راجعاً إلى كون الله عز وجل قد جعل منهم الأنبياء ، و الخلفاء ، و الغزاة ، والعلماء ، و السلاطين.
وقوله: { والتي تخافون نشوزهن} هذه بعض الأحوال المضادّة للصلاح وهو النشوز، أي الكراهية للزوج، فقد يكون ذلك لسوء خلق المرأة، وقد يكون لأنّ لها رغبة في التزوّج بآخر، وقد يكون لقسوة في خُلق الزوج، وذلك كثير. والنشوز في اللغة الترفّع والنهوض، وما يرجع إلى معنى الاضطراب والتباعد، ومنه نَشَزُ الأرض، وهو المرتفع منها. قال جمهور الفقهاء: النشوز عصيان المرأة زوجها والترفّع عليه وإظهار كراهيته، أي إظهار كراهية لم تكن معتادة منها، أي بعد أن عاشرته، كقوله: " وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا ". وجعلوا الإذن بالموعظة والهجر والضرب مرتّبا على هذا العصيان، واحتجّوا بما ورد في بعض الآثار من الإذن للزوج في ضرب زوجته الناشز، وما ورد من الأخبار عن بعض الصحابة أنّهم فعلوا ذلك في غير ظهور الفاحشة. وقد ثبت في الصحيح أنّ عمر بن الخطاب قال: كنا معشر المهاجرين قوما نغلب نساءنا فإذا الأنصار قوم تغلبهم نساؤهم فأخذ نساؤنا يتأدّبن بأدب نساء الأنصار). تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٤ - الصفحة ٣٤٣. فإذا كان الضرب مأذونا فيه للأزواج دون وُلاة الأمور، وكان سببه مجرّد العصيان والكراهِية دون الفاحشة، فلا جرم أنّه أذن فيه لقوم لا يعُدّون صدوره من الأزواج إضراراً ولا عارا ولا بدعا من المعاملة في العائلة، ولا تشعر نساؤهم بمقدار غضبهم إلاّ بشيء من ذلك.
وفي مصنف عبد الرزاق وله شواهد صحيحة في باب حق الرجل على زوجته عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: أَتَتْ بِنْتٌ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشْكُو زَوْجَهَا، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ارْجِعِي يَا بُنَيَّةُ، لَا امْرَأَةٌ بِامْرَأَةٍ حَتَّى تَأْتِيَ مَا يُحِبُّ زَوْجُهَا وَهُوَ وَازِعٌ، وَلَوْ كُنْتُ آمُرُ شَيْئًا أَنْ يَسْجُدَ لِشَيْءٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِبَعْلِهَا مِنْ عِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا، وَإِنَّ خَيْرَ النِّسَاءِ الَّتِي إِنْ أُعْطِيَتْ شَكَرَتْ، وَإِنْ أُمْسِكَ عَنْهَا صَبَرَتْ.
وإزالة رائحة العرق تمكن بالاستحمام أو غسل المواضع التى يتكاثر فيها العرق ولا يحتاج إلى وضع روائح، فإن الخفيف منها يجر إلى الكثير القوى, وهذا كله عند وجود رجال أجانب خارج البيت أو داخله، أما مع المحارم أو الزوج أو النساء فلا مانع من الروائح، وذلك لعدم فتنة المحارم بها ولإدخال السرور على قلب زوجها، وعدم انتقاد النساء لهاوضمير المرأة له دخل كبير فى هذا الموضوع. من الاخطاء الفادحة خروج بعض النساء متعطرات متجملات سافرات: وهذا مما عمت به البلوى، وتهاون به الناس والله المستعان، حتى إن بعض النساء هداهن الله إذا خرجن للمساجد للتروايح أو صلاة العيد أو غير ذلك فإنها تتجمل بأبهى الثياب، وأجمل الأطياب، وقد قال عليه الصلاة والسلام: " أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ " رواه النسائي 5126 والترمذي 2786 وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2019).
روى النسائي وابن حبان والحاكم بسند صحيح عن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ رَضِيَ الله عَنْهُ، قال: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ». وقد اعترض بعضهم على هذا الحديث بأنه يطعن في نظافة وجمال المرأة وحسن تألقها، حتى قالوا: ماذا تريدون من المرأة أن تكون ذا رائحة سيئة يشمئز منها الناس وينفرون عنها؟! ولِمَ يُباح الطيب للرجال دون النسوة؟ فدعوة الإسلام إلى الجمال والتطيب عامة للرجال والنساء، وهذا الحديث يخالف هذا. آمنة نصير تفسر حديث "عطر المرأة" وعلاقته بالعصر الحديث.. وأح | مصراوى. وفهمه آخرون على غير وجهه فراتضوا أن تؤذي المراة غيرها بعرقها ولا حرج عليها، وأنه لا يلزمها رفع الأذى عنها إلا في بيتها! قلت: هذا الحديث الشريف لا بد أن يُفهم على حقيقته من خلال الالتفات إلى عدة أمور مهمة: الأول: لا خلاف بين العلماء أن قوله: «فهي زانية» جاءت على سبيل الزجر والتغليظ لا الحقيقة، كما جاء في الأحاديث، أن العين تزني وزناها النظر، وليس هو بالزنا على الحقيقة ولا بإثم الزنا، وإنما أطلق عليه هذا اللفظ؛ لأنه الموصل إلى الفاحشة، أو لأنه أول طريق السوء. الثاني: جاء هذا الإطلاق الشديد على من تعطَّرت بقصد فتنة الرجال، ولَفْتِ أنظارهم إليها، فيترتب عليه: أنها تقصد إيقاعهم في الإثم، وإبراز ميلهم إليها، وهذا لا شك مقصدٌ خبيثٌ، تأثم المرأة عليه، وتستحق عليه العقاب الشديد، لأن ذرائع الحرام حرام، وهذا المعنى هو الذي جاء في الحديث واضحًا في قوله الشريف: «فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا رِيحَهَا».
متى تمنع المرأة من الطيب يعتبر هذا السؤال هو الأبرز عند الناس، حيث كثيراً ما يتم طرح تلك التساؤلات خصوصًا عند النساء حيث كثيراً منهم يحب استخدام الروائح والعطور، وفي هذه المقالة المقدمة لكم من موسوعة سنوضح لكم حكم استخدام العطور للنساء. متى تمنع المرأة من الطيب حدد الإسلام بعض الحالات التي تمنع فيها المرأة شرعًا من استخدام العطور والبخور، وغيرها من أدوات الزينة الظاهرة، وفي هذه الفقرة سنوضح لكم هذه الحالات. تمنع المرأة من استعمال العطور إن كانت ستمر بجوار رجال أجانب، وحتى إن كانت ذاهبة إلى المسجد. ونستدل بهذا الأمر بحديث عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أَيُّما امْرَأَةٍ أصابَتْ بَخُورًا فلا تَشْهَدْ معنا العِشاءَ الآخِرَةَ). وبهذا لا يجوز أن تستعمل المرأة العطور عند خروجها من المنزل. وهذا لكي تتجنب المرأة الفتنة، وهذا الأمر فيها حفاظًا على المرأة حتى لا تتعرض لأي شكل من أشكال المضايقات، أو تتعرض لأي سوء. وقد نهى الرسول عليه الصلاة والسلام من استخدام العطور حتى إن كانت المرأة ذاهبة إلى المسجد. صحة حديث عطر المرأة. والواجب عند النساء إذا أرادت أن تذهب إلى المسجد والعبادة أن تضع على رأسها الحجاب بدون تبرج.
أما إذا تعطرت المرأة أمام محارمها أو في مجتمع نسائي فلا حرج عليها وهو من النوع المباح لها. وإذا تتطيبت المرأة لزوجها، فهذا مندوب تؤجر عليه المرأة وتمدح له، وهو من قيامها بحق زوجها من الزينة. الأدلة على حرمة تعطر المرأة عند الخروج من المنزل - إسلام ويب - مركز الفتوى. أما إذا تعطرت المرأة أمام الأجانب، ولم تقصد الفتنة، بل لقصد دفع عرقها أو مراعاة صورة المسلمة في أحسن هيئة وحال، فحينئذ لا نرى به بأسًا، ولكننا نرى أنه ينبغي أن يكون من غير الفوَّاح (قوي الرائحة) أو اللافت للانتباه، فلا يشمه إلا من يخالطها عن قرب، ويكون غير ظاهر ظهورًا يلفت الأنظار، وليس كالتي إذا مرت بطريق الناس يشم الناس ريحها عن بُعْدٍ، فإن هذا النوع محظور، ويشهد له ما جاء عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ ﷺ: «إِنَّ خَيْرَ طِيبِ الرَّجُلِ مَا ظَهَرَ رِيحُهُ وَخَفِيَ لَوْنُهُ، وَخَيْرَ طِيبِ النِّسَاءِ مَا ظَهَرَ لَوْنُهُ وَخَفِيَ رِيحُهُ». رواه الترمذي والنسائي. ومعنى خفي ريحه، أي كان يسيرًا، لا أنه معدوم الريح مطلقًا، ومن زعم ذلك فقد غلط؛ ومما يدلل على وضعها الطيب لغير الزوج، ما صح في الحديث من وضعها بعد توفي زوجها كما جاء عن أم عطية مرفوعًا: «لاَ تَحِدُّ امْرَأَةٌ عَلَى مَيِّتٍ، فَوْقَ ثَلاَثٍ، إِلاَّ عَلَى زَوْج، فَإِنَّهَا تَحِدُّ عَلَيْهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، وَلاَ تَلْبَسُ ثَوْبًا مَصْبُوغًا، وَلاَ ثَوْبَ عَصْبٍ، وَلاَ تَكْتَحِلُ، وَلاَ تَمْتَشِطُ، وَلاَ تَمَسُّ طِيبًا إِلاَّ عِنْدَ طُهْرِهَا حِينَ تَطْهُرُ، نُبَذًا مِنْ قُسْطٍ وَأَظْفَارٍ».
س: هناك حديث شريف يمنع النساء من استعمال الطيب والروائح العطرة، وخاصة عند الذهاب إلى المسجد، فهل يجوز التطيب لتخفيف رائحة جسمها التي لا يزيلها الصابون؟ ج: الأصل أنه لا يجوز للمرأة التطيب بما له رائحة عطرة إذا أرادت الخروج من بيتها، سواء كان خروجها إلى المسجد أم إلى غيره؛ لعموم قول -صلى الله عليه وسلم-: «أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية، وكل عين زانية. رواه أحمد والنسائي والحاكم من حديث أبي موسى رضي الله عنه وليس هناك رائحة في الجسد لا يزيلها الصابون فيما نعلم حتى تحتاج بعد اغتسالها به إلى استعمال الطيب، وليست المرأة -أيضا- مطالبة بالذهاب إلى المسجد، بل صلاتها في بيتها خير لها من صلاتها في المسجد. وبالله التوفيق، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (مَا يُكْرَهُ لِلنِّسَاءِ مِنَ الطِّيبِ) (أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ -وَهُوَ ابْنُ عُمَارَةَ- عَنْ غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ الأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ، فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ؛ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا، فَهِيَ زَانِيَةٌ").
[٣] تعطر النساء داخل المنزل يُباح التعطرُ للنساء داخل المنزل، أو في مجالس النساء وبينهن، وهو مُستحبّ إذا كان بهدف إدخال السرور على قلب زوجها، ولكنّه يصبح مُحرماً في حالة التعطر والخروج بقصد أن يشمَّه الرجال الأجانب، وتُؤثم المرأة التي تفعل ذلك، لأنّ في عطرها فتنة للرجال، وأمّا الرجل الذي يخرج مُتعطراً فلا تحصلُ الفتنة به، مثل ما تحلّ بالمرأة المتعطرة، وفي افتراض أنّ الرجل تحصل به الفتنة بالتعطر، لو كان جميلاً فعليه أن يجتنب ذلك، ويجتنب أسباب الفتنة، ومنها التعطّر، والتزيّن. [٤] والمرأة التي تتعطّر في منزلها، ومن ثمّ يدخل عليها رجل أجنبي، ويجدُ الرائحة العطرة في المنزل، فلا إثمَ عليها في هذه الحالة، حيث إنّ النهي عن التعطر هو في حالة الخروج مع المنزل، والعطر في المنزل مُباح للمرأة، والبيوت لا تخلو من الزوار والضيوف، ولكن لا يجوز للمرأة أن تخالطَ الرجل الأجنبي، وعليها أن تعتزلَ مكانه، وألا تختلطَ به، وإذا توجب الأمر أن تجتمعَ به في نفس المكان فعليها أن تزيلَ أثر الطيب قبل أن تدخلَ عليه، أو يدخلَ عليها. [٥] العطر الذي ليس له رائحة نفاذة القاعدة الأصولية هي أنّ العلّة تدور مع معلولها، والحكمة من تحريم العطر ذي الرائحة النفاذة هو ما يُحدثه في قلوب الرجال، وعليه إذا كان العطر الذي تستخدمه المرأة ليس له رائحة نفاذة وخارجة فلا مانعَ من استخدامه، وذلك لأنّ العلة في هذه الحالة، وهي انبعاثُ الرائحة المهيجة باطلة ومعدومة، فلا مانعَ للمرأة من استخدام هذه العطور.
وهذا كله عند وجود رجال أجانب خارج البيت أو داخله، أما مع المحارم أو الزوج أو النساء فلا مانع من الروائح، وذلك لعدم فتنة المحارم بها ولإدخال السرور على قلب زوجها، وعدم انتقاد النساء لها. وضمير المرأة له دخل كبير في هذا الموضوع.