فالمواظبة على حضورهما جماعة، دليل على بعد الشخص من النفاق؛ لأن المنافق لا يوفق لذلك ـ والعياذ بالله تعالى-. قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري عند شرح الحديث: ودل هذا على أن الصلاة كلها ثقيلة على المنافقين، ومنه قوله تعالى: ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى. وإنما كانت العشاء والفجر أثقل عليهم من غيرهما؛ لقوة الداعي إلى تركهما، لأن العشاء وقت السكون والراحة، والصبح وقت لذة النوم. وقيل: وجهه كون المؤمنين يفوزون بما ترتب عليهما من الفضل؛ لقيامهم بحقهما دون المنافقين. انتهى. كما ثبت في فضل هاتين الصلاتين أيضا أن من صلاهما جماعة، كان كمن قام الليل كله. ففي صحيح مسلم عن عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من صلى العشاء في جماعة، فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله. والحديث رواه الترمذي بلفظ: من شهد العشاء في جماعة كان له قيام نصف ليلة، ومن صلى العشاء والفجر في جماعة، كان له كقيام ليلة. ورواه أبو داود بلفظ: من صلى العشاء في جماعة كان كقيام نصف ليلة، ومن صلى العشاء والفجر في جماعة كان كقيام ليلة. والله أعلم.
وفي حديث آخر قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَشْهَدُهُمَا مُنَافِقٌ». يَعْنِي: لَا يُوَاظِبُ عَلَيْهِمَا مُنَافِقٌ. وهذا يدل على أن المواظبة على الفجر والعشاء في الجماعة تعصم من النفاق. وروى مالك عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ مرسلا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ شُهُودُ الْعِشَاءِ وَالصُّبْحِ، لَا يَسْتَطِيعُونَهُمَا». وإنما ثقلت هاتان الصلاتان فِي المساجد عَلَى المنافقين أكثر من غيرهما من الصلوات؛ لأن المنافقين كسالى في الصلاة؛ كما وصفهم الله تعالى فِي القرآن الكريم ﴿ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ [النِّسَاء: 142] والمرائي إنما ينشط للعمل إذا رآه النَّاس، فإذا لَمْ يشاهدوه ثقل عَلِيهِ العمل. وقد كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي هاتين الصلاتين فِي الظلام، ولم يكن فِي مسجده حينئذ مصباح، فَلَمْ يكن يحضر مَعَهُ هاتين الصلاتين إلا مؤمن يحتسب الأجر فِي شهودهما، فكان المنافقون يتخلفون عنهما، ويظنون أن ذَلِكَ يخفى عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ ولذا قال ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: «كُنَّا إِذَا فَقَدْنَا الْإِنْسَانَ فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ وَالصُّبْحِ أَسَأْنَا بِهِ الظَّنَّ» صححه ابن خزيمة.
ما حكم صلاة القيام جماعة في رمضان، تعرف صلاة القيام في شهر رمضان بانها جماعية خلف الامام وقد تسائل العديد من الاشخاص حول جوازها منفردة، حيث أن قيام الصلاة من السنن التي يسألها الإنسان إلى ربه في الأعمال الصالحة والنصر العظيم في الدنيا والآخرة ما سيوضحه من خلال سطور هذا المقال وكيف سنشرح والعديد من قواعد قيام الصلاة كما ورد في القرآن والسنة. فضل صلاة القيام وتعتبر الصلاة الواجبة من أفضل وأعظم الصلوات بعد كتابة الصلاة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل صلاة بعد الكتابية صلاة الليل، وهذا يؤدي إلى تكاثر الحسنات وطمس المعاصي لأنه يقرب العبد إلى ربه، في إشارة إلى أنها من الصلوات المقررة وليس فرضاً، فمن قام بها فالأجر عند الله تعالى ومن عملها ترك، فلا إثم عليه في قول الرسول الكريم "من صلى رمضان إيماناً ورجاءً غُفرت له ذنبه".
[٥] أداء الصلوات سببٌ لتكفير الذنوب: قال رسول الله-صلَّى الله عليه وسلَّم-: (الصَّلَاةُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُنَّ، ما لَمْ تُغْشَ الكَبَائِرُ). [٦] مؤدِّي صلاة الظهر يستجير من جهنم كلَّ يومٍ بعد تسجيرها، كما في الحديث النبوي الشريف الذي يقول فيه جبريل للنبيّ: ( ثُمَّ صَلِّ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى يَسْتَقِلَّ الظِّلُّ بِالرُّمْحِ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّ حِينَئِذٍ تُسْجَرُ جَهَنَّمُ، فَإِذَا أَقْبَلَ الْفَيْءُ فَصَلِّ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ). [٧] موعد صلاة الظهر يكون في وسط الأعمال، وهذا يعطي للمؤمن قسطاً من الرَّاحة الجسديَّة، والرَّاحة الذهنيَّة من تراكم الأعمال والمشاغل، فيبتعد عن التوتر ويُقبل على الله. [٨] ورود أحاديث كثيرة عن أهميَّة السنن القبليَّة والسنن البعديَّة في صلاة الظهر؛ تُشعر المصلِّي بعظمةَ هذه الصلاة المحاطة بالسنن، [٩] ففي تلك السُّنن أيضاً الفضل العظيم، والمحافظة عليها من الأعمال التي يؤجر عليها المسلم. [١٠] فضل أداء صلاة الظهر في وقتها ورد في حديثِ نبويِّ أنَّ رسول الله سئل: (أيُّ العمَلِ أحبُّ إلى اللَّهِ تَعالى؟ الصَّلاةُ علَى وقتِها، وبرُّ الوالدينِ، والجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ)، [١١] وفي هذا الحديث عدَّ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- الصَّلاة على وقتها من أكثر الأعمال التي يحبُّها الله من عباده، وقد تميزت الصَّلاة عن سائر العادات بأهميَّة كبيرةٍ في ديننا الحنيف، فهي عمود الدِّين، ولذلك على المسلم أن يسارع في أداء الصَّلاة في وقتها، فلا يؤخّرها، حتى ينال الأجر والثواب العظيم من الله.
أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واحفظوا صلاتكم؛ فإنها نجاتكم عند ربكم ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [النور: 56] وقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ صَلَاتُهُ، فَإِنْ كَانَ أَتَمَّهَا كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَتَمَّهَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَتُكْمِلُوا بِهَا فَرِيضَتَهُ... » رواه أحمد. أيها الناس: حين يطول النهار ويقصر الليل تثقل صلاة الفجر على كثير من الناس، ويزيد الرؤوسَ ثقلا عنها ما يرتكبونه من سهر إلى نصف الليل أو آخره، وما يجدونه من نعمة الفرش الوثيرة، وأجهزة التبريد المريحة، فيستغرقون في النوم، ولا يسمعون النداء للصلاة. فإن أوقظهم أحد، أو نبههم منبه؛ سوفوا في النهوض، وتباطئوا في مفارقة الفرش، ينتظرون الإقامة، ويتعللون بالاستراحة، فيغلبهم النوم وتفوتهم صلاة الجماعة، ولربما خرج وقت الصلاة وهم نيام، فيصبحون كسالى متثاقلين، قد فاتهم من الخير أكثره، وأصابهم من الشر أخبثه، وأوقعهم الشيطان في حبائله. وصلاة الفجر يَفتتح بها المؤمن يومه، وصلاة العشاء آخر صلاة مفروضة يختتم بها المؤمن يومه وليلته، فإذا أدى المؤمن هاتين الصلاتين في وقتهما مع الجماعة؛ بورك له في نفسه وفي يومه وليلته.
تاريخ النشر: الأحد 7 جمادى الأولى 1432 هـ - 10-4-2011 م التقييم: رقم الفتوى: 154029 39663 0 506 السؤال هل صحيح أن من واظب على صلاتي الفجر والعشاء مع الجماعة؛ فقد برئ من النفاق؟ أفيدونا، جزاكم الله خيراً. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد جاء في حديث أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، أن من حافظ على هاتين الصلاتين في جماعة أربعين ليلة، كتبت له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق. ولفظ الحديث: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ الْإَسْكافُ ، عَنْ أَبِي عَمِيرَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: أَظُنُّهُ قَدْ رَفَعَهُ- قَالَ: مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ، وَالْعِشَاءَ الْآخِرَةَ أربعين ليلة فِي جَمَاعَةٍ لَا تَفُوتُهُ رَكْعَةٌ، كُتِبت لَهُ بَرَاءَتَانِ: بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ، وَبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ. وذكر محقق طبعة وزارة الأوقاف القطرية: عبد العلي عبد الحميد حامد ما يفيد أن إسناده لا بأس به.
الخميس الموافق 13/2/2014 م ابحث عن فضولي في سنوات طفولتنا، كنا نبحث بشغف عن شخصية فضولي المعروفة في مجلة "ماجد"، كانت مشاعر الفرح بنشوة الانتصار على "فضولي" وكشف موقعه تجعلنا نقهقه ونرقص فرحًا، ونُسارع لرسم دائرة عليه، كدليل عن كشف مكانه والفوز عليه. لم نعد أطفالاً، ولم نعد نفرح بوجود "فضولي" هنا أو هناك، بل إن الأمر لم يعد بحاجة إلى جهد للبحث عنه، فهو وقبيلته "أكثر من الهم على القلب" كما يُقال، أعدادهم لا تُحصى، وفي كل مكان، وبدلاً من أن نبحث عنهم هم من يبحثون عنا، هذا إن لم نكن أصلاً لا نغيب عن أعينهم، فيتربصون بنا، ويعرفون كل شاردة وواردة عنا، ولا أمزح إن قلت إنهم أحيانًا يعرفون أمورًا تتعلق بنا قبلنا!
كما يؤمن أن التعجب والانفتاح والاهتمام الصادق هو وقود المحادثات الفضولية الناجحة. للفضول ستة أنواع صنفها العلماء كالتالي: الفضول الإدراكي (الرغبة في المعلومات أو الحقائق الفكرية) الفضول المعرفي (الرغبة في اكتساب الخبرات من خلال الحواس) الفضول المتباين (البحث بنشاط عن مصادر متنوعة للحداثة والتحدي) الفضول الحسي (تسعى بنشاط للحصول على الأحاسيس والمحفزات الجديدة) الفضول الشخصي (الرغبة في الحصول على معلومات جديدة عن الناس) الفضول العاطفي (رغبة الشخص في اكتشاف المزيد عن تجارب شخص آخر ومعرفة كيف سيكون شعور العيش من خلال تلك التجارب نفسها). سيتي يستضيف الملكي في طحن أوروبي | صحيفة مكة. ومن هذه الأنواع أدركتُ أن خبراتنا حول الأشخاص الفضوليين تنحصر في نوع واحد من الفضول وهو الفضول الشخصي، وليس أي فضول شخصي إنما ذلك النابع من الرغبة في المعرفة من أجل تداول الأخبار وشهوة الحديث عن الآخرين، لا من باب التعلم واكتساب الحكمة والرغبة في التطور الذاتي. وهو فضول مذموم بلا شك، بعكس أنواع الفضول الأخرى. قبل مدة كنت أفكر بنفس طريقة جريزر حول المحادثات الفضولية، لكنني لم أستطع تنفيذ الفكرة لوجود كثير من العوائق الداخلية والخارجية، فوجدت أن من الأسلم التغاضي عن هكذا أفكار، واستبدالها بالاستثمار فيمن أعرفهن بالفعل.
3 أمير النهار (وقل ربي زدني علما) 9 2021/10/18 ملحق #1 2021/10/18 Naya 2016 نعم هي كذلك تحتاج لتركيز لذلك سأنتظر الإجابة بأي وقت لعلّ أحدهم يعثر عليه. ملحق #2 2021/10/18 وائل زين هذا ليس فضولي ملحق #3 2021/10/25 وائل زين ههههه لن يجد أحد فضولي فهذه الصورة ليست من مجلة ماجد (*_^)
فبعض الفضوليين سحبوا البساط من الصحافيين وتفوّقوا حتى على بعض وكالات الأنباء في البحث عن الأخبار ونشرها! أستغرب حقًا ممن تستهويها مراقبة الداخل والخارج من الجيران، وكأنها غير مسؤولة عن أسرة وأطفال، ولا تملك ما تشغل به وقتها غير أن فلانة خرجت الساعة الفلانية، ورجعت الساعة الفلانية، ومع من؟ وماذا كانت تلبس؟ وما الأغراض والحاجيات التي تحملها؟ ومن زارها؟ ولمَ لم تزرها فلانة؟ والكثير من الأسئلة التي قد تحوم وتجول في بال من نصبوا أنفسهم أبراجًا للمراقبة؟ ويغيب عن بالهم قول الله تعالى "وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا"! ابحث عن فضولي | ياسمينيات. تذهب لإجراء معاملة، فيتلقفك فضولي آخر، لا يتركك إلا وهو جامع عنك ملفًا يصلح لأن يكون تقريرًا أو كتابًا لسيرتك الذاتية! ما الذي سيستفيد منه هذا الفضولي أو تلك الفضوليّة من نبش حياة الآخرين، ومعرفة كل صغيرة وكبيرة عن غيرهم! ولأن كل شيء تطوّر، فالتجسّس هو الآخر والفضول تطوّرا كذلك، فلا يتوانى الفضولي عن مراقبة الناس عبر برنامج "الواتس اب"! دخل البرنامج الساعة الفلانية، وخرج منها الساعة الفلانية، نام متى؟ واستيقظ متى؟ ولكي نهزم "فضولي" كما نفعل عندما كنا صغارًا، علينا بالصدّ المُباشر لكل سؤال خاص يتعدّى حدود الأسئلة العادية، أو تلك التي تُعتبر طبيعيّة تعارفيّة ربما، وذلك بثلاث كلمات فقط: "ليس من شأنك" لنغلق عليهم باب الفضول، ونرسم حولهم دائرة تخجلهم، ليرتدوا عن هذه العادة المقيتة.
أغلقْ أجهزةَ التنصتِ خاصتَك وافتحْ قلبك، فأنتَ لا تحتاج سوى لقلبٍ سليم يستمعُ لآلام الآخرين ويقدمُ لهم النصيحة، وتذكَّرْ أنَّ الفضول يُؤذي ويقتل والاهتمامَ يُحيي المحبةَ بين الناس، وشتَّانَ بينهما.
التصنيف: تصفّح المقالات