والإجابـة الصحيحـة لهذا السـؤال التـالي الذي أخذ كل اهتمامكم هو: حكم مسح الرأس عند الوضوء فرض سنة مباح اجابـة السـؤال الصحيحـة هي كالتـالي: فرض
والله أعلم.
وثبت في صحيح مسلم وغيره: " شر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة " وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم: " من أحدث في ديننا هذا ما ليس منه فهو رد " وفي رواية مسلم: " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ".
كل هذه النصوص تمر عليك ـ أيها المسلم ـ لتذكرك بأن الله سبحانه مطلع على جميع أعمالك ونواياك، كل وقت، وكل لحظة، وكل نفس، وكل طرفة عين، فكيف يليق بك بعد ذلك كله أن تعيش في ظلمات الغيّ والهوى؟! استشعار مراقبة الله. المراقبة هي دوام علم العبد وتيقنه باطلاع الحق عليه؛ على ظاهره وباطنه. رقيب عليك في الباطن، فاحذر أن يكون قلبك محبًا لغيره تعالى، فمن أعجب الأشياء أن تعرفه ثم لا تحبه، وأن تعرف قدر الرّبح في معاملته ثم تعامل غيره، وأن تعرف قدر غيرته على محارمه ثم تتعرّض لها، وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته، وأعجب من هذا كله أن تعلم أنك لا بد لك منه، وأنك أحوج إليه ثم تبتعد منه. وهو رقيب عليك في الظاهر من الأقوال والأفعال، فإن كنت تستحي من القبيح أمام إخوانك وجيرانك والناس أجمعين، فالله أولى أن تستحيَ منه سبحانه، قال تعالى في ذم المنافقين: يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيّتُونَ مَا لاَ يَرْضَىٰ مِنَ ٱلْقَوْلِ [النساء:108]. وإذا خلوت بريبـةٍ في ظلمة والنفس داعـية إلى الطغيان فاستح من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني فخاطب نفسك وتحدث معها: ويحك يا نفس، إن كنت قد تجرأت على الله وعصيتيه وأنت تظنين أنه لا يراك فما أكفرك، وإن كنت قد تجرأت على الله وعصيتيه وأنت تعلمين أنه يراك فما أقل حياءك.
إن مراقبة الله -عز وجل- في السر والعلن دليل على قوة إيمان العبد بالله -عز وجل- وباسمه الرقيب؛ فهو الرقيب الذي لا يغيب عنه شيء من أمور خلقه، الحفيظ الذي لا يغفل، الحاضر الذي لا يغيب، العليم الذي لا يعزب ولا يخفى عليه مثقال ذرة من أحوال خلقه يرى أحوال العباد ويحصي أعمالهم، ويحيط بما في صدورهم؛ فهو مطّلع على الضمائر، شاهد على السرائر، يعلم ويرى ولا يخفى عليه السر والنجوى ( إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]. نعم إنه الرقيب -سبحانه- على عباده الذي لا فرق عنده بين الظاهر والباطن ولا بين السر والعلانية، ولا يخفى على سمعه شيء ولا يغيب عن بصره شيء. قال -تعالى-: ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)[المجادلة: 7]، وقال -سبحانه-: ( وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)[الملك: 13].
نسأل الله الرقيب علينا جميعًا أن يرزقنا مراقبته في السر والعلن إنه ولي ذلك والقادر عليه، أقول ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم؛ إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. أين الذين لا يصلون صلاة الجماعة في المساجد من مراقبة الله؟ أين الذين ينظرون إلى الحرام في الأسواق والشاشات من مراقبة الله؟ أين الذين يسمعون الحرام من مراقبة الله؟ أين الذين يأكلون الحرام من مراقبة الله؟ أين الذين يمشون ويسافرون لشرب الخمر والزنا من مراقبة الله؟، أين الذين يتكلمون بألسنتهم في الغيبة والنميمة وغيرها من مراقبة الله؟، أين الذين يقطعون الأرحام ويعقون والديهم وأقاربهم من مراقبة الله؟ أين؟ وأين؟ وأين... إذا ما خلوتَ الدهرَ يومًا فلا *** تقل خلوتُ: ولكن قلْ عليَّ رقيبُ إن مراقبة الله صمام الأمان في أداء الأمر وترك المعاصي وخاصة كبائر الذنوب. إستشعار مراقبه الله سبحانه وتعلى أكبر رادع لنفس الاماره بسوء - YouTube. نسأل الله أن يرزقنا مراقبته -سبحانه وتعالى- كأننا نراه، فإن لم نكن نراه فإنه يرانا، اللهم أرنا الحقّ حقًّا وارزقنا اتّباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ألا وصلوا وسلموا على سيدنا محمد كما أمركم الله -عز وجل-: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].