الرئيسية / دين / قراءة في آية: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ أغسطس 21, 2020 دين 591 زيارة محمد موسى العويسات | فلسطين قال تعالى: "كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ". ولنا أن نتفكّر في هذه الآية، بل تدبّرها علينا واجب ولازم، واجب من جهة أنّها قرآن، ولازم من جهة أنّ الموت حقّ وحقيقة مسلّم بها، بل لا تحتاج كلمة الموت نفسها لتفسير لغويّ، الآية أربعة أجزاء: الأول قوله تعالى: " "كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ" هذه حقيقة لا يماري فيها أحد، فالمشاهد المحسوس أنْ لا خلود البتّة، والنّفس هي الرّوح، والمعنى كلّ ذي روح ذائق الموت، فلا تحزنوا فأنتم في هذا سواء، وقال عزّ من قائل: " ذائقة"، والذّوق هو الطعم، ولا يكون إلا لمطعوم يُتناول بالفم. وتوحي هذه الكلمة بحقيقة الموت وثقله على النفس، ونقول في تعبيرنا الشعبيّ الموت مرّ، فهل التعبير مجازيّ أم هو على الحقيقة؟ لا جواب، فلا يعلمه إلا الله، فهي ليس من قبيل قوله تعالى: " فأذاقها الله لباس الخوف والجوع" تحمل على المجاز.
مكان القرار ، في حين أن دار القرار والعقاب ؛ إنه المنزل الذي ينتقلون إليه. يمكن تعلمه من الآية الكريمة عن فساد الدنيا بعدة طرق ، لأن الإنسان لو بلغ فيه كل رغباته كان قلقه وضيقه أكثر من رغبته ، لأن حياته فيه تقصر ، وكلما زاد شعور الإنسان بما في العالم ، كلما تمسك به ، زاد تألمه أكثر بسبب هذا الشغف ، ويجب على الإنسان أن يعرف أن كل النعيم في هذا العالم لا يستحق أي شيء في مقابل نعيم الآخرة ، وهذا دليل على أن الدنيا تنعم بالغرور. إقرأ أيضاً: معنى الآية: خلقنا الإنسان في كبد المصادر: المصدر 1 المصدر 2 المصدر 3 المصدر:
وكذا قال عكرمة ، وقتادة ، والضحاك. وقوله: ( إن ربك واسع المغفرة) أي: رحمته وسعت كل شيء ، ومغفرته تسع الذنوب كلها لمن تاب منها ، كقوله: ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) [ الزمر: 53]. وقوله: ( هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض) أي: هو بصير بكم ، عليم بأحوالكم وأفعالكم وأقوالكم التي تصدر عنكم وتقع منكم ، حين أنشأ أباكم آدم من الأرض ، واستخرج ذريته من صلبه أمثال الذر ، ثم قسمهم فريقين: فريقا للجنة وفريقا للسعير. وكذا قوله: ( وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم) قد كتب الملك الذي يوكل به رزقه وأجله وعمله ، وشقي أم سعيد. قال مكحول: كنا أجنة في بطون أمهاتنا ، فسقط منا من سقط ، وكنا فيمن بقي ، ثم كنا مراضع فهلك منا من هلك. وكنا فيمن بقي ثم صرنا يفعة ، فهلك منا من هلك. (فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى). وكنا فيمن بقي ثم صرنا شبابا فهلك منا من هلك. وكنا فيمن بقي ثم صرنا شيوخا - لا أبا لك - فماذا بعد هذا ننتظر ؟ رواه ابن أبي حاتم عنه. وقوله: ( فلا تزكوا أنفسكم) أي: تمدحوها وتشكروها وتمنوا بأعمالكم ، ( هو أعلم بمن اتقى) ، كما قال: ( ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا) [ النساء: 49].
نهى الله سبحانه وتعالى عن تزكية النفس ومدحها بقوله: (فلا تزكوا أنفسكم) أي: تمدحوها وتشكروها وتمنوا بأعمالكم، (هو أعلم بمن اتقى)، كما قال: (ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا) [النساء: 49]. لا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى - مصلحون. وقال مسلم في صحيحه: حدثنا عمرو الناقد، حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن عمرو بن عطاء قال: سميت ابنتي برة، فقالت لي زينب بنت أبي سلمة: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن هذا الاسم، وسميت برة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «لا تزكوا أنفسكم، إن الله أعلم بأهل البر منكم»، فقالوا: بم نسميها ؟ قال: «سموها زينب». وقد ثبت أيضًا في الحديث الذي رواه الإمام أحمد حيث قال: حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا خالد الحذاء، عن عبدالرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه قال: مدح رجل رجلًا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «ويلك! قطعت عنق صاحبك -مرارًا- إذا كان أحدكم مادحًا صاحبه لا محالة فليقل: أحسب فلانًا -والله حسيبه، ولا أزكي على الله أحدًا - أحسبه كذا وكذا، إن كان يعلم ذلك». ثم رواه عن غندر، عن شعبة، عن خالد الحذاء، به.
(وكفى به) أي: وكفى بهذا الافتراء. (إثماً مبيناً) ذنباً وافتراء ظاهراً. [الفوائد] ١ - الإنكار على من يزكي نفسه. ٢ - النهي عن تزكية النفس، لأن الله تعالى أنكر ذلك (فلا تزكوا أنفسكم). ٣ - أن الأمر إلى الله في تزكية الإنسان. ٤ - أنه يجب على الإنسان أن يلجأ إلى الله في طلب التزكية. ٥ - نفي الظلم عن الله تعالى. ٦ - تعظيم الكذب على الله. (الأربعاء: ١٨/ ٣/ ١٤٣٤ هـ).
وقال ابن جرير: حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، أخبرنا ابن ثور حدثنا معمر ، عن الأعمش ، عن أبي الضحى; أن ابن مسعود قال: " زنا العينين النظر ، وزنا الشفتين التقبيل ، وزنا اليدين البطش ، وزنا الرجلين المشي ، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه ، فإن تقدم بفرجه كان زانيا ، وإلا فهو اللمم ". وكذا قال مسروق ، والشعبي. وقال عبد الرحمن بن نافع - الذي يقال له: ابن لبابة الطائفي - قال: سألت أبا هريرة عن قول الله: ( إلا اللمم) قال: القبلة ، والغمزة ، والنظرة ، والمباشرة ، فإذا مس الختان الختان فقد وجب الغسل ، وهو الزنا. وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس: ( إلا اللمم) إلا ما سلف. وكذا قال زيد بن أسلم. C. تزكية النفس ومدحها لتسويق النفس. وقال ابن جرير: حدثنا ابن المثنى ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن منصور ، عن مجاهد أنه قال: في هذه الآية: ( إلا اللمم) قال: الذي يلم بالذنب ثم يدعه ، قال الشاعر: إن تغفر اللهم تغفر جما وأي عبد لك ما ألما ؟! وقال ابن جرير: حدثنا ابن حميد ، حدثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، في قول الله: ( إلا اللمم) قال: الرجل يلم بالذنب ثم ينزع عنه ، قال: وكان أهل الجاهلية يطوفون بالبيت وهم يقولون: إن تغفر اللهم تغفر جما وأي عبد لك ما ألما ؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت. محمد الحسن الددو الشنقيطي أحد الوجوه البارزة للتيار الإسلامي وأحد أبرز العلماء الشبان في موريتانيا و مدير المركز العلمي في نواكشوط. 84 17 385, 647