لماذا؟ لأن الحكم في الإسلام مشقة وتعب. إذن: جاء الحق سبحانه بالقول الحكيم تنزع الملك ممن تشاء.. "26" (سورة آل عمران) وذلك لينبهنا إلي هؤلاء المتشبثين بكراسي الحكم، وينزعهم الله منها، إن المؤمن عندما ينظر إلي الدول في عنفوانها وحضاراتها وقوتها، أو نجد أن الملك فيها يسلب من الملك فيها على أهون سبب. إنه الخلق الأعلى، عندما يريد فلا راد لقضائه، إن الحق إما أن يأخذه هو من الحكم وتنتهي المسألة: قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء.. "26" (سورة آل عمران). [ عودة للقائمة الرئيسيّة] //-->
اللهم مالك الملك. ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل جبل أحد دين إلا أداه الله عنك قل. دعاء نبوي شريف لقضاء الدين قال رسول الله ﷺ لمعاذ بن جبل رضي الله عنه. اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير. وتنزع الملك ممن تشاء. اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما تعطيهما من تشاء وتمنع. اللهم إني أعوذ بك من.
ومادام الله هو مالك الملك فإنه يهبه لمن يشاء، وينزع الملك ممن يشاء تأتي بعد عملية المحاجة، وبعد عملية أن بعضاً من أهل الكتاب قد دعوا إلي حكم الله، فتولى فريق منهم وأعرض عن حكم الله، وعللوا ذلك بإدعاء أنهم أبناء الله وأحباؤه، وأن النار لن تمسهم إلا أياماً معدودة، كل هذه خيارات من لطف الله، وضعها أمام هؤلاء العباد، لكنهم لا يختارون إلا الاختيار السيئ، ولذلك يأتي الله بخبر اليوم الذي سوف يأتي، ولن يكون لأحد أي قدرة أو اختيار. أن كلمة الحق: تنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء "26" (سورة آل عمران) تجعلنا نتساءل: ما هو النزع؟ إنه القلع بشدة، لأن الملك عادة ما يكون ماسكاً بكرسي الملك، متشبثاً به، إنه متشبث ومتمسك بالملك، لماذا؟ لأنها مغنم لا تبعات، وعرق وسهر ومشقة، وحرص على حقوق الناس، وليس سؤلاً للنفس. ماذا فعلت للناس؟ إن الذي يسهر على الناس ويتعب ويكد ويشقى ويحرص على حقوق الناس، يجد أن الملك مغرم لا مغنم، لقد لا رفاهية، لذلك يحاول أن يهرب من التمسك بالحكم والملك. إننا ساعة نرى حاكماً متكالباً على الحكم، فلنعلم أنه عنده مغنم لا مغرم، ولذلك فسيدنا عمر بن الخطاب قالوا له: إن فقدناك ـ ولا نفقدك ـ تولى عبد الله بن عمر، وهو رجل فرفره الورع، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: بحسب آل الخطاب أن يسأل منهم عن أمة محمد رجل واحد.
فالمؤمن راض بما قدره الله له لا يحب تعجيل شئ أخره الله ولا تأخير شئ عجله الله. عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اتق المحارم تكن أعبد الناس ، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس). السلسلة الصحيحة 930 وفي صحيح الجامع 100. ارض بما قسم الله لك تكن من أغنى الناس ، أد ما افترضه الله تعالى عليك تكن من أعبد الناس ، إجتنب ما حرم الله عليك تكن من أورع الناس... الورع أساسه ترك.. ترك ابتغاء مرضاة الله.. ترك يجلب الخير والعوض.. وعلماء الأمة هم الذين قالوا: من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه... سأل الحسن غلاماً له: يا غلام!! ما ملاك الدين؟ قال: الورع ما آفة الدين؟ قال الطمع... قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ( لو كان لابن آدم واد من مال لابتغى إليه ثانيا ، و لو كان له واديان لابتغى لهما ثالثا ، و لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، و يتوب الله على من تاب) صحيح الجامع 5288. ومداخل كثير من أمراض الأمة أساسها عدم الرضا.. فهو مدخل للحقد والحسد والطمع والذل... قال الغزالى رحمه الله: « ما بثقت أغصان ذلِِِ إلا على بذور طمع »... قال قتادة رحمه الله: « الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من الله.. فيرضى ويسلم.. أرض بما قسم الله لك {مثال مدهش بالصورة } - مملكة الشيخ الدكتور أبو الحارث للروحانيات والفلك. فيعوضه الله إيماناً يجد حلاوته في قلبه ».. وإذا عرتـــك بلية فاصبر لهــا صـبر الكــريم فإنه بك أعـــــــلمُ واذا شكــوت إلى ابن آدم إنما تشكــو الرحيم إلى الذي لا يرحمُ قال تعالى: ﴿فَخُذْ مَا آَتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾ الأعراف 144.
وتمر الأيام ، وتنقشع تلك المشاكل والهموم ، ونرضى بالأمر الواقع ، ويزول القلق ، وننعم بالسكينة والهدوء ، ثم تأتي مشكلة جديدة ونمر بتجربة أخرى ، وهكذا هي الحياة.. أما القلق غير الطبيعي فهو _ كما يقول الدكتور عادل صادق _ إحساس غامض غير سار يلازم الإنسان. وأساس هذا الإحساس هو الخوف. الخوف من لا شيء ، الخوف من شيء مبهم. وفي حالات القلق يزداد إفراز مادة في الدم تدعى الأدرينالين ، فيرتفع ضغط الدم ، ويتسرع القلب ، ويشكو الإنسان من الخفقان ، أو يشعر وكأن شيئا ينسحب إلى الأسفل داخل صدره. ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس. ويظن بقلبه الظنون ، ويهرع من طبيب إلى طبيب ، وما به من علة في قلبه ، ولا مرض في جسده إلا أنه يظل يشكو من ألم في معدته واضطراب في هضمه ، أو انتفاخ في بطنه ، و اضطراب في بوله أو صداع في رأسه. يقول ديل كارنجي: " عشت في نيويورك أكثر من سبع وثلاثين سنة ، فلم يحدث أن طرق أحد بابي ليحذرني من مرض يدعى ( القلق) ، هذا المرض الذي سبب في الأعوام السبعة والثلاثين الماضية من الخسائر أكثر مما سببه الجدري بعشرة آلاف ضعف. نعم لم يطرق أحد بابي ليحذرني أن شخصا من كل عشرة أشخاص من سكان أمريكا معرض للإصابة بانهيار عصبي مرجعه في أغلب الأحوال إلى القلق!
فَقُلْتُ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ كِسْرَى وَقَيْصَرَ فِيمَا هُمَا فِيهِ، وَأَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ؟". فَقَالَ: "أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَلَنَا الآخِرَةُ؟" البخاري. ولقد بشر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المبتلين بالفقر والضيق والحاجة أنهم أسبق إلى الجنة من غيرهم، فقال: "يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام" صحيح سنن الترمذي. وفي رواية: "بأربعين خريفا". بل تعظم البشارة حين نعلم أنهم يدخلون الجنة بغير حساب. ارض بما قسم الله لك سر عند الله. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"إذا أدى العبد حق الله، وحق مواليه، كان له أجران". قال: فحدثتها كعبا، فقال كعب: "ليس عليه حساب، ولا على مؤمن مُزْهِد (قليل المال)" مسلم. إن الغني هو الغني بنفسه ولو انه عاري المناكب حاف ما كل ما فوق البسيطة كافيا وإذا قَنِعت فبعض شيء كاف الخطبة الثانية إن تحقيق صفة الرضا يقتضي إجالة النظر في أحوال الناس الآخرين، لتعلم مقدار نعم الله عليك، التي قد يغبطك عليها الملايين من البشر. فإن كنت فقيرًا، فإن أزيد من مليار شخص في العالم يعيشون تحت خط الفقر، أي: بأقل من 15 درهما في اليوم، وأزيدَ من مليار آخرين يعيشون دون الحد الكافي من الطعام والحاجات الأساسية، ويموت قرابة 30000 طفل يومياً بسبب الجوع، ومليار شخص في البلدان النامية لا يحصلون على كمية كافية من المياه.
ويروى عن بشر بن الحارث أنه قال: "الغَنِيُّ هو القنوع". وقال أوس بن حارثة: "خير الغنى القناعة، وشرُّ الفقر الضَّراعة". وقد فسر بعضهم الحياة الطيبة في قوله -تعالى-: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل:97]. ارض بما قسم الله لك صدرك. قال إبراهيم: ﴿ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ قال: "القناعة". لذا قيل: "القناعة كنز لا يفنى"؛ لأنها تنشأ من غنى القلب بقوة الإيمان، ومزيد الإيقان، ومن قنع أُمد بالبركة. فليس الغنى بكثرةِ متاع الدنيا ولا بالأموالِ وبالمنصبِ، لكنَّ بالرضا بما قَسَمَ الله. وفي الحديثِ الصحيحِ: "إنَّ الله يحبُّ العبد الغنيَّ التقيَّ الخفيَّ". والغنى هنا: غنى القلب؛ لما ثبت في حديثِ آخر أنه قال صلى الله عليه وسلم: "اللهمَّ اجعلْ غناه في قلبِهِ". "فارض -يا عبد الله- بما قسم لك الله تكن أغنى الناس" وتذكر قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِناً فِي سِرْبِهِ، مُعَافىً فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا" (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).