10ـ الوراثة في الطبقات: قال الشيخ الصدوق (عليه الرحمة) في كتابه (التوحيد) إنّ الأنبياء طبقات، فمنهم من هو نبي نفسه، ومنهم نبي أسرته، ومنهم نبي محلّته، ومنهم نبي بلده، ومنهم نبي العالم أجمع وهم أولو العزم، وأصحاب الرسالات العالمية في زمانهم، وحتى ختم النبوة بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فرسالته إلى الناس كافة وإنه رحمة للعالمين وحلاله حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة. والعلماء ورثة الأنبياء فمنهم من يكون في مقام نجاة نفسه، وأخرى: (قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً) وثالثة يقود سياسة محلّته، ويكون إمام جماعة المسجد فيحلّ مشاكل الناس ويعيش آلامهم، وأخرى يسوق البلد إلى شاطئ السعادة والخير، وربما تكون رسالته عالمية، وينتفع من علمه المبارك كل العالم كمراجع التقليد (جزاهم الله خيراً) والعلم إنما يقذفه الله في قلب من يشاء، والقلوب أوعية خيرها أوعاها. وعلى كل عالم إسلامي أن ينظر إلى أقصى القوم، ويوسّع في تفكيره وعزمه ونشاطه وسياسته، ويخطّط لكل الأجيال ويهتم بأمور كل المسلمين فإنّ: ((من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم)) فكيف بالعلماء وهم القادة والرعاة. دار الإفتاء - العلماء ورثة الأنبياء. هذا ومن افتخار العلماء الأعلام أنهم ورثوا كل الأنبياء، حتى قيل في حقهم: ((علماء أمتي كأنبياء بنـي إسرائيل)) وفي رواية أخرى: ((أفضل من أنبياء بنـي إسرائيل)).
وقد مدح أيضًا الخضر، ودلّ موسى عليه السلام عليه ليتعلّم منه، لأنه اتصف بالرحمة والعلم فقال: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا} [الكهف: 65]. وقد امتن سبحانه على المؤمنين بصفة خاصة، فقال: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [آل عمران: 164]. وامتن على الإنسان بصفة عامة، فقال: {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} [الرحمن: 1 - 4]. ما معنى العلماء ورثة الأنبياء - موضوع. مع ملاحظ تقديم تعليم القرآن على خلق الإنسان، مع أن الإنسان خُلق أولا ثم عُلِّم، ولكنه قدم العلم ليوحي بأن الإنسان إذا فقد العلم فَقَدَ معه إنسانيته، فكأنه لم يُخلق بعد، ثم إنه أعقب الحديث عن خلق الإنسان بقوله: {عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}، وكأن العلم يحيط بحياة الإنسان من أولها إلى أخرها، فقبل ذكْر الخلق يمدح العلم، وبعد ذكْر الخلق يمدح العلم. ولم يَقْصُر سبحانه رفع العلم لأصحابه على عالم الإنس فقط، بل تعدى ذلك عنده ليشمل عالم الجن أيضًا، قال تعالى: { قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} [النمل: 39-40].
العالم لا بد أن يجسّد في وجوده ـ باطناً وظاهراً ـ أنوار النبوّة وتجليّات الولاية. 4ـ الوراثة في الهداية وتبليغ الرسالة: وتعليم الناس وتزكيتهم وإنذارهم وتبشيرهم، ودعوتهم إلى عبادة الله والإخلاص في العمل والخوف من يوم المعاد كما كان يفعل الأنبياء في أممهم: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا), (إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكّيهِمْ وَيُعَلّمَهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ), (فَإِنّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ), (الّذِينَ يُبَلّغُونَ رِسَالاَتِ اللّهِ), (فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقّهُوا فِي الدّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلّهُمْ يَحْذَرُونَ). فالنبي كان طبيباً دوّاراً يعالج أمراض الناس والمجتمع بكتابه الكريم: (وَنُنَزّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ), (هُدىً لِلنّاسِ), (هُدىً لِلمُتّقِينَ) فالعلماء وكذلك الحوزات العلميّة لا يحق لهم أن يكتفوا بتدريس الفقه فإن ذلك كتدريس الطب والمدرّس غير الطبيب، فالعالم الفقيه من يدرّس الفقه وينزل إلى الساحة لتربية الناس وهدايتهم وتعليمهم وتزكيتهم، ولازم تبليغ الرسالة كما هو واضح تحمّل كل الأذى والمصائب من جميع شرائح المجتمع فيداويهم بالتي هي أحسن: ((أمرتُ بمداراة الناس)).
فكيف يُبلِّغ شيئًا بلاغًا مبينًا وهو يجهله ولا يعلمه؟! ومن هنا فقد جاء ذِكْرُ الأنبياء دائمًا مرتبطًا بالعلم، فقال سبحانه في حق آدم عليه السلام: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} [البقرة: 31]. وقال في حق لوط عليه السلام: {وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا} [الأنبياء: 74]. وقال في حق موسى عليه السلام: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا} [القصص: 14]. العلماء ورثة الانبياء حديث. وقال في حق يعقوب عليه السلام: {وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 68]. وقال في حق يوسف عليه السلام: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 22]. وقال في حق داود وسليمان عليهما السلام: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} [الأنبياء: 79]. وقال في حق عيسى عليه السلام: {وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ} [المائدة: 110]. وقال كذلك في حق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} [النجم: 3- 5].
والدليل من القرآن الكريم على ميراث النبوة والعلم لسيدنا سليمان في قول الله تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا ۖ وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ) في سورة النمل، وذلك لبيان فضل سيدنا داوود وسيدنا سليمان. وكذلك قول الله تعالى على لسان سيدنا زكريا عليه السلام: (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا) في سورة مريم، فذلك دليل على ميراث الدعوة إلى الله والنبوة والعلم، فطلبه هنا ولدًا يرثه فيريد أن يورثه العلم والنبوة وليس المال كما يعتقد البعض. شاهد أيضًا: موضوع عن أسماء الأنبياء بالترتيب فيا أخي الحبيب عليك بتوسيع معارفك ومداخلك حتى تكون على دراية تامة بالكثير من العلوم الشرعية وغيرها من علوم الدنيا، ولكنك قد تفكر قليلًا وتقول لنفسك أنك لست عالمًا، لكن ليس شرطًا أن تكون عالمًا حتى تتطلع وتتعلم كثيرًا، وإذا كنت في حيرة عن أمرك فعليك بأهل الذكر كما قال الله تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).
فموت العالم له الأثر العظيم في أهل عصره؛ لِمَا يتركه من فراغٍٍ كبير بينهم، ونحن هنا نتكلم عن العالم الرباني الذي لا يفارق قوله عمله، ولا يختلف نطق لسانه عن عمل جوارحه. ولا شك أن مُصابنا بفقد عالمنا وشيخنا العلاّمة الفقيه الشيخ نوح القضاة جَلَلٌ؛ ذلك أننا لم نفقد رجلاً عادياً، بل فقدنا عالماً ومربياً، فإني لا أخال إنساناً عرف الشيخ، أو عمل معه عن قربٍ إلا واستفاد منه فائدة عظيمة، كان لها الأثر الكبير على شخصيته وسلوكه، فالشيخ رحمه الله تعالى يُعلمك إذا تكلم، ويُعلمك إذا سكت، ويُعلمك إذا جلس، ويُعلمك إذا مشى، كما أن البعيد عنه قد أصابه من هذا النفع الشيء الكثير، وذلك من خلال قراءة كتب الشيخ ومقالاته، وسماع خطبه ودروسه. كيف لا وحياة الشيخ رحمه الله تعالى حافلة بحبّ العلم والحرص على طلبه، فقد سعى رحمه الله تعالى منذ سنوات حياته الأولى إلى طلب العلم والسفر إلى الشام، حيث أخذ العلم عن أكابر العلماء في معهد العلوم الشرعية التابع للجمعية الغراء، التي أسسها الشيخ علي الدقر رحمه الله تعالى، ثم واصل الشيخ طلبه للعلم في جامعة دمشق لنيل درجة البكالوريوس، ثم السفر إلى القاهرة لنيل درجة الماجستير، ثم إلى السعودية للحصول على درجة الدكتوراه، ثم التصدي للفتوى سواء في سلك القوات المسلحة أو في الحياة المدنية.
التضخم هو حالة ترتفع فيها الأسعار بشكل تصاعدي ومستمر عقب انخفاض قيمة النقود، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب منها زيادة الطلب على العرض أو عند ارتفاع نفقات الصناعة. وقد يرجع التضخم إلى عوامل خارجية مثل ارتفاع أسعار المواد الأولية كالنفط، مما يؤثر على استقرار العملة المحلية. وعندما يحدث التضخم يكون له العديد من التأثيرات على اقتصاد أي دولة، وفقًا لموقع "إنفستوبيديا". 9 آثار شائعة للتضخم النقطة الشرح 1- ضعف القوة الشرائية للعملة - أول شيء يتسبب به التضخم يتمثل في ضعف القوة الشرائية للعملة بسبب ارتفاع الأسعار في مختلف القطاعات. - وقد يرجع ارتفاع ثمن سلعة معينة إلى عدة أسباب، فقد يرتفع ثمن كوب القهوة بسبب زيادة الطلب على البن أو بسبب تعرض محصول البن للجفاف أو الفيضانات أو تواجده في منطقة صراعات. - ورغم أن هذه الأسباب سوف تزيد سعر القهوة، إلا أن هذا المثل لا يعبر عن التضخم، إلا في حالة انخفاض القوة الشرائية الإجمالية لمحبي القهوة. من اثار التضخم. - فالتضخم يتطلب ارتفاع أسعار مجموعة من السلع والخدمات الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها مثل الغذاء والوقود. 2- تشجيع الإنفاق والاستثمار - يشجع التضخم وانخفاض القوة الشرائية الأشخاص على شراء السلع الآن بدلاً من شرائها لاحقًا لأن العملة سوف تفقد قيمتها يومًا بعد يوم.
ومن ناحية أخرى، فإن كبار المحلّلين الاقتصاديين يؤكدون بوجود ارتباط قوي ومباشر بين السياسات الاقتصادية وأهدافها، وكفاءة وفعالية أدائها، وبين الجوانب البنيوية والهيكلية للنظام السياسي القائم في أي بلد معني، وهنا تأتي أهمية الدور الذي تلعبه الدولة في تفادي هذه الظاهرة أو استغلالها في تحقيق بعض أهدافها السياسية والاقتصادية، وبالتالي فإن القضاء على التضخم يعتبر من المهام الرئيسية للحكومات عندما يكون ذات آثار تدميرية على بنية الاقتصاد من جهة وعلى المجتمع بكافة طبقاته وفئاته من جهة أخرى. التضخم وتأثيره السلبي على الاقتصاد | مجلة رواد الأعمال. عدم التناسب بين الكتلة النقدية والسلعية من هنا يؤكد د. قدري جميل (دكتوراة في الاقتصاد السياسي) وهو أكثر المحللين لحالة الاقتصاد السوري في السنوات العشر الأخيرة، ومن أشهر معارضي سياسات الحكومة السابقة وفريقها الاقتصادي وعلى رأسهم عبد الله الدردري: أن «التضخم بنهاية المطاف هو انعكاس لاختلالات بنيوية عديدة في الاقتصاد، ولعل أهمها الاختلال وعدم التناسب بين الكتلة النقدية والكتلة السلعية..... ». وفي الوقت الذي يشير فيه معظم المحللين الاقتصاديين إلى أن التضخم هو ارتفاع نسبة الأسعار سنة عن أخرى ويتم قياسه من خلال مجموعة معينة من السلع الموجودة في السوق وأن عوامل العرض والطلب هي العامل الأساسي الذي يحكم ارتفاع وانخفاض معدل التضخم، فإن د.
منْ هنا ومنْ خلالِ الارتفاعِ الغيرِ مسبوقٌ لمعدلاتِ التضخمِ في أسعارِ المستهلكينَ في الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ اتجهَ على سبيلِ المثالِ الاحتياطيِ الفيدراليِ إلى رفعِ أسعارِ الفائدةِ مؤخرا بهدفَ مواجهةِ الضغوطِ التضخميةِ حيثُ تعدْ مثلٌ هذهِ السياساتِ النقديةِ الطريقةِ المثاليةِ في تحفيزِ الطلبِ الاستهلاكيِ لكنهُ سيؤثرُ بطبيعةِ الحالِ على مستوى الطلبِ الكليِ بما يمكنُ أنْ يواجهَ ذلكَ منْ ضغوطِ تفوقِ قدرةِ الطلبِ خاصةً وأنَ النشاطَ الاقتصاديَ في مرحلةِ التعويضِ والتعافي الذي أحدثتهُ جائحةُ كورونا. مُجمَل القوْل: تَسعَى اَلبُنوك المرْكزيَّة فِي العالم جَاهِدة لِتقْوِيض مُعدلَات التَّضَخُّم وبعيدًا عن الرُّسوم البيانيَّة والْأرْقام تَبقَّى حُلُول التَّضَخُّم بَيْن فِكْر اِقْتصاديٍّ وَآخَر بَيْن شدٍّ وجذْب تَتَعدَّد المدارس والْحلول لَكِن يَبقَى اَلحَل مُرْتبِطًا بِمنْهجيَّة التَّطْبيق ونتائجهَا ولَا مَنَاص مِن أن تَكُون بِداية اَلحُلول دَعْم الأسْر الأقلِّ دخْلا إِضافة إِلى السِّياسات النَّقْديَّة اَلتِي تَعمَل بِدوْرِهَا اَلْهام نَحْو تَحفِيز الطَّلب اَلكُلي ومعالجة القضايَا الاقْتصاديَّة اَلأُخرى كالنِّزاعات وَتطوِير مَنظُومة التَّبادل التِّجاريِّ فِي كُلِّ اِتِّجاه.