وقد وصف الله سبحانه هذه الملة الحنيفية بالقيام
كما قال:
( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم) الروم: 30
وقال: ( فأقم وجهك للدين القيم) الروم: 43.
- إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ
إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ
إذن لماذا لا يهتدى البشر؟
الإجابة في القرآن الكريم نفسه. فالهداية لها طرفان: الإنسان والقرآن. إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ. وهذه الهداية تبدأ باختيار الإنسان وهو الطرف الأول هنا، فالإنسان يفكر بعقله مهتديا بفطرته السليمة يحاول الوصول إلى الحق بموضوعية، وعلى أساس هذا الاختيار الإنساني للهداية يرشده الله تعالى إلى الهداية، أي تأتي مشيئة الله للهداية تالية ومؤكدة لمشيئة الإنسان واختياره طريق الهداية، وفي ذلك يقول الله تعالى: ﴿ وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ﴾ مريم: 76 ويقول: ﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴾ محمد: 17. وفي المقابل فإن الذي يختار الضلال تأتي مشيئة الله تؤكد على الذي اختاره من ضلال ﴿ قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَٰنُ مَدًّا ﴾ مريم: 75، ﴿ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ﴾ البقرة: 10 وفي الحالتين فإن من يشاء الهداية يشاء الله هدايته، ومن يشاء الضلالة يشاء الله ضلالته، يقول الله تعالى: ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ﴾ فاطر: 8، ﴿ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ ﴾ الرعد: 27.
وأن من آداب القرآن تَعلُّمه وتعليمه: روي عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: "خياركم من تعلّم القرآن وعلّمه وكذلك تعظيمه واحترامه وتدبّره والاستفادة منه والطهارة عند تلاوته (أن يكون على وضوء). وعدم مسّ كلمات القرآن إلّا بعد الوضوء؛ وهو من الشروط اللازم واستقبال القبلة عند القراءة. ان هذا القران يهدي للتي هي اقوم ويبشر. وابتداء السور القرآنيّة بقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، أو "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم"، ثمّ البسملة. وأن تكون القراءة ترتيلاً؛ كما ورد الأمر بذلك في القرآن: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾. وأن تكون القراءة في المصحف، لا في غيره؛ ممّا اشتمل على بعض الآيات؛ ككتب الأدعية الّتي يطبع عادة جزء من القرآن الكريم في أوّلها، أو القراءة غيباً وظاهراً. وروي عن الإمام الصادق عليه السلام: "النظر في المصحف عبادة". المقال السابق لماذا نتعلم ؟ المقال التالي كلمات مضيئة