هذا واللّه أعلم، واستغفر اللّه ولا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم، وصلّى اللّه وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. فصل في الوقف والابتداء في آيات السورة الكريمة:. قال زكريا الأنصاري: سورة البلد: مكية. وما مر في {لا أقسم بيوم القيامة} يأتي هنا وجواب القسم {لقد خلقنا الإنسان في كبد} وهو تام. قال في الأصل لا خلاف فيه وقال أبو عمرو كاف وقيل تام. {لبدا} حسن وقال أبو عمرو كاف. {أن لم يره أحد} تام. {فلا اقتحم العقبة} كاف وكذا {ما العقبة}. التفريغ النصي - تفسير سورة الصافات [6 - 12] - للشيخ أحمد حطيبة. {ذا متربة} ليس بحسن لأن الكفارة إنما تنفع مع الإيمان بالله تعالى لكن قال أبو عمرو: إنه تام. {أصحاب الميمنة} تام. {أصحاب المشأمة} جائز. آخر السورة تام
قال الأخفش: سورة البلد: {وأنت حل بهذا البلد} قال: {وَأَنتَ حِلٌّ} فمن العرب من يقول (أنتَ حِلٌّ) و(أنتَ حَلال) و(أَنْتَ حِرْمٌ) و(أَنتَ حَرامٌ) و(هو المُحِلّ) و(المُحْرِم) وتقول: (أَحْلَلْنا) و(أحْرَمْنا) وتقول (حَلَلْنا) وهي الجَيّدة. {فَلاَ اقتَحَمَ العقبة} وقال: {فَلاَ اقتَحَمَ العقبة} يقول {فَلَمْ يَقَتْحِمْ} كما قال: {فَلاَ صَدَّقَ} أي: فلم يُصَدِّقْ. {فَكُّ رقبة} وقال: {فَكُّ رقبة} أي: العقبة فكُّ رقبة أَوْ إِطْعَامٌ. وقال بعضهم {فَكَّ رقبة} وليس هذا بذاك و {فكُّ رقبة} هو الجيّد. {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مسغبة يَتِيماً ذَا مقربة} وقال: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مسغبة} {يَتِيماً} نصبَ (اليتيمَ) على (الإِطعام). اهـ.. قال ابن قتيبة: سورة البلد: 3- {وَوالِدٍ وَما ولد}: آدم وولده. 4- {فِي كبد} أي في شدة غلبة، ومكابدة لأمور الدنيا والآخرة. تفسير سورة البلد الآية 4 تفسير الطبري - القران للجميع. 6- {مالًا لبدا} أي كثيرا. وهو من (التلبّد): كأن بعضه على بعض. 10- {وَهَدَيْناهُ النجدين} و(النّجد): الطريق في ارتفاع. يريد: طريق الخير والشر. وقال ابن عباس: الثّديين. 11- {فَلَا اقْتَحَمَ العقبة} أي فلا هو اقتحم العقبة. 13- فَكُّ رقبة أي عتقها وفكّها من الرّق.
إذاً: الفعل من الله عز وجل له معنى يليق به سبحانه وتعالى، والفعل من العبد على المعنى الذي يكون لهذا العبد، ولا نقول: يشبه الله المخلوقين في ذلك، حاشا له سبحانه، ولكن يضحك كما يشاء سبحانه، وهي صفة جلال وكمال لله، كذلك يعجب كما يشاء سبحانه، وهي صفة جلال وكمال لله، وكما قال هنا: (بل عجبتُ ويسخرون) أي: عجبت من أمر هؤلاء الكفار، كيف يسخرون مع قرب عذابهم الذي يأتيهم من الله سبحانه، كيف أنهم يستكبرون على الله سبحانه مع ضعفهم! تفسير لقد خلقنا الإنسان في كبد رطبة. عجبتُ لأمرهم، وفي العكس من ذلك في تعجب الله سبحانه وتعالى من الإنسان الصالح والإنسان الطيب، جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( يعجب ربك من راعي غنم، في رأس شظية جبل، يؤذن للصلاة ويصلي فيقول الله عز وجل: انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ويقيم الصلاة، يخاف مني! قد غفرت لعبدي). فالله عز وجل يعجب لهذا الإنسان الذي هو في رأس جبل، ومع ذلك إذا جاء وقت الصلاة قام يؤذن وأقام الصلاة، مع أنه يعلم أنه لا أحد يأتيه في هذا المكان، ولكن خوفه من الله وحبه لله سبحانه جعله يؤذن في مكان لا أحد يأتي إليه فيه، أذن وأقام وصلى، فعجبت ملائكته من ذلك، وعجب الله عز وجل لأمره، فإذا عجب الله من مثل هذا أثابه سبحانه وتعالى، وإذا عجب من مثل هؤلاء الكفار عاقبهم سبحانه بعقوبته.
ثالثًا: المشروع للمسلم أن يرجو ما عند الله عز وجل من الأجر والثواب، ويسأله الجنة ونعيمها، فهذا هو النعيم الحقيقي، أما نعيم الدنيا فهو مشوب بكدر وإلى زوال. قال تعالى: (مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ۖ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ). والحاصل أنه لا يجوز لك الدعاء بما ذكرت، وإنما المشروع أن تسألي الله عز وجل من خيري الدنيا والآخرة، وأن تصبري على ملمات الدنيا، ففيها الأجر بالصبر والاحتساب.