وكان أهل زيد يبحثون عنه وفي إحدى المرات كانت هناك مجموعة من قوم زيد يزورا الكعبة الشريفة فتعرفوا على زيد بن حارثة ولما عادوا إلى قومهم أخبروا أهله بمكانه، وجاء والد زيد بن حارثة وعمه ليأخذوه معهم، وقد خيره الرسول صلى الله عليه وسلم بين أن يذهب مع أهله وبين أن يظل معه فاختار أن يظل مع النبي. وغرابة هذه القصة توضح أن ما رآه الصحابي الجليل من الرسول صلى الله عليه وسلم من طيب المعاملة والخلق يفوق بكثير ما رآه من أهله فقد تعلق زيدًا بنبي الله، وحينها خرج النبي على قريش وقال يا قوم اشهدوا أن زيدًا ابني وأني ابوه أرثه ويرثني، وظل زيدًا مرافقًا للنبي حتى وفاته.
زينب بنت جحش هي إحدى زوجات النبي ( صلَّى الله عليه و آله) و قد تزوج بها الرسول في السنة الخامسة من الهجرة ، و هي بنت أمية بنت عبد المطلب عمة النبي. و كانت زينب بنت جحش زوجة لزيد بن حارثة قبل أن تصبح زوجة لرسول الله ( صلَّى الله عليه و آله). أما زيد بن حارثة ـ زوج زينب قبل الرسول ـ فكان يُدعى قبل الإسلام بزيد بن محمد ، لكنه لم يكن من أولاد الرسول ( صلَّى الله عليه و آله) ، بل كان غلاما اشترته خديجه بعد زواجها من النبي ثم أهدته إلى النبي فأعتقه الرسول في سبيل الله ، ثم تبنّاه النبي تبنياً اعتباريا على عادة العرب لرفع مكانته الاجتماعية بعدما عامله والده و قومه بالهجران و الطرد ، و هكذا فقد منحه الرسول احتراما كبيرا و شرفا عظيما و رفع من شأنه بين الناس حتى صار يُدعى بين الناس بابن محمد.
وزيدٌ لم يَكن من أهل مكة. زيدُ بنُ حارثة كان من أقربِ المقربين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يفارقه. وتخلق بأخلاقِ بيتِ النبوة. يقول د. عائض القرني: زيد كان مرافقا ومولى لمحمد (ص) وكان قبل ذلك يسمى زيد بن محمد وكان لصيقا بالرسول (ص) حتى سافر معه في التجارة إلى الشام. زوَّجَهُ الرسولُ صلى الله عليه وسلم مُرَبِيَتَه أمَّ أيمن، فأنجبتْ له أسامة. وعندما ذهبَ النبي إلى الطائف كان برفقته زيدُ بن حارثة. وهناك تعرض الرسولُ وزيدٌ للأذى الشديد. وبعد الهجرة إلى المدينة المنورة، شهد زيدٌ مع النبي صلى الله عليه وسلم المشاهدَ كلها. وكان مقاتلا شجاعًا، ومن أحسنِ الرماة. قصص | قصة زيد بن حارثة | اروع السير - YouTube. فاشترك في غزوة بدر، وبايعَ النبيَّ على الموتِ في أُحد، وحضرَ بقية الغزوات، وجعله النبيُ أميرًا على سبعِ سرايا. ولشدةِ قربه منه زَوَّجه ابنةَ عمتِه زينبَ بنتَ جحش، ولكنْ لم تَدُمِ الحياةُ الزوجيةُ بينهما. ونزل في أمرِ هذا الزواج حكمٌ قرآني، وَردَ فيه اسمُ زيدٌ رضي الله عنه. وهو الصحابيُ الوحيدُ الذي ذُكِرَ اسمُه في القرآن الكريم، في سياقِ النهيِ عن نسبةِ الناسِ إلى غيرِ آبائهم. وهذه المكانةُ الرفيعة التي تبوأها زيدُ بنُ حارثة، هي التي جعلت الرسول يختارُه لقيادة أولِ مواجهة مع الروم.
اقرأ أيضا: قصة مالك بن دينار مع أبنته للأطفال منزلة زيد عند الرسول صلى الله عليه وسلم:- إن الصحابي الجليل زيد بن حارثة، كان يحظى بحب عظيم من النبي الكريم، فكان صلوات الله وسلامه عليه لا يحتمل أن يغيب عنه زيد. وكان زيد مصدر لدعم النبي، فقد شهد معظم الغزوات مع الرسول، مثل غزوات: ( أحد – خيبر – بدر – الحديبية). وكان حافظ أسراره وكان رضي الله عنه رامي ماهر، وقد جُرح في رأسه وهو يدافع عن النبي في موقعة الطائف. استشهاد زيد بن حارثة:- نال زيد بن الحارثة رضي الله وأرضاه الشهادة، خلال غزوة مؤتة هو واثنين من القادة، وكان رضوان الله عليه قائدًا عليهم. وقد حزن النبي عليه حزنًا كبيرًا، وعندما ذهب صلوات الله عليه وسلم لكي يستغفر لهم جميعًا. قصه زيد بن حارثه رضي. بكت ابنة زيد كثيرًا فأجهش في البكاء، وعندما سأله سعد بن عبادة عن هذا البكاء؟. وضح له الرسول الكريم إنها دموع المحب شوقًا لحبيبه، وهكذا رحل "حب الرسول". تاركًا ولده والذي لقب بـ "الحب بن الحب". الدروس المستفادة من القصة:- هناك العديد من الدروس والعبر التي نستفيد منها، في هذه القصة العظيمة، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر ما يلي:- قد يخبئ لنا الله النعم في المحن. ضرورة الاختيار الصحيح في قرارات الحياة.
وقد شاع أمر حبِّ النبي صلى الله عليه وسلم لزيد بين المسلمين واستفاض فدعوه (بزيد الحبّ) وأطلقوا عليه لقب (حِبِّ) رسول الله ولقبوا أسامة من بعده بِحِبِّ رسول الله وابن حِبِّه ، وفي السنة الثامنة من الهجرة شاء الله تبارك وتعالى أن يمتحن الحبيب بفراق حبيبه. ذلك أن أرسل الرسول صلوات الله وسلامه عليه ، بعث الحارث بن عمير الأزدي بكتاب إلى ملك بُصرى يدعوه فيه إلى الإسلام ، فلما بلغ الحارث (مؤته) بشرقيِّ الأردن عرض له أحد أمراء الغساسنة شرحبيل بن عمرو فأخذه وشدّ عليه وثاقه ثم قدمه فضرب عنقه. فاشتدّ ذلك على النبي صلوات الله وسلامه عليه إذ لم يقتل له رسول غيره ، فجهّز جيشاً من ثلاثة آلاف مقاتل لغزو مؤته وولّى على الجيش حبيبه زيد بن حارثة ، وقال: إن أصيب زيد فتكون القيادة لجعفر بن أبي طالب ، فإن أصيب جعفر كانت إلى عبدالله بن رواحه فإن أصيب عبدالله فليختر المسلمون لأنفسهم رجلاً منهم. قصة زيد بن حارثة مع الرسول. مضى الجيش حتى وصل إلى معان بشرقي الأردن فهب هرقل ملك الروم على رأس مائة ألف مقاتل للدفاع عن الغساسنة ، وانضمّ إليه مائة ألف من مشركي العرب ونزل هذا الجيش الجرّار غير بعيد من مواقع المسلمين ، بات المسلمون في معان ليلتين يتشاورون فيما يصنعون.
هدية النبي صلى الله عليه وسلم لزيد: عَنْ جَبَلَةَ بْنِ حَارِثَةَ أَخِي زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، قَالَ: «أُهْدِيَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُلَّتَانِ فَأَخَذَ إِحْدَاهُمَا، وَأَعْطَى زَيْدًا الْأُخْرَى» ( [12]) استشهاده: «اسْتُشْهِدَ رضي الله عنه يَوْمَ مُؤْتَةَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ » ( [13]). [1] - سير أعلام النبلاء – 1 ص 220 [2] - أسد الغابة 2 ص 129 [3] - اللباب في علوم الكتاب – ج 10 ص 186 [4] - الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار – 6 / 32850 [5] - تأملات قرآنية – ج 5 ص 4 [6] - مسلم ج 3 رقم 1391 [7] - فضائل الصحابة – 2 / 1528 [8] - فضائل الصحابة 2 / 1534 [9] - المستدرك على الصحيحين 3 / 238 [10] - معرفة السنن والآثار 14 / 167 [11] - المعجم الكبير 3/ 141 [12] - المستدرك على الصحيحين 3 / 241 [13] - المعجم الكبير 5 / 83 مقالات ذات صلة أخبار و مقالات مرتبطة بنفس الموضوع