ونلحظ أهمية الدعاء في نظر الإمام علي (عليه السلام) في دعاء الصباح والمساء الذي يحتوي على برنامج مفصل يمكن للملتزم لو التزمه أن يعيش مع ربّه في كلّ ساعات الليل والنهار، حيث يبدأ من بيان القدرة الإلهية على إخراج النهار من عتمة الليل، وصولا ً إلى الطلب من الله بالقيام بالعمل الصالح والإجتناب عن الفعل الحرام، وأن يختم يومه بما يكون مرضياً لله عزّ وجلّ. ولا شكّ أنّ الدعاء يكون مستجاباً مع توافر شروط من الإيمان واليقين والثقة بأنّ الله سوف يستجيب لدعاء الداعين وتوسلهم إليه وإن تأخرت لسببٍ أو لآخر كما قال الإمام زين العابدين: (ولعلّ الذي أبطأ عني_ استجابة الدعاء_ هو خيرٌ لي لعلمه بعاقبة الأمور). من هنا ينبغي على المؤمنين الملتزمين المواظبة على الدعاء خصوصاً في أشهر الفضيلة والرحمة (رجب، شعبان، وشهر رمضان) لما لها من القيمة المعنوية عند الله خصوصاً المناجاة الشعبانية الواردة عن الإمام علي (عليه السلام) وأدعية شهر رمضان المبارك، فضلاً عن أدعية شهر رجب الأصب. والحمد لله ربّ العالمين2. ____________ 1. a. b. القران الكريم: سورة غافر (40)، الآية: 60، الصفحة: 474. صور الامام علي عليه السلام مع الاسد. 2. نقلا عن الموقع الرسمي لسماحة الشيخ محمد توفيق المقداد حفظه الله.
لا مراء في أن شخصية الإمام علي بن ابى طالب (عليه السلام) شخصيه فذّة، بل انها معجزه من معجزات الاسلام، لما تملكه من عمق وثراء في مختلف جوانب الحياة البشرية والابداع الحضاري على مرّ العصور. وصف النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) الإمام علي (عليه السلام) حيث قال (صلى الله عليه وآله): (أقضاكم عليّ بعدي)[1]. وانه الوحيد الذي لم يختبره الرسول المعظم حين ولاه قضاء اليمن رغم انه كان وقتها شاباً يافعاً، الامر الذي يدلنا على تمتعه بالهام رباني وخصوصية قضائية استحق فيها ان يصفه النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بانه اقضى الأمة. الامام علي عليه السلام. قال الشيخ المفيد: مما جاءت به الرواية في قضاياه والنبي (صلى الله عليه وآله) حي موجود، أنه لما اراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) تقليده قضاء اليمن وانفاذه إليهم ليعلمهم الاحكام، ويبين لهم الحلال من الحرام، ويحكم فيهم بأحكام القرآن، قال له أمير المؤمنين(عليه السلام): (ندبتني يا رسول الله للقضاء وانا شاب ولا علم لي بكل القضاء، فقال له: ادن مني، فدنا منه، فضرب على صدره بيده، وقال (صلى الله عليه وآله): اللهم اهد قلبه وثبت لسانه. قال أمير المؤمنين (عليه السلام): فما شككت في قضاء بين اثنين بعد ذلك المقام)[2].
فما هو اذن منهجه في القضاء؟ وكيف كان يقضي بين الناس؟ وما هي طريقته وحلوله العمليه فى جزئيات المسائل والقضايا التي كانت تعرض عليه؟ ان استعراض اقواله ومعالجاته لأمور القضاء، علاوة على أحكامه فى جزئيات المسائل التي ورثناها عنه (عليه السلام)، يمثل أهم الوثائق التي تمدنا بالأسس الرئيسة لمنهجه في القضاء. مقتطفات من نصوص الإمام علي (عليه السلام) في القضاء: مما جاء في عهده الاغر إلى مالك الاشتر حين ولاه مصر عن ضوابط القاضي الكفء.
0 المشاركات 0 0. 0 / 5 نشر في 2021-05-02 11:00:00 مؤلف: قال الله تعالى في محكم كتابه: ﴿... أبناء الجوبة والعبدية وماهلية في بمأرب يحيون ذكرى استشهاد الإمام علي – الثورة نت. ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ... ﴾ 1، وقال أيضاً: ﴿... إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ 1، وقال المفسّرون لهذه الآية أنّ المراد هو الإمتناع عن الدعاء تجبّراً وتكبّراً أنّ هذا موجب لدخول النار، لأنّ الذي لا يدعو الله من باب تكبّره واستعلائه يشعر بأنّه مستغنٍ بنفسه عن الفيض الإلهي الذي بدونه لا يمكن أن يستمر الإنسان لحظة في هذه الحياة وله العقاب المخزي يوم القيامة. ولا شكّ أنّ إنكار أهمية الدعاء في حياة الإنسان المسلم إمّا أن يكون ناتجاً عن جهل أو تقصير أو قصور أو عن تكبّر واستعلاء، وفي كلّ هذه الحالات يكون الإنسان قد فوّت على نفسه فرصة التواصل مع الله عزّ وجلّ، مع أنّه لو نظرنا إلى الروايات لعرفنا قيمة الدعاء كما في الحديث المعروف:(الدعاء مخّ العبادة)و (الدعاء سلاح المؤمن). وممّا لا ريب فيه أنّ علياً (عليه السلام) وهو أعلم الناس بالوحي الإلهي بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يعلم ما للدعاء من الأهمية المعنوية والروحية وما له من تأثير في نفسية المسلم حيث يشيع الدعاء فيها أماناً وسلاماً واطمئنانأً، لأنّ المسلم من خلال الدعاء يشعر بأنّه على تواصل مع القدرة الإلهية الأزلية التي تنظر إلى الداعي بعين الرضا والقبول الذي يضيف على حياة المسلم الداعي عنصر الثقة بالله والركون إليه في كلّ الأمور سواء أكانت من نوع الإبتلاءات أو المكتسبات حيث يتضرّع عند الشدائد إلى الله ليفرّج عنه همومه وغمومه، ويدعوه شكراً عند الحصول على النعمة.
علي (عليه السلام) أجلى شاهد للعدل: عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، قال: بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) علياً (عليه السلام) إلى اليمن، فانفلت فرس لرجل من أهل اليمن، فنفح[10] رجلاً برجله فقتله، وأخذه أولياء المقتول، فرفعوه إلى علي (عليه السلام)، فأقام صاحب الفرس البينة أن الفرس انفلت من داره فنفح الرجل برجله، فأبطل عليّ (عليه السلام) دم الرجل، فجاء أولياء المقتول من اليمن إلى النبي (صلى الله عليه وآله) يشكون عليا (عليه السلام) فيما حكم عليهم، فقالوا: إن عليا ظلمنا، وأبطل دم صاحبنا. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إن عليا ليس بظلام، ولم يخلق عليّ للظلم، وإن الولاية من بعدي لعلي، والحكم حكمه، والقول قوله، لا يرد حكمه وقوله وولايته إلا كافر، ولا يرضى بحكمه وقوله وولايته إلا مؤمن. فلما سمع اليمانيون قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) في علي (عليه السلام) قالوا: يا رسول الله، رضينا بقول عليّ وحكمه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): هو توبتكم مما قلتم)[11]. حكم عليٍّ (ع) فيمن ولدت لستة أشهر: روي عن يونس، عن الحسن: أن عمر أتي بامرأة قد ولدت لستة أشهر فهم برجمها، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): (إن خاصمتك بكتاب الله خصمتك، إن الله عزّ اسمه يقول: (... نبذة عن قضاء الإمام علي (عليه السلام) - العتبة العلوية المقدسة. وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً... )[12]، وقوله تعالى: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ)[13]، فإذا تممت المرأة الرضاعة سنتين، وكان حمله وفصاله ثلاثين شهراً، كان الحمل منها ستة أشهر، فخلى عمر سبيل المرأة وثبت الحكم بذلك ، يعمل به الصحابة والتابعون ومن أخذ عنه إلى يومنا هذا)[14].