{ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا} تلاوة هادئة رائعة من سورة المدثر - وديع اليمني - YouTube
تفسير سورة المدثر الآية 11 تفسير الطبري - القران للجميع وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ 7 فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ 8 فَذَٰلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ 9 عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ 10 ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا 11 وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا 12 وَبَنِينَ شُهُودًا 13 وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا 14 ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ 15 تفسير الآية 11 تفسير ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا وقوله: ( ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: كِلْ يا محمد أمر الذي خلقته في بطن أمه وحيدًا، لا شيء له من مال ولا ولد إليّ. سبب نزول ذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا - إسألنا. وذُكر أنه عُنِي بذلك: الوليد بن المغيرة المخزومي. * ذكر من قال ذلك: حدثنا سفيان، قال: ثنا وكيع، قال: ثنا يُونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد، مولى زيد، عن سعيد بن جُبير أو عكرِمة، عن ابن عباس، قال: أنـزل الله في الوليد بن المغيرة قوله: ( ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا) وقوله: فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ... إلى آخرها. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا) قال: خلقته وحده ليس معه مال ولا ولد.
ولهذه النكتة عدل عن أن يقال: يطمع في الزيادة ، أو يطمع أن يزاد. و ( كلا) ردع وإبطال لطمعه في الزيادة من النعم وقطع لرجائه. والمقصود إبلاغ هذا إليه مع تطمين النبيء - صلى الله عليه وسلم - بأن الوليد سيقطع عنه مدد الرزق لئلا تكون نعمته فتنة لغيره من المعاندين فيغريهم حاله بأن عنادهم لا يضرهم ؛ لأنهم لا يحسبون حياة بعد هذه كما حكى الله من قول موسى - عليه السلام - ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم. تفسير قوله تعالى: (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا...) الآيات. وفي هذا الإبطال والردع إيذان بأن كفران النعمة سبب لقطعها قال تعالى لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد. ولهذا قال الشيخ ابن عطاء الله: من لم يشكر النعم فقد تعرض لزوالها ، ومن شكرها فقد قيدها بعقالها.
والتمهيد هنا مستعار لتيسير أموره ونفاذ كلمته في قومه بحيث لا يعسر عليه مطلب ولا يستعصي عليه أمر. [ ص: 305] وأكد ( مهدت) بمصدره على المفعولية المطلقة ليتوسل بتنكيره لإفادة تعظيم ذلك التمهيد وليس يطرد أن يكون التأكيد لرفع احتمال المجاز. ووصف في هذه الآية بما له من النعمة والسعة ؛ لأن الآية في سياق الامتنان عليه توطئة لتوبيخه وتهديده بسوء في الدنيا وبعذاب النار في الآخرة. فأما في آية سورة القلم فقد وصفه بما فيه من النقائص في قوله تعالى ولا تطع كل حلاف مهين إلخ ، بناء على قول من قال: إن المراد به الوليد بن المغيرة ( وقد علمت أنه احتمال) ؛ لأن تلك الآية في مقام التحذير من شره وغدره. و ( ثم) في قوله ثم يطمع للتراخي الرتبي ، أي: وأعظم من ذلك أنه يطمع في الزيادة من تلك النعم وذلك بما يعرف من يسر أموره. ذرني ومن خلقت وحيدا تفسير. وهذا مشعر باستبعاد حصول المطموع فيه وقد صرح به في قوله ( كلا). والطمع: طلب الشيء العظيم ، وجعل متعلق طمعه زيادة مما جعل الله له ؛ لأنهم لم يكونوا يسندون الرزق إلى الأصنام أو ؛ لأنه طمع في زيادة النعمة غير متذكر أنها من عند الله فيكون إسناد الزيادة إلى ضمير الجلالة إدماجا بتذكيره بأن ما طمع فيه هو من عند الذي كفر هو بنعمته فأشرك به غيره في العبادة.