ليس من المبالغة أو المحاباة القول بأن الإسلام هو الدين السماوي (الوحيد) الذي يرفع منزلة العمل والسعي في الرزق وخدمة المجتمع وتنميته اقتصاديا، بل ويعتبر كل أولئك من أفضل ضروب العبادة. في منتصف العقد الأول من هذا القرن، تعالت مطالبات بتحديد مقدار وقت جديد للانتظار بين الأذان والإقامة. وعندما أخضعت وزارة الشؤون الإسلامية هذه المطالبات للدراسة في أواخر عام 2006م، أفتى العلماء بأنه لا يوجد في أدلة الشريعة ما يدل على تحديد مقدار الوقت، فقد تكون ثلث ساعة وقد تكون أقل أو أكثر، والضابط هو (أن تكون كافية لتهيؤ الناس للصلاة واجتماعهم لأدائها). ولكن التنظيم الذي وضعه الشيخ الجليل (ابن باز) ــ رحمه الله ورفع درجاته في آخرته كما رفعها في دنياه ــ (لايزال مناسبا للمرحلة الحالية)، كما صرح بذلك أحد أعضاء هيئة كبار العلماء. لو نظرنا حاليا إلى جغرافية المساجد، سنجد أنها اختلفت عما كانت عليه قبل عدة عقود، فمع انتشار الأسواق الضخمة في داخل المدن، تحولت المساجد من مبنى يقوم بجانب السوق، إلى مبنى داخل السوق نفسها. الوقت بين الاذان والاقامة | حاميها. مما يطرح تساؤلا منطقيا، إذا كان الوقت بين أذان وصلاة المغرب يقل عن (10) دقائق ــ يصل إلى (5) في بعضها ويظل مناسبا وكافيا ــ فلماذا يصل إلى (20) دقيقة أو أكثر لصلاة العشاء؟.
ويقدر ذلك إمام المسجد الراتب أو من ارتضاه الناس إماما بالتشاور معهم أو على الأقل أهل الرأي منهم، ويكون ذلك حسب اجتماع المصلين كما سبق، فإن كانوا يجتمعون خلال عشرين دقيقة فلا حاجة إلى التأخير فوق ذلك بعد التحقق من دخول الوقت ، لما في ذلك من المشقة على الناس وتأخيرهم عن حوائجهم، ولأن تقديم الصلاة في أول وقتها أفضل كما هو معلوم، وفي الصحيحين: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رآهم اجتمعوا عجل، وإذا رآهم أبطئوا أخر، أي في صلاة العشاء. ولا ينبغي للإمام أن يؤخر إقامة الصلاة بحيث يشق على الناس فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به. خرجه الإمام مسلم في الصحيح. فننصحك بنصح الإمام المذكور وأنه لو أم الناس وهم يكرهونه لهذا الغرض وهو مشقته عليهم فإن صلاته لا تجاوز أذنيه، ففي سنن ابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرا: رجل أم قوما وهم له كارهون... قال الحافظ العراقي: إسناده حسن. نسأل الله عز وجل أن يصلح الحال والمآل. والله أعلم. 43 2 99, 023
مشاركة هذه الصفحة