وأصبحت من بعدها تعامل الأم معاملة حسنة، أمضت الأم أخر أيام حياتها في هدوء وراحة. الدرس عليك أن تعرف أن أبنائك يتعلمون من أفعالك وليس من كلامك، فأهتم بما يرون منك أكثر مما يسمعون منك. وكن قدوة حسنة لأبنائك. وأعلم أن عقوق الوالدين يفسد عليك حياتك في الكبر بسبب عقوق أبنائك لك، فالظلم وعقوق الوالدين من الذنوب التي ترد في الدنيا غير حسابها في الآخرة.
عن عبدالله بن مسعودٍ رضي الله عنه، قال: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قلتُ: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال: ((الصلاة على ميقاتها))، قلت: ثم أي؟ قال: ((ثم بِرُّ الوالدينِ))، يُرشدنا الرسول الكريم إلى طريق الجنة والأعمال التي تُقربنا إلى الله سبحانه وتعالى، فجائت وصية الرسول بضرورة بر الوالدين بعد عماد الدين وهو الصلاة، فجميع المسلمين يعلموا أن فريضة الصلاة أساس ديننا، وجاء بر الوالدين بعدها مباشرة لعلو قدره وأهميته لدينا، لذلك وجب عليك أن ترعى الآن من رعاك وسهر على راحتك وأنت رضيع. سيطول الكلام عن بر الوالدين ولن ينتهي، فلن تكفي الكلمات كلها لتعبر عن أهمية وفضل الوالدين في حياتنا، فلولاهم ما كُنا، فهم يبذلون الغالي والنفيس فقط من أجل إسعادنا، ويضعونا دائمًا في المركز الأول عند ترتيب أولوياتهم، فيسعون لراحتنا ورعايتنا بكل الطرق المتاحة، لذلك يجب عليك أن تُحاسب نفسك كل ليلة، وتراجع علاقتك معهم، هل ابتسمت في وجههم اليوم؟، هل قضيت لهم خدمة؟، هل قبلت يدهم؟، فلا يمكن أن يمر اليوم من دون أن تُصرح لهم بحبك وتغرقهم بحنانك فهم لطالما أغرقوك به. وضحنا في موضوعنا معنى بر الوالدين، وطرق بر الوالدين في عصرنا الحالي، ونرجو أن نكون قد أفدناكم، سينتهي المقال ولكن لينتهي الحديث عن الوالدين وعلو قدرهم، فأباك يعمل ويأخذ من صحته وعمره الكثير فقط ليوفر لك حياة كريمة وأدمية، وحتى لا تحتاج إلى أحد غيره، وأمك تسعى لخلق حالة من الأمان والراحة في البيت حتى تشعر بالسكينة والمودة حين تدخل إلى بيتك بعد يوم طويل وشاق.
آخر تحديث 14/1/2022 - 11:45 ص سأقص عليكم اليوم قصة قصيرة معبرة وبها الكثير من المعاني، التي إدراكها متأخراً لن يفيدك بشيء بل سيصيبك بالكثير من الندم. وليس المهم قراءتها أو سماعها بقدر أهمية استيعابها والعمل بها. يحكى أنه أحد الشباب كان في مقتبل العمر تزوج من الإنسانة التي أحبها، ولكن لم يمر الكثير من الوقت حتى وقعت الكثير من المشاكل بين زوجته ووالدته. كان هذا الشاب يتحمل هذه المشكلات ويحاول التعامل معها، ولكن المشكلات كانت تزداد بمرور الوقت. وذات يوم أخبرته زوجته أنها لم تعد تستطيع العيش مع والدته، وأنه عليه أن يضعها في أحد دور رعاية المسنين. رفض الشاب هذا الأمر وقال أنه لن يضع والدته في دار رعاية. كان الشاب قد رزقه الله بطفل –ولد- من هذه الزوجة، وكان دائماً يخبرها أن الأمر سلف ودين. وكان يقول لها سيفعل بنا أبنائنا في المستقبل ما نفعله الأن مع والدينا، ولكن الزوجة لم تكن تكترث لهذا الكلام كثيراً. حيلة الزوجة ولم يكن رفض الشاب حازم، لذلك أدركت الزوجة أنه بالقليل من المحايلة ستستطيع جعله يفعل ما تطلبه منها. وبالفعل بدأت زوجته في تنفيذ هذا الأمر. فمرة تتحدث إليه عن المشاكل وعن تعبها، ومرة عن أن والدته تفتعل المشاكل معها رغم أنها هي من تفتعل المشاكل مع والدته، ومرة أن والدته تتدخل في حياتهم وفي تربية إبنهم وهكذا.