حنكة القعقاع العسكرية: وكان من دلائل حنكته العسكرية الفَذَّة؛ أنّهُ أشار على "سعد بن أبي وقّاص" قائد معركة القادسيّة، أن يُلبس خيول المُسلمين الثّياب المُبرقعة، من أجل إخافة الفيلة التي زَجَّت بها الفرس في القتال، وأشار أيضاً على رُماة السّهامِ في جيش المُسلمين، بأن يُوجّهوا سهَامهم إلى عيونِ الفيلة لقَلعها حتى لا ترى شيئاً وتَسقُط. من هو القعقاع بن عمرو. وعندما سأل عمر بن الخطاب أيّ فارس أيام القادسية كان أفْرس؟ وأيّ رجل كان أرْجل؟ وأي راكب كان أثبت؟ أجابه سعد بن أبي وقاص أنّه لم يَرَ مثل القعقاع بن عمرو. إضافة إلى حنكته وذكاءه العسكري؛ كذلك سجّل وصوّر القعقاع معاركهُ التي اشترك فيها بشعره ووصفه الدَّقيق لمجرياتها، وإشادته ببطولات المسلمين فيها، فكان من أكثر شعراء الفتوحات شعراً، وممّا قال عن موقعة اليرموك: أَلَم تَرَنا عَلى اليَرموكِ فُزنا كَما فُزنا بِأَيامِ العِراقِ قَتَلنا الرومَ حَتّى ما تُساوي عَلى اليَرموكِ مَفروقَ الوِراقِ فَضَضنا جَمعَهُم لَمّا اِستَحالوا على الواقوصَةِ البُترِ الرقاقِ غَداةَ تَهافَتوا فيها فَصاروا إلى أَمرٍ تَعَضَّلَ بِالذَواقِ. انتصر المُسلمون على الفُرس في معركة الحيرة؛ وأقام خالد بن الوليد؛ القعقاع عليها، حتى أُكمل فتح بلاد فارس، ولم تَدُم إقامة القعقاع في الحيرة كثيراً، فما هي إلا أيام حتى أرسل له خالد رسالة من الشّام يستدعيه فيها، ليقود هجوم المسلمين على الرّوم في معارك اليرموك ومعه عكرمة بن أبي جهل، اللّذين يُعتبران روح الجيش الإسلامي في جميعِ المعارك.
نفرت الفيلة من الجمال فاضطربت، وتقدم الأبطال من الفيل الأبيض الأكبر وفقؤوا عينيه بالرماح، وضربوا خرطومه بالسيوف وقطعوا حزامه، فوقف على قدميه وزمجر زمجرة عظيمة ارتجت لها أرض المعركة، فألقى مَن على ظهره من المجوس وولى هارباً، فلحقت به الفيلة تعجن المجوس عجناً تحت أقدامها فاضطرب نظام جيش المجوس، وإن لله جنوداً منها الرياح، إذ هبت فرفعت خيام المجوس عن أماكنها، وانكشفت خيمة رستم، فبادر بالهرب فأدركه هلال بن عُلفة التميمي فقتله، وقتل المسلمون المسلسلين وكانوا ثلاثين ألفاً وانهزم الباقون. القعقاع في المدائن: كان المسلمون على شاطئ دجلة الغربي وعلى رأسهم سعد قائد الجيش، وعلى الشاطئ الآخر المجوس، وقد زاد ماء دجلة زيادة عظيمة، فقال سعد: ألا إني قد عزمت على قطع هذا البحر إليهم. من هو القعقاع الاوسي. فأجابوه جميعاً، تقدمت كتيبتان كتيبة الأهوال وأميرها عاصم، والكتيبة الخرساء، وأميرها القعقاع، فبعد أن طردوا الفرس عن الشاطئ نزل سعد ببقية الجيش فخاضوا دجلة كأنما يسيرون على وجه الأرض إلى أن دخلوا المدائن. القعقاع في وقعة جلولاء: كان القعقاع في مقدمة الجيش ليلاقوا يزدجرد آخر ملوك الفرس، وقد حفروا حولهم خندقاُ عظيماً، وحلفوا بالنار ألا يفروا أبداً حتى يفنوا العرب، فكانوا يقاتلون قتالاً لم يُسمع بمثله.