تاريخ وأهمية وفي ذلك السياق، أوضح المؤرخ التاريخي في منطقة الحدود الشمالية مطر بن عايد السبيعي أن طريق الحج من العراق إلى مكة المكرمة سُمّي باسم "درب زبيدة" نسبةً إلى السيدة زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور زوج الخليفة هارون الرشيد؛ وذلك لجهودها الخيرية وإصلاحاتها المتعددة على امتداد الطريق. وأضاف أن تاريخ ذلك الدرب يعود إلى ما قبل الإسلام، لكن زادت أهميته مع بزوغ فجر الإسلام، عندما أخذ في الازدهار بدءاً من عهد الخلافة الراشدة والفترة الأموية، وبلغ ذروة ازدهاره في عصر الخلافة العباسية الأولى، حيث أنشئت فيه المحطات والاستراحات، وحُفِرت البرك وشُقّت القنوات، وأقيمت السدود والحصون والقلاع والاستحكامات؛ بُغية تأمين الحجيج على طول هذا الدرب من بدايته من الكوفة في العراق إلى الديار المقدسة. تخطيط فريد وأفاد بأن مسار الطريق خطط بطريقة علمية وهندسية فريدة، حيث أقيمت على امتداده المحطات والاستراحات، ورُصِفت أرضيته بالحجارة في المناطق الرملية، مشيراً إلى أن هناك علامات ومواقد توضع مساءً على طريق زبيدة، ليهتدي بها المسافرون. خريطة درب زبيدة – محتوى عربي. ومنذ بداية الدولة العباسية أمر الخليفة أبو العباس السفاح بإقامة الأميال "أحجار المسافة" والإعلام على طول الطريق من الكوفة إلى مكة.
لم يكن كتاب «درب زبيدة»، بالقياس إلى الدكتور سعد عبدالعزيز الراشد، أطروحة جامعية عالية، وحسب، أنفق في إعدادها سنوات، فلما ظفر بالدرجة العلمية، ودفعها إلى المطبعة، أعرض عنها. كان الكتاب رفيق عمره، كتبه شابا، وجعل يعاود النظر فيه كهلا وشيخا، وكان قلب الشاب والكهل والشيخ معلقا بذلك «الدرب»، منذ وقف عليه، أول مرة، عام 1388 = 1968، ثم عاد ثانية فقصده عام 1404 = 1983، وكانت الثالثة عام 1408 = 1987. وأنا إن فاتني أن أقرأه في طبعته الأولى عام 1414 = 1993، فقد ادخر لي الله -تبارك وتعالى- أن أقرأه في طبعته الثانية عام 1440 = 2019، وليس من السرف في شيء أن أعتد هذا الكتاب من أَجَلّ ما أخرجته المكتبة العربية في جغرافية الحج وتاريخه، وكأنما كان مؤلفه سعد الراشد امتدادا لصاحب «كتاب المناسك وطرق الحج ومعالم الجزيرة»، لا فرق بينهما إلا أن هذا الأخير من علماء القرن الثالث الهجري، وصاحبنا سعد الراشد من علماء القرن الخامس عشر، وهذا وذاك ينتسبان، معا، إلى شجرة العلوم الإسلامية في أزهى عصورها.
"درب زبيدة".. درب زبيدة .. طريق الحج الكوفي. طريق الحجاج والتجارة في عصور الإسلام القديمة، يحظى كغيره من الآثار التاريخية التي تتميز بها محافظة رفحاء في منطقة الحدود الشمالية، باهتمام ولاة الأمر منذ توحيد البلاد على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- مروراً بأنجاله الملوك البررة -رحمهم الله- حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- نظير ما يمثله من قيمة تاريخية كبيرة. الخلافة الراشدة ويعود تاريخ "درب زبيدة" إلى ما عصور قبل الإسلام، لكن زادت أهميته مع بزوغ فجر الإسلام عندما أخذ في الازدهار بدءاً من عهد الخلافة الراشدة والفترة الأموية، وبلغ ذروة ازدهاره في عصر الخلافة العباسية الأولى، حيث أنشئت عليه المحطات والاستراحات، وتم تزويدها بالآبار والبرك والسدود والقصور والدور والخدمات المتنوعة. وعملت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على تسجيل الدرب ضمن أبرز 10 مواقع تراثية في المملكة، تدخل ضمن قائمة التراث العالمي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو". حجاج العراق استُخدم "درب زبيدة" لنقل الحجاج من العراق وبعض أجزاء منطقة الشام إلى الديار المقدسة، بجانب ما مثّله من قيمة تجارية للقوافل التي تتجه إلى جزيرة العرب في طريقها إلى مكة المكرمة لأداء الحج واستثمار هذه المناسبة الدينية العظيمة في البيع والشراء، ولا تزال أطلال الدرب باقية إلى يومنا الحاضر كقيمة ثقافية وحضارية عريقة في التاريخ الإسلامي.
عين زبيدة هي عين عذبة الماء غزيرة وإحدى روائع أوقاف المسلمين أمرت بإنشائها الأميرة زبيدة بنت أبي الفضل جعفر بن أبي جعفر المنصور العباسية الهاشمية زوجة هارون الرشيد وغلب عليها لقبها زبيدة وهي تتبع الهيئة العامة.
تنظم الجمعية الجغرافية السعودية محاضرة علمية بعنوان: مبادرة درب زبيدة تقديم: اللواء الركن الدكتور/ عبد العزيز بن إبراهيم العبيداء الاثنين 22 ربيع الثاني 1442هـ الموافق 07 ديسمبر 2020م التوقيت: 08 م (بتوقيت الرياض) عبر تقنية ZOOM – رابط المشاركة:
ويلتقي طريق البصرة بالطريق الرئيسي الممتد من الكوفة عند منطقة معدن النقرة التي يتفرع منها طريق يتجه إلى المدينة. الحج المصري يسلكه حجاج مصر ومن رافقهم من حجاج المغرب والأندلس وأفريقيا في طريقهم إلى مكة المكرمة متجهين إلى شبه جزيرة سيناء للوصول إلى أيلة "العقبة" وهي أول محطة في الطريق، وبعد أيلة تمر قوافل الحجاج على حقل، ثم الشرف فمدين " مغائر شعيب - البدع ". وكان لحجاج مصر طريقان بعد رحلتهم من مدين أحدهما داخلي والآخر ساحلي. ويتجه الطريق الداخلي إلى الجنوب الشرقي مارا بشغب ثم بدا، ثم منطقة وادي القرى إذ يلتقي في السقيا " الخشيبة " بطريق الحج الشامي ليسير معه إلى المدينة المنورة. أما الساحلي، فيمر على محطات عدة بعد مدين منها: عينونا، النبك " المويلح "، ضباء، العويند، الوجه, الحوراء، " مغيرة - نبط "، ينبع، ثم الجار ومنها إلى مكة المكرمة مرورا بالجحفة، ثم خليص فعسفان، إلى المدينة المنورة مرورا ببدر. ويعتبر الطريق الداخلي هو الأكثر استخداما خلال القرون الثلاثة الهجرية الأولى، ثم زاد استخدام الطريق الساحلي بعد ذلك التاريخ. الحج الشامي طريق الحج الرابع هو طريق الحج الشامي ويربط بلاد الشام بالأماكن المقدسة في مكة والمدينة، وعرف باسم التبوكية نسبة إلى بلدة تبوك التي يمر بها، ويبدأ مساره من دمشق ويمر ببصرى الشام "درعا"، وبمواقع أخرى أهمها أذرعات، ومعان والمدورة "سرغ" ثم يدخل الأراضي السعودية ليمر على حالة عمار، ثم ذات الحاج بتبوك، ثم الأقرع، ثم الأخضر الذي تقع فيه محطة المحدثة، ثم محطة المعظم، ثم الحجر، ثم العلا ثم قرح.
واصلت قافلة "درب زبيدة" مسيرتها اليومية في يومها السابع، بدءاً من مكان مبيت القافلة مساء أمس في بطن الأغر. وانطلق أكثر من 80 مشاركاً راجلاً تتقدمهم الإبل التي تهادت مع عقبة الأجفر التي تم رصفها في العهد العباسي، والوقوف على أعلام الدخول إلى منطقة محطة الأجفر. وتوقفت القافلة على البركة الدائرية الأولى في الرصيف الأثري الشهير "رصيف خالصة"، والذي يعد من أهم معالم الطريق في محطة الأجفر، وتم عمله لحماية القافلات والمارة من الأرض الطينية وقت الأمطار، وانتقلت القافلة بعد ذلك للوقوف على أطلال البركة الدائرية الثانية، ثم انتقلوا إلى مخيمات المبيت إيذاناً ببدء الفعاليات الثقافية مساء. وكانت قافلة "درب زبيدة" التاريخي انطلقت صباح يوم الاثنين 4 يناير 2021 من موقع الشيحيات جنوب محافظةرفحاء، ويقطع المشاركون 420 كلم خلال 16 يوماً.