علامات متلازمة بيتر بان يمكن للمرء التأكد من أنه يتعامل مع شخص يعاني من متلازمة بيتر بان، عندما تلاحظ عليه علامات عدم القدرة على القيام بأي شيء وحده، إذ يمكنه ترك الأطباق في الحوض لأيام طويلة بعد الانتهاء من تناول الطعام، كما أنه في أغلب الأحيان لن يقوم بغسل ملابسه المتسخة إلا مضطرا عندما لا يجد لديه ما يرتديه. يفضل من يعاني من تلك المتلازمة العجيبة دائما أن يفكر في اللحظة الحالية، حيث يسعى لتجنب وضع الخطط طويلة الأجل، فيما يترك مهمة اتخاذ القرارات لغيره، شأنها شأن مهمة تنظيف مقر السكن أو أي من الأعمال المنزلية، إلى جانب أنه ينفق الأموال دون تفكير أو تخطيط، لذا ترتفع فرص معاناته دائما من الأزمات المالية. تبدو معاناة الشخص من متلازمة بيتر بان واضحة في العمل أيضا، عندما يفقد الوظائف بسهولة نظرا لغيابه المتكرر أو لمجهوده الضعيف، بل ومن الوارد أن يترك العمل بإرادته لمجرد إحساسه بالملل أو بالتوتر خلاله، كذلك يفضل الشخص حينها أن يعمل في وظائف الدوام الجزئي ، فيما يبقى متكاسلا أحيانا عن البحث عن العمل عند تركه، مكتفيا بإطلاق السراح لخياله ورسم الأحلام التي تبدو صعبة التحقيق على أرض الواقع. بشكل عام، لا يبدو الشخص الذي يعاني من هذه المتلازمة مترددا قبل أن يلقي باللوم على غيره عند سير الأمور في الاتجاه الخاطئ، ذلك بعدما تنتهي الحجج والتبريرات التي يختلقها دوما، علما بأنه يعاني من الأزمات بمجرد مواجهة مواقف الحياة المعقدة، ويبقى فاقدا للرغبة في التطور وخائفا من التقييم السلبي من جانب الآخرين في نفس الوقت.
هل تتعامل أحيانا مع شخص تشعر بأنه يمارس سلوكيات الأطفال أو المراهقين الصغار رغم تجاوزه مرحلة البلوغ بسنوات طويلة؟ سواء تمثل ذلك في صورة رفض اتخاذ القرارات أو ربما تجنب القيام بأبسط المهام في المنزل أو العمل، فإن الأمر يتطلب الانتباه نظرا لأنه قد يكون واحدا من ضمن ضحايا متلازمة بيتر بان التي نكشف عن أسرارها في تلك السطور. متلازمة بيتر بان إن كنت قد قرأت من قبل رواية بيتر وويندي التي نشرت للمرة الأولى منذ أكثر من 100 عام، أو شاهدت أحد الأفلام التي بنيت حول تلك القصة الشهيرة، فلعلك تدرك الظاهرة العجيبة التي عاشتها الشخصية الرئيسية بيتر بان، والتي تتلخص في كونه طفلا لا يكبر أبدا، حينها بدا الأمر مثاليا حيث تشهد أحداث الرواية العالمية مغامرات لن تنتهي لطفل سيظل كما هو للأبد، بعكس ما يحدث على أرض الواقع لمن يعاني من متلازمة بيتر بان المشتقة منها. تكشف متلازمة بيتر بان والتي لا يمكن تصنيفها باعتبارها مرضا أو اضطرابا نفسي، عن رغبة دائمة في الراحة والاستمتاع بالوقت، بعيدا عن المسؤوليات التي يتركها الشخص في تلك الحالة لمن حوله من أفراد، وسواء كان ذلك في المنزل أو حتى في العمل، علما بأن النسبة الأغلب من ضحايا تلك المتلازمة هم من الرجال البالغين.
خيار آخر للعلاج هو العلاج الغمر. يتضمن هذا النوع من العلاج تدريجياً إضافة مسؤولية لإجبار الشخص على رؤية ما يفعله بشكل خاطئ وإجباره على التغيير. هذا ليس شيئًا فعالًا في كل مرة يتم تطبيقه ولكن يمكن أن يكون خطوة أولى جيدة. يمكن أيضًا تناول العلاج من جوانب أخرى ، مثل عدم وجود حافز للفرد أو حقيقة أنه مدمن على الكحول أو مدمن على المخدرات. هناك طرائق أخرى ، مثل تلك التي تسمى "قوة الشفاء من الصمت". تحاول إبقاء الفرد بعيدًا عن الأشياء التي يمكن أن تؤدي إلى الإدمان ، مثل مشاهدة التلفزيون وألعاب الكمبيوتر والإنترنت وشرب الكحول وتعاطي المخدرات. بدلاً من ذلك ، يحاولون التركيز على المشكلات الحقيقية التي يواجهونها بأنفسهم ؛ يبدأون في تعلم الأساسيات حول كيفية مواجهة عقبات الحياة. على الرغم من عدم وجود علاج ثابت لهذه المتلازمة ، فإن الفرصة الوحيدة لبدء العلاج تبدأ عندما يظهر الفرد استعداده ووعيه بمشكلته.. توقعات أكبر المضاعفات للأشخاص الذين يعانون من هذه المتلازمة هو عدم القدرة على بناء علاقات قوية. فشلوا في مواجهة مخاوفهم ومسؤولياتهم بنجاح وقد يصابون باضطرابات نفسية أخرى. هؤلاء الناس لديهم تدني احترام الذات ، وغالبًا ما يكونون غير متحمسين ومزاجهم مكتئب.