فلا أحد يحتاج ليقول أنا لدي سلطة عليك". ورأى أن "ثقافة التطرف موجودة في مصر"، وأن الدين "وسيلة الفرد الذي لا يمتلك الكثير لأن يقول أنا أفضل منك". وختم صادق: "رغم أن العاملين في مطاعم الطبقة الغنية هم أساساً من أبناء الطبقات الفقيرة، فإنهم لا يمارسون نفس الأفعال في هذه المطاعم، "لأن العامل يعرف أن ذلك سيتسبب في فقدانه العمل، فالعقوبة هي التي تمنعه عن هذه الممارسات".
يقول محفوظ لرصيف22: "لا يوجد أي نص قانوني أو دستوري يمنع المسلم أو غير المسلم من تناول الطعام في نهار رمضان، ولكن هناك بعض أفراد الشرطة الذين يفرضون على أصحاب المطاعم والمقاهي الإغلاق، أو أن يقدموا خدماتهم في الخفاء، بإغلاق نصف الباب وترك مساحة صغيرة للدخول والخروج". ويضيف أن القانون في المقابل ينص على جريمة تعرف باسم الامتناع عن تقديم خدمة، وهي جريمة عقوبتها الحبس. مسيرة جماهيرية من المسجد الحسيني نصرة للأقصى (فيديو) | شرق وغرب | وكالة عمون الاخبارية. صاحب مطعم: أعرف أن القانون لا يمنع تقديم الطعام في نهار رمضان، ولكن هناك عدداً من رجال الشرطة يرفضون ذلك، ويطلبون عدم تقديم الطعام لأن ذلك مجاهرة بالإفطار يؤكد عادل المصري، رئيس غرفة المنشأت السياحية والمطاعم باتحاد الغرف التجارية، أن الغرفة لم تقدم تعليمات للمطاعم بشأن الإغلاق في نهار رمضان أو الامتناع عن تقديم الخدمات للجمهور. ويصف ما يحدث بأنه نابع عن اجتهادات شخصية. ويوضح أن أي عميل تعرض لموقف مشابه، له الحق في تقديم شكوي إلى الغرفة، وسيتم بحثها مع وزارة السياحة وتحديد الجزاء المناسب، مشيراً إلى أن الغرفة لم تتلق أي شكوى مماثلة لشكوى السيدة المسيحية من قبل. على صفحته في فيسبوك، كتب المحامي البارز مالك عدلي ملاحظة مهمة حول الطبيعة الطبقية لمسألة الامتناع عن تقديم الخدمة في رمضان: "بمناسبة كشري التحرير وواقعة منعهم سيدة إنها تاكل قبل المغرب، فيه حاجة محتاجين حد بتاع اجتماع يرد عليهم، الوقائع دي تكاد تكون وقائع طبقية، يعني مرتبطة بالمكان ونوع الخدمة، بتحصل في محلات الكشري، الفول والطعمية وما شابه، وأكتر في المناطق الشعبية".
لكن العامل كان له رأي مختلف، فقال وسط الحضور لزملائه "طلب أستاذ عصام للغدا مش فطار"، وحرص على أن يكون صوته أعلى ما يمكن. "في هذه اللحظة شعرت بكراهية من كل من حولي، وشعرت بأنه أراد معاقبتي على الإفطار بأن يقوم بـ'تجريسي'، خاصة مع نظرته الوقحة والابتسامة المستهزئة التي ظهرت على شفتيه" يقول عصام: "في هذه اللحظة شعرت بكراهية من كل من حولي، وشعرت بأنه أراد معاقبتي على الإفطار بأن يقوم بـ'تجريسي'، خاصة مع نظرته الوقحة والابتسامة المستهزئة التي ظهرت على شفتيه". ويضيف: "لا أصوم لأسباب عقائدية، وأعتقد أني حر في ذلك، ورغم أنني لا أجاهر بالإفطار، لا آكل سوى في منزلي. فقد غيّرت مواعيد عملي إلى ما بعد الإفطار في رمضان. حتى شراء الطعام في نهار رمضان يمثل أزمة". ويكمل عصام: "عقب هذا الموقف، جربت أن أطلب من المطاعم القريبة عبر خدمة التوصيل للمنازل، إلا أنني فوجئت بأنها مغلقة، أو لا توصل الطعام إلى المنازل في نهار رمضان". في الوجدان الشعبي المصري، يعدّ فعل الإفطار في نهار رمضان مكروهاً، إذ يضم التراث أغنية هجائية يرددها الأطفال للمفطرين تقول كلماتها: "يا فاطر رمضان يا خاسر دينك... القطة السوداء هتاكل مصارينك (إمعاؤك)"، بينما تدعم الأعمال الفنية التي أنتجتها الدولة أو تنشرها عبر هيئة البث الرسمية ذلك التوجه في عدم احترام الحريات الفردية، والتشهير بالمفطرين والتضييق عليهم.