فإن لم يفعل ذلك: فإنه تعالى يقطع عنه تلك النعم، ويصب عليه أنواع البلاء والآفات ، فقال: ( إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة): أي: كلفنا هؤلاء أن يشكروا على النعم، كما كلفنا أصحاب الجنة ذات الثمار، أن يشكروا ويعطوا الفقراء حقوقهم "، التفسير: (30/ 607). قصة اصحاب الجنة في سورة القلم. ويقول الطاهر ابن عاشور: " والجملة مستأنفة استئنافا ابتدائيا ، دعت إليه مناسبة قوله: ( أن كان ذا مال وبنين إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين) [القلم: 14- 15] ؛ فإن الازدهاء والغرور بسعة الرزق ، المفضيين إلى الاستخفاف بدعوة الحق ، وإهمال النظر في كنهها ودلائلها: قد أوقعا من قديم الزمان أصحابهما في بطر النعمة ، وإهمال الشكر، فجر ذلك عليهم شر العواقب!! فضرب الله للمشركين مثلا بحال أصحاب هذه الجنة ، لعلهم يستفيقون من غفلتهم وغرورهم ، كما ضرب المثل بقريب منه في سورة الكهف، وضرب مثلا بقارون في سورة القصص "، التحرير والتنوير: (29/ 79). والخلاصة: أن الله ذكر حال الكفار بالنبي صلى الله عليه، وذكر أن ما هم فيه بلاء، وأن ما هم فيه من خير ونعمة، لا لكرامتهم وإنما استدراج لهم من حيث لا يشعرون ؛ فاغترارهم بذلك نظير اغترار أصحاب الجنة الذين حرمهم الله من ثمارها وخيرها ، جزاء طغيانهم وشحهم.
ما يستفاد من القصة: 1. الصدقة مرضاة للرب تطهر المال وتزكيه. 2. ما نقص مال من صدقة كما جاء عن رسول الله صل الله عليه وسلم. 3. مخالفة أمر الله تجلب المشقة والهلاك. 4. عقوبة الكافر بأنعم الله في الدنيا والآخرة. 5. كان أصحاب الجنة من أهل الكتاب من اليمن وقيل من الحبشة.
قصة أصحاب الجنة في سورة القلم - ملا حبيب الدرازي - ليلة ٢٢ رمضان ١٤٤٣هـ - YouTube