وأما القسم الثاني: فهو قسم الأذكار المأثورة، التي ورد فيها هذا اللفظ ، فالمشروع ، حينئذ: أن يتقيد الذاكر بالصيغة المروية في الذكر، بلفظها. وقد ورد هذا الذكر في عدة مواطن ، صح منها ثلاثة مواضع: الموضع الأول: أن يقولها المسلم دون قيد بموضع أو زمن. والحديث فيه أخرجه أبو داود في "سننه" (1529) ، من حديث أبي سعيدِ الخدريَّ ، أن رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلم - قال: مَنْ قال: رَضيتُ بالله رَبّاً ، وبالإسلامِ ديناً ، وبمحمَدِ رَسولاً ، وَجَبَتْ له الجنَّةُ. والحديث صححه الشيخ الألباني في "صحيح أبي داود" (1368). وهنا جاء اللفظ:" وبمحمد رسولا ". الموضع الثاني: عند سماع المؤذن. والحديث فيه أخرجه مسلم في "صحيحه" (386) ، من حديث سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا ، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا ، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا ، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ. رضيت بالله ربا بالاسلام دينا وبمحمد نبيا - YouTube. وقد جاء اللفظ هنا أيضا: " وبمحمد رسولا ".
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم: (140759). والله أعلم.
وكان يسمى ديوان العلم ، قال ابن القاسم: لو مات ابن عيينة لضربت إلى ابن وهب أكباد الإبل ، ما دون العلم أحد تدوينه ، وكانت المشيخة إذا رأته خضعت له ". الدليل الثاني: أن السياق الثاني أخرجه واختاره الإمام مسلم رحمه الله ، وانتقاء مسلم أولى من انتقاء غيره ، فقد أجمعت الأمة على جلالة صحيحه ودقته وحسن انتقائه. الدليل الثالث: ثم إن الطبراني في " المعجم الأوسط " (8/317)، والبيهقي في " شعب الإيمان " (6/ 118) روياه من طريق عبدالله بن صالح ، عن عبدالرحمن بن شريح ، عن أبي هانئ ، باللفظ الذي روى به عبدالله بن وهب عن أبي هانئ ، ما يدل على أن الأصل الثابت هو سياق حديث عبد الله بن وهب. رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا. ثانيا: يقول ابن القيم رحمه الله – في التعليق على هذا الحديث ، وحديث ( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد رسولا) -: " هذان الحديثان عليهما مدار مقامات الدين ، وإليهما تنتهي ، وقد تضمنا الرضا بربوبيته سبحانه وألوهيته ، والرضا برسوله والانقياد له ، والرضا بدينه والتسليم له ، ومن اجتمعت له هذه الأربعة فهو الصديق حقا. وهي سهلة بالدعوى واللسان ، وهي من أصعب الأمور عند الحقيقة والامتحان ، ولا سيما إذا جاء ما يخالف هوى النفس ومرادها.
عن أبي سعيد الْخُدْرِي -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ رَضِيَ بالله رَبًّا، وبالإسلام دِيْنًا، وبمحمد رسولًا، وجَبَتْ له الجنة»، فَعَجِبَ لها أبو سعيد، فقال: أَعِدْهَا عَلَيَّ يا رسول الله، فَأَعَادَهَا عليه، ثم قال: «وأُخْرَى يَرْفَعُ الله بها العَبْد مائة دَرَجَة في الجنة، ما بين كل دَرَجَتَينِ كما بين السماء والأرض» قال: وما هي يا رسول الله؟ قال: «الجهاد في سَبِيل الله، الجهاد في سَبِيل الله». [ صحيح. ] - [رواه مسلم. حول الألفاظ الواردة في قوله صلى الله عليه وسلم :" رضيت بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد رسولا " - الإسلام سؤال وجواب. ] الشرح معنى الحديث: أن مَنْ آمن بالله ربَّا وبالإسلام دِيناً وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- رسولاً وجبت له الجنة. وفي رواية عند أحمد: "يا أبا سعيد ثلاثة من قالهن: دخل الجنة" قلت: ما هن يا رسول الله؟ قال: "من رضي بالله رباًّ، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً". فلما سمع أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- هذه المقولة من النبي -صلى الله عليه وسلم- تَعَجَّب لها وطلب من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يعيدها عليه مرة أخرى، فأعَادها عليه، -عليه الصلاة والسلام-، ثم قال له: "وأُخْرَى" أي: من أعمال البِرِّ والطاعات " يَرْفَعُ الله بها العَبْد مائة دَرَجَة في الجنة، ما بَيْن كل دَرَجَتَينِ كما بَيْن السماء والأرض".
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فعن رجل من الصحابة رضي الله عنه مرفوعًا: « مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ، وَحِينَ يُمْسِي: رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالإسْلاَمِ دِيناً، وَبِمُحَمَّدٍ -صلَّى الله عليه وسلَّم- نَبِيًّا، كَانَ حَقّاً عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَة » (صححه لغيره محقق العمل للنسائي، ومحقق صحيح الأذكار وضعيفة). وهذا الحديث جاء من حديث المُنيذر رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: « من قال إذا أصبح: رضيتُ بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم نبياً فأنا الزعيم لآخذنَّ بيده حتى أُدخِلَهُ الجن َّةَ » (رواه الطبراني، وحسَّنه الألباني). معاني ألفاظ الحديث: 1- « رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا »: يعني قنعت به واكتفيت، فهو ربي ومعبودي. 2- « وَبِالإسْلاَمِ دِينـًا »: أي رضيت به دينـًا ألتزم بتعاليمه وأطبق شريعته، ولم أسعَ في غير طريقه. 3- « وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيًّا »: أي رضيت به نبيًا رسولاً، ورضيت بطاعته والتزام شريعته. رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا - YouTube. الشرح: الله تعالى هو الإله الحق، والرب الحق الذي لا تنبغي الألوهية والربوبية إلا له وحده لا شريك له، وما سواه من الآلهة والمعبودات فباطلٌ زائلٌ؛ فهو المعبود بحق، وكل ما دونه باطل.