[1] 01 شرح كتاب وظائف رمضان فتاوى ذات صلة
ثالثًا: اعلم أن حفظ القرآن الكريم شرف عظيم ومرتبة عالية، لا ينالها الكسالى وضِعاف الهمم، فهي تستحق منا بذل الجهد وتفريغ الوقت. ولذلك ينبغي أن تجاهد نفسك وتصبِّرها على ما تعاني، فأنت مأجور على كل حرف تقرؤه من كتاب الله، سواء كان ذلك للحفظ أو لمجرد القراءة، ولكن بذل الجهد في الحفظ والصبر على مشقَّتِه شيء زائد على مجرد القراءة وأعظم أجرًا؛ ففي البخاري: (4937)، عن عائشة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَثَلُ الذي يقرأ القرآن، وهو حافظ له مع السَّفَرة الكرام البَرَرةِ، ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد، فله أجران)). فينبغي أن تبذل في الحفظ ما استطعت، وإذا لم تستطع، فعليك بكثرة التلاوة. رابعًا: تربية النفس على العبادة: وينبغي أن يربيَ العبد نفسه على عبادة ربه، وأن يتدرج بها حتى تصل إلى مراتب العُبَّاد، ولا شك أن العبادة شيء شاق، ويتطلب كثيرًا من الجهد والمجاهدة، لحمل النفس على العبادة. نتكلم عن تربية النفس على العبادة من خلال بعض النقاط، ومنها: أولًا: العلم بها؛ لأن مَن يعبد الله على جهل وقع في البدع. ثانيًا: معرفة فضلها. فتور في العبادة النفي والاثبات. ثالثًا: المسارعة إليها. رابعًا: الاجتهاد فيها.
هل تحب الكوكيز؟ 🍪 نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة على موقعنا. يتعلم أكثر تابعنا شاركها
16 رمضان 1442 ( 28-04-2021) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: - الفتور، وما أدراك ما الفتور؛ داءٌ عضال.. لابُدَّ وأنْ يصيب السالكين.. إلَّا مَن رحم الله.. وتأتي التساؤلات كيف نعالج هذا الفتور ؟ أوَّلًا: الاستعانة بالله عزَّ وجلَّ؛ فإنه لا يدرك خير إلا بعونه.. مستحضرين مقام ﴿ إياك نعبد وإياك نستعين ﴾ مرددين بلسان المقال مع صدق الحال: "اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ". ثانيًا: دوام المجاهدة والدأب؛ وصدق الإلحاح والطلب؛ مستحضرين حلو عاقبة: ﴿ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ﴾. ثالثًا: الرفق بالنفس، وإعطاؤها شيئًا من الفسحة؛ حتى تنشط للعمل. رابعًا: تنويع العمل الصالح وتجديد الطاعة بعد الطاعة وعدم قصر النفس على لون واحد من التعبد؛ ففي ذلك إجمام للنفس وتطرية لها.. فإذا سئمت النفس من عمل، انتقلت إلى آخر؛ حتى تكون هي التي تشتاق إلى ذلك العمل؛ فتجد له خفة ونشاطا ولذة وحلاوة. ما علاج فتور الناس عن العبادة بعد رمضان؟. قال ابن القيِّم -رحمه الله -: " فتخلل الفترات للسالكين = أمر لازم لا بد منه. فمن كانت فترته إلى مقاربة وتسديد، ولم تخرجه من فرض، ولم تدخله في محرم رُجيَ له أن يعود خيرًا مما كان ".
• فأكمل طريقك إلى الله حتى ولو زحفاً.. مُقصر في الصلاة ؟ صل رغم التقصير ، لكن لا تقطعها وإجتهد ما استطعت.. حجابك يا أختي ليس كامل ؟ إستمري عليه ، وحاولي تحسينه ، لكن لا تخلعيه.. تقرأ القرآن بشكل متقطع ؟ إستمر على ما أنت عليه ، وإياك أن تهجره.. فتور في العبادة لغير الله. وهكذا في كل العبادات.. لا يكن تقصيرك سبب التوقف عن الخير ، ولا تقطع حبالك مع الله.. • إبن القيم رحمه الله يقول {لا يزال المرء يعاني من الطاعة ، حتى يألفها ويحبها ، فيقيض الله له ملائكة تؤزه إليها أزاً ، توقظه من نومه إليها ، ومن مجلسه إليها}.. فإياك وترك سترة العبادة مهماكانت مرقعة. وأعلم أن ربنا جل وعلا لن يتركك أبداً ، وسيعينك إذا رأى منك صدق الإِقبال عليه،والإصرار على الطاعة.. • تذكر دائماً قول الله تعالى في الحديث القدسي ﴿ومن تقَرَّب إليَّ شِبراً ، تقَرَّبتُ منْه ذِراعاً ، ومَنْ تقَرَّب مني ذِراعاً، تقَرَّبت مِنْه باعاً ، ومن أَتاني يَمْشِي أتَيتُهُ هرْوَلَة ﴾. فإستمسك بالعبادة ولو كنت مقصراً ، و إستعن بالله ولا تعجز ، و لا تخلع عن نفسك سترة العبادة مهما إعتقدت أنها مرقعة.