واجه سيدنا يوسف الكثير من المعاناة في حياته وأشتد عليه الظلم وقساوة البشر، كما إنه سجن لسنوات عديدة، ولكن كل هذه الأحداث لم تقلل من إيمانه بالله وتحليه بالصبر وحسن الخلق. وكان متحملا لكل الصعاب ويثق دائما أن فرج الله قريب، وأن الله سينصره ويعوضه خيرا. رؤية سيدنا يوسف عليه السلام في ليلة من إحدى الليالي رأى يوسف في منامه أن أحد عشر كوكبا والشمس والقمر يسجدون له. قال سيدنا يوسف رؤيته لأبيه، فحذره أبوه من أن يقص رؤياه على أحد من أخواته، خوفا عليه من حقد أخوته وغيرتهم منه، بسبب حب أبيه له أكثر منهم. ولكن عرف أخواته بهذه الرؤية بطريقة ما، فأدى ذلك إلى اشتعال الحقد والغيظ في نفوسهم وأصبحوا يكنون له الشر. قصة سيدنا يوسف الصديق عليه السلام من قصص القرآن الكريم للأطفال. فكر أخواته في أذيته وقرروا أن يتخلصوا من أخيهم برميه في البئر، حتى لا يكون هو المفضل عند أبيهم. وفي أحد الأيام طلبوا من أبيهم أن يأخذوا يوسف معهم للعب والمرح، وبعد الكثير من الإلحاح وافق أبيهم ولكنه وصآهم عليه. لم يستمعوا لهذه التوصية وقاموا برميه في البئر، وأخذوا منه قميصه وقاموا بوضع شيء من الدم، حتى يخدعوا والدهم بأن الذئب قد أكله. ظل يوسف في البئر يبكي خوفا من الظلام والوحدة، ولكنه سمع قدوم قافلة تقترب من البئر لتشرب، وإذا هم يروا يوسف فأخذوه عبدا، وعرضوه في سوق العبيد، وقد اشتراه ملك ذو جاه ومال وأخذه معه إلى قصره.
-10 نظم يوسف أمر البلاد، وأدار دفة المنصب الذي وُكل إليه إدارة رائعة، وادَّخر في سنوات الخصب الحب في سنابله، لمواجهة الشدة في سنوات القحط، وجاءت سنوات القحط التي عمت مصر وبلاد الشام، فقام بتوزيع القوت ضمن تنظيم حكيم عادل. -11 علمت أسرته في أرض الكنعانيين بأمر في مصر، فوفد إخوته إلاّ شقيقه بنيامين إلى مصر طالبين الميرة، لأن أباه -سيدنا يعقوب- صار حريصاً عليه بعد أن فقد ولده يوسف، فلما رآهم يوسف عليه السلام عرفهم، وأخذ يحقق معهم عن أسرتهم وعن أبيهم، واستجرَّ منهم الحديث فأخبروه عن بنيامين، فأعطاهم ميرتهم ورد لهم فضتهم في أوعيتهم، وكلفهم أن يأتوا بأخيهم بنيامين في المرة الأخرى، وإلا فليس لهم عنده ميرة، فوعدوه بذلك. -12 ذكروا لأبيهم ما جرى لهم في مصر، والشرط الذي شرطه عليهم العزيز، وبعد إلحاح شديد ومواثيق أعطوها من الله على أنفسهم، أذن لهم يعقوب عليه السلام بأن يأخذوا معهم أخاهم بنيامين. قصه يوسف عليه السلام للاطفال تحميل. -13 ولما وفدوا على يوسف عليه السلام دبَّر لهم أمراً يستبقي فيه أخاه بنيامين عنده، فكلف غلمانه أن يدسوا الإِناء الفضيّ الذي يشرب به في رحل أخيه بنيامين. ولما حملوا ميرتهم عائدين إلى بلادهم أرسل الجنود للبحث عن سقاية الملك، فوجدوها في رحل بنيامين فأخذوه، وكان أمراً شديد الوقع على قلوبهم، وعادوا إلى يوسف يرجونه ويتوسلون إليه أن يخلي سبيل أخيهم، وعرضوا عليه أن يأخذ واحدا منهم مكانه، إلا أنه رفض.
نشأة سيدنا يوسف في بيت العزيز أستقر حال سيدنا يوسف في بيت عزيز أو أمير مصر لسنوات عديدة، حتى أشتد وكبر وأصبح شابا جميل الشكل عظيم الخلق. بدأت زوجة العزيز تتعلق به وتفتن لجماله حتى أحبته، ونسيت إنه تربى في بيتها منذ أن كان طفلا صغير، وقد كانت بمثابة أم له. وصل بها الحال أن تطلب منه فعل الفاحشة معها والعياذ بالله. ولكن قوة إيمان سيدنا يوسف وخوفه من الله وعقابه جعلوه يمتنع عن فعل ذلك والرفض بشدة. رفضه لها جعلها تشعر بالغل والغيظ وأصبحت تريد الانتقام منه. فدبرت له المكيدة ورمته في السجن حتى يندم ويوافق على طلبها. ويمكن التعرف على المزيد من خلال: قصة سيدنا بلال بن رباح للأطفال وإسلامه وزوجته ومنزلته ووفاته سجن سيدنا يوسف وتحقيق براءته ظل يوسف سنوات عديدة في السجن يشعر بمرارة الظلم والقهر، وفي هذا الوقت أشتهر بين السجناء بموهبته في تفسير الأحلام. وبالفعل قام بتفسير بعض أحلام المسجونين، وكان التفسير واضح وصريح وكان يتحقق بإذن الله. قام بتفسير حلم أحد المسجونين بأنه سوف يخرج قريبا من السجن، ولكن طلب منه ألا ينساه ويحاول مساعدته للخروج. وبعد خروج صاحبه من السجن، مرت سنوات عديدة أخرى وقد نسى صاحبه طلب يوسف عليه السلام حتى حدث شيء غريب.