تفسير و معنى الآية 90 من سورة مريم عدة تفاسير - سورة مريم: عدد الآيات 98 - - الصفحة 311 - الجزء 16. ﴿ التفسير الميسر ﴾ تكاد السموات يتشقَّقْنَ مِن فظاعة ذلكم القول، وتتصدع الأرض، وتسقط الجبال سقوطًا شديدًا غضبًا لله لِنِسْبَتِهم له الولد. تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا. ﴿ تفسير الجلالين ﴾ «تكاد» بالتاء والياء «السماوات يتفطرن» بالتاء وتشديد الطاء بالانشقاق وفي قراءة بالنون «منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدّا» أي تنطبق عليهم من أجل. تكاد السماوات يتفطرن من أجل. ﴿ تفسير السعدي ﴾ من عظيم أمره أنه تَكَادُ السَّمَاوَاتُ على عظمتها وصلابتها يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ أي: من هذا القول وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ منه، أي: تتصدع وتنفطر وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أي: تندك الجبال. ﴿ تفسير البغوي ﴾ ( تكاد السماوات) قرأ نافع " يكاد " بالياء هاهنا وفي " حم عسق " لتقدم الفعل وقرأ الباقون بالتاء لتأنيث السموات ( يتفطرن منه) هاهنا وفي " حم عسق " بالنون من الانفطار أبو عمرو وأبو بكر ويعقوب وافق ابن عامر وحمزة هاهنا لقوله تعالى: " إذا السماء انفطرت " ( الانفطار: 1) و " السماء منفطر " ( المزمل: 18) وقرأ الباقون بالتاء من التفطر ومعناهما واحد يقال: انفطر الشيء وتفطر أي: تشقق.
النحاس: هدا مصدر لأن معنى تخر تهد وقال غيره: حال أي مهدودة أن دعوا للرحمن ولدا أن في موضع نصب عند الفراء بمعنى لأن دعوا ومن أن دعوا فموضع أن نصب بسقوط الخافض وزعم الفراء أن الكسائي قال: هي في موضع خفض بتقدير الخافض وذكر ابن المبارك: حدثنا مسعر عن واصل عن عون بن عبد الله قال: قال عبد الله بن مسعود: إن الجبل ليقول للجبل يا فلان هل مر بك اليوم ذاكر لله ؟ فإن قال نعم سر به ثم قرأ عبد الله وقالوا اتخذ الرحمن ولدا الآية قال: أفتراهن يسمعن الزور ولا يسمعن الخير ؟!
( وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا) أي: تنكسر كسرا. وقيل: ( وتنشق الأرض) أي: تنخسف بهم " والانفطار " في السماء: أن تسقط عليهم ( وتخر الجبال هدا) أي تنطبق عليهم ﴿ تفسير الوسيط ﴾ وقوله- سبحانه-: تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ... في موضع الصفة لقوله إِدًّا. أى: لقد جئتم بقولكم هذا أمرا منكرا فظيعا، تكاد السموات يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ أى:يتشققن من هوله، من التفطير بمعنى التشقيق، يقال: فلان فطر هذا الشيء يفطره- بكسر الطاء وضمها- إذا شقه. وقرأ حمزة وابن عامر ينفطرن من الانفطار وهو الانشقاق- أيضا-. تكاد السماوات يتفطرن منه. وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ أى: وتتصدع الأرض من عظمه، وتنخسف بهؤلاء القائلين ذلك القول الفاسد، وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا أى: وتسقط الجبال مهدودة- أيضا- من فظاعة هذا القول. يقال: هذا الجدار يهده- بضم الهاء- هدا: إذا هدمه.
ولذا عبر عن هذه الدلالة بالتسبيح والتنزيه. ولعل ما أشرنا إليه أولى وأدق ، وليس مراد من نسب الولد إليه عز وجل إلا الشرك فتأمل ، والجمهور على أن الكلام لبيان بشاعة تلك الكلمة على معنى أنها لو فهمتها الجمادات لاستعظمتها وتفتت من بشاعتها. ونحو هذا مهيع للعرب ، قال الشاعر: لما أتى خبر الزبير تواضعت سور المدينة والجبال الخشع وقال الآخر: فأصبح بطن مكة مقشعرا كأن الأرض ليس بها هشام وقال الآخر: ألم تر صدعا في السماء مبينا على ابن لبينى الحارث بن هشام إلى غير ذلك وهو نوع من المبالغة ويقبل إذا اقترن بنحو كاد كما في الآية الكريمة ، وقد بين ذلك في محله.