إذ حينها أنتَ تتقدم بشكوى لخصمك واضعاً إياه موضع القاضي الذي يفصل بينك وبين نفسه وما ارتكب، فهل سيقف ضد نفسه معك! ؟ طبعاً لن يدين نفسه طائفيٌ مفسدٌ وإنما بأفضل الأحوال سيمرر الشكوى بلعبة تعيد إنتاج الوضع بحيل ماكرة تكرّس الابتزاز وتتحول به إلى وضع نوعي أقسى وأشد بفظاعاته…. ويوم قيل بيت الشعر فيك الخصام وانت الخصم والحكم؛ فربما كان يُرتجى شيء لأنّ الأوضاع لم تنحدر إلى ما تدنت وانحدرت فيه من قعر الهوة السحيقة الراهنة.. منتديات ستار تايمز. أما وقد مضى ما يقارب العقدين على تصنيع هذا النظام، فإن الوقاع يقول ومضى قطار العمر أيها المعمّر فعمرك بعمر الوطن وتشكيل دولته الحديثة وقوى التنوير يوم بدا الحراك كانت أقوى وأروع اثراً حتى أن تضحيات تلك اليام مازالت الأجيال تحترم بسببها نزاهة ووطنية وسلامة المسار… لا تضيّعوا نصاعة التاريخ!
ثمة فارق بسيط بين ثورات الربيع العربي وما نحن فيه اليوم عقب هذا الفيلم التاريخي، ألا وهو أن الثورات قام بها ثوار أحرار، في حين أن ما نحن فيه موجه ومرهون بفزعة وقرار.
بل إن الموضوع يصبح أكثر أهمية وأقوى تأثيرا عندما ترتفع حدة التغيير، سواء التغييرات الداخلية التي نتحكم فيها أو الخارجية التي نتأثر بها. فالتحول الجذري ـــ مقارنة بالتغيير المنفرد ـــ يحتاج إلى عناية خاصة واهتمام دقيق ليصنع ثقافة أداء تواكب الممارسات الجديدة، وإلا صنعت الفوارق مزيدا من التناقضات. من لا يهندس قنوات الماء في حديقته بشكل جيد، لا يحق له لوم الماء ولا اتهام الأرض حين يفشل في ري مزروعاته، ستتحول حديقته نتيجة لأعماله إلى مستنقع عفن أو تختفي المياه وتجف الأرض؛ المسؤولية تقع بالكامل عليه إذ قام بالتخطيط أولا وأتيحت له الإدارة لاحقا. لصنع ثقافة الأداء يتطلب الأمر أكثر من أدوات ممتازة للقياس أو مؤشرات محكمة للمتابعة. البداية تكون بعقد النية والتصميم على إدارة التغيير الثقافي داخل المنظمة والإسهام في التأثير فيه بشكل إيجابي، وهذا يعني أن تعتقد قيادة المنظمة أولا بأهمية وأولوية هذا الأمر. مؤشرات الأداء .. (أنتَ الخصمُ والحكَم) – كير فِكري CareFekry. وهو أمر لا يمكن تنفيذه إلا بشفافية وانفتاحية غير معتادة؛ لا يملك الشجاعة للقيام بها ـــ محليا ـــ إلا قلة معدودة من القادة الأكفاء. وفي بيئة كانت غائبة عن ثقافة الأداء يتطلب الأمر مجهودا مكثفا غير اعتيادي من التواصل النشط والرسائل الإيجابية والحضور "كقدوة" تمثل واقعا حقيقيا يمكن الاعتقاد به وليس مجرد ادعاءات يسهل شرخها والسخرية منها.
تخطى إلى المحتوى محاولات الربط بين الأهداف والعمل اليومي لصنع نتائج مختلفة جعلتنا نتحول إلى عالم جديد تحيط به مؤشرات الأداء من كل جانب، حتى شبكة الألياف البصرية أصبحت أسرع نموا حول منازلنا استجابة لمثل هذه المؤشرات "الإيجابية" التي أصبحت تؤَسس بشكل أفضل من السابق. هناك بعض الجهات الحكومية تبحث عن "عملاء" ترضيهم، وتقييم أداء الموظفين أصبح يباغت الموظفين بأشكال متطورة الأدوات. الشركات كذلك اضطرت لمراجعة استراتيجياتها ومواءمة أهدافها وأعمالها مع الواقع الجديد. ولكن، لا يزال الفراغ موجودا بين تطبيق ممارسات مراقبة الأداء وبين ثقافة الأداء في المنشآت والمجتمع عموما. وهذا الفراغ خطير إذ يقوض جزءا كبيرا من التطور الحاصل. يا أعدَلَ النّاسِ إلاّ في مُعامَلَتي فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَمُ أنَامُ مِلْءَ جُفُوني عَنْ شَوَارِ… | Instagram story, Life quotes, Arabic poetry. بل إن المشكلة أن هذا الفراغ يصنع ثقافة سلبية جديدة (أو يطور ثقافة سلبية موجودة) تتمثل في الاهتمام بالشكل بدلا عن الجوهر، ونرى ذلك في تعبئة النماذج وضعف التطبيق، وفي تقديم التقارير وغياب الأثر. وهذه ثقافة خطيرة إن تأصلت كسلوكيات مقبولة وممارسات "عادية" غير مستغربة. بل إن المصيبة أن هذا النوع من الظواهر يمتد ويتنقل بين الأعمال والمنازل والمجموعات والأسر ويعزز ظواهر سلبية أخرى مثل وأد المبادرات والسخط المتكرر والتقاعس المجتمعي.
ثم والت الحكومة نهجها المعتاد فقامت بما قامت به دون أي استشارة مسبقة مع أصحاب الشأن أنفسهم من الأشخاص ذوي الإعاقة ومنظماتهم لتكرس مرةً أخرى وليست أخيرة التوجه الإقصائي لأصحاب القضية من قضاياهم.
يا أعدل الناس إلا في مخاصمتي.. فيك الخصام وأنت الخصم والحكم 😂 - YouTube