السابق التالي قال عز وجل: { وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً من المجرمين} فعلى الداعية أن يقابل ذلك بالصبر وانظر إلى قول الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم: {إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلاً} كان من المنتظر أن يقال فاشكر نعمة ربك ولكنه عز وجل قال: { فاصبر لحكم ربك}محمد بن صالح العثيمين محمد بن صالح العثيمين
وقوله: ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين) أي: كما حصل لك - يا محمد - في قومك من الذين هجروا القرآن ، كذلك كان في الأمم الماضين; لأن الله جعل لكل نبي عدوا من المجرمين ، يدعون الناس إلى ضلالهم وكفرهم ، كما قال تعالى: ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون) [ الأنعام: 112 - 113]; ولهذا قال هاهنا: ( وكفى بربك هاديا ونصيرا) أي: لمن اتبع رسوله ، وآمن بكتابه وصدقه واتبعه ، فإن الله هاديه وناصره في الدنيا والآخرة. وإنما قال: ( هاديا ونصيرا) لأن المشركين كانوا يصدون الناس عن اتباع القرآن ، لئلا يهتدي أحد به ، ولتغلب طريقتهم طريقة القرآن; فلهذا قال: ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا).
31- "وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً من المجرمين" هذا تسلية من الله سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم، والمعنى: أن الله سبحانه جعل لكل نبي من الأنبياء الداعين إلى الله عدواً يعاديه من مجرمي قومه، فلا تجزع يا محمد، فإن هذا دأب الأنبياء قبلك واصبر كما صبروا "وكفى بربك هادياً ونصيراً" قال المفسرون: الباء زائدة: أي كفى ربك، وانتصاب نصيراً وهادياً على الحال، أو التمييز: أي يهدي عباده إلى مصالح الدين والدنيا وينصرهم على الأعداء. فعزاه الله تعالى فقال: 31- "وكذلك جعلنا"، يعني: كما جعلنا لك أعداء من مشركي قومك كذلك جعلنا، "لكل نبي عدواً من المجرمين"، يعني: المشركين. قال مقاتل: يقول لا يكبرن عليك، فإن الأنبياء قبلك قد لقيت هذا من قومهم، فاصبر لأمري كما صبروا، فإني ناصرك وهاديك، "وكفى بربك هادياً ونصيراً". 31ـ " وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً من المجرمين " كما جعلناه لك فاصبر كما صبروا ، وفيه دليل على أنه خالق الشر ، والعدو يحتمل الواحد والجمع. " وكفى بربك هادياً " إلى طريق قهرهم. " ونصيراً " لك عليهم. 31. التفريغ النصي - تفسير سورة الفرقان [30 - 33] - للشيخ أحمد حطيبة. Even so have We appointed unto every Prophet an opportent from among the guilty; but Allah sufficeth for a Guide and Helper.
⁕ حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال، ثنا هشيم، عن مغيرة، عن إبراهيم، في قول الله: ﴿إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾ قال: قالوا فيه غير الحقّ، ألم تر إلى المريض إذا هذي قال غير الحق. وقال آخرون: بل معنى ذلك: الخبر عن المشركين أنهم هجروا القرآن وأعرضوا عنه ولم يسمعوا له. ⁕ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قول الله: ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾ لا يريدون أن يسمعوه، وإن دعوا إلى الله قالوا لا. وقرأ ﴿وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ﴾ قال: ينهون عنه، ويبعدون عنه. قال أبو جعفر: وهذا القول أولى بتأويل ذلك، وذلك أن الله أخبر عنهم أنهم قالوا: ﴿لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه﴾ ، وذلك هجرهم إياه. (5) مراجعة قوله تعالى {ويوم يعض الظالم على يديه} الآية 27 إلى قوله تعالى {الذين يحشرون على وجوههم} الآية 34 - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك. * * * وقوله: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ﴾ يقول تعالى ذكره لنبيه محمد ﷺ: وكما جعلنا لك يا محمد أعداء من مشركي قومك، كذلك جعلنا لكل من نبأناه من قبلك عدوّا من مشركي قومه، فلم تخصص بذلك من بينهم. يقول: فاصبر لما نالك منهم كما صبر من قبلك أولو العزم من رسلنا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
فلينظرِ العبدُ لنفسِهِ وقتَ الإمكانِ وليتداركَ المُمكنَ قبلَ ألَّا يُمكنَ، وليوالِ مَن ولايتُهُ فيها سعادتُهُ ويعادي مَن تنفعُهُ عداوتُهُ وتضرُّهُ صداقتُهُ. واللهُ الموفِّقُ. قالَ اللهُ تعالى: {وقالَ الرسولُ يا ربِّ إنَّ قومي اتَّخذُوا هذا القرآنَ مهجوراً... } الآيات، {وقالَ الرسولُ} مُنادياً لربِّهِ وشاكياً عليهِ إعراضَ قومِهِ عمَّا جاءَ بهِ، ومُتأسِّفاً على ذلكَ منهم: {يا ربِّ إنَّ قومي} الَّذي أرسلْتَني. - الشيخ: إنَّ قومي؟ - القارئ: الّذي - الشيخ: الّذينَ - طالب: الذينَ - القارئ: إلي عندي "الّذي " - الشيخ: لا، "الّذين" - القارئ: {يا ربِّ إنَّ قومي} الَّذينَ أرسلْتَني لهدايتِهم وتبليغِهم، {اتَّخذُوا هذا القرآنَ مهجوراً} أي: قد أعرضُوا عنهُ وهجرُوهُ وتركُوهُ معَ أنَّ الواجبَ عليهم الانقيادُ لحُكمِهِ والإقبالُ على أحكامِهِ. - الشيخ: لا إله إلَّا الله، لا إله إلَّا الله. - القارئ: والمشيُ خلفَهُ، قالَ اللهُ مُسلّياً لرسولِهِ ومُخبِراً أنَّ هؤلاءِ الخلقَ لهم سلفٌ صنعُوا كصنيعِهم فقالَ: {وكذلكَ جعلْنا لكلِّ نبيٍّ عدواً مِن المجرمين} أي: مِن الَّذينَ لا يصلحون للخيرِ ولا يزكون عليهِ يعارضونَهم ويردُّون عليهم ويجادلُونهم بالباطلِ، مِن بعضِ فوائدِ ذلكَ أنْ يعلوَ الحقُّ على الباطلِ وأن يتبيَّنَ الحقُّ ويتَّضحَ اتِّضاحاً عظيماً؛ لأنَّ معارضةَ الباطلِ للحقِّ ممَّا تزيدُهُ وضوحاً وبياناً وكمالَ استدلالٍ، وأنْ نتبيَّنَ ما يفعلُ اللهُ بأهلِ الحقِّ مِن الكرامةِ وبأهلِ الباطلِ مِن العقوبةِ، فلا تحزنْ عليهم.