إنه فنٌّ توهنه القيود، ولا يهم أن تكون هذه القيود محتوية، أو هدنية "الاحتواء" وهدنية "المنع والمصادرة". وعليه يمكن القول إن المسرح السوري تعلم السباحة، فعلياً، في بحر السياسة العكِر، ومن دون أن يخدش قوارب الأسياد، ففي مسرحية "ضيعة تشرين" عام 1974، على سبيل المثال، يتحدّى الممثل دريد لحام مع محمد الماغوط الصيغ المحدّدة الشائعة للحقيقة، ويسخر من السلطة الرسمية وهو يقصّ بشكل رمزي قصة ضياع الأرض المحتلة. مسلسل ابواب الخوف الحلقة 9. في هذه المسرحية يأتي اللصوص ويسرقون الكرم، وهو مهر إحدى العرائس. إثر ذلك، يقرّر المختار أنّ أفضل طريقة للتعامل مع الموقف تكمن بإيجاد عداوات بين القريتين حتى يتمّ نسيان الكرم. خلال سياق الأحداث، يجري عزل المختار ويأتي بديل ليأخذ موقعه، ويعقبه آخر وآخر. وكلّ واحد يقدّم خطاباً وطنياً للقائد "الأصيل"، بينما يحذّر المواطنين من المؤامرات السياسية. في جوهرها، تسترد هذه المسرحية ظاهرة تقديس حافظ الأسد من الحطام النقدي، باختراع نهاية مُرضيةٍ تحتفل ببطولة المختار الأخير، الذي يُجري إصلاحاتٍ جدّية ويكرس نفسه لاستعادة الكرم، وينجح في ذلك على وقع الموسيقى الوطنية، فـ"ضيعة تشرين" إذاً يمكن أن تعمل ضمن سياق النقد السياسي المسموح به رسمياً، لأنها يمكن أن تُقرأ جزئياً على أنها تلائم الأسد في عالم التعظيم والتخليد، واحترام الوطنية، واستعادة الحقوق.
إلا أنه ينجح في عمل العديد من التحقيقات الصحفية الناجحة التي تنال إعجاب رئيس التحرير، من تأليف محمود دسوقي وأحمد خالد ومحمد سليمان عبد المالك، وإخراج أحمد خالد. أبواب الخوف"، كانت بداية سلسلة طويلة مليئة بالغموض والتشويق عن القتل والدم والسحر والشعوذة والجن وأسراره في 2011، فتح مسلسل "أبواب الخوف"، سلسلة من "دراما الرعب"، هو من بطولة عمرو واكد ومؤلف العمل محمود دسوقي، سماه أبطاله "أول مسلسل رعب في تاريخ الدراما العربية"، واستغرق تحضيره 3 سنوات.
وخشية إسرائيل والولايات المتحدة من إنهيارها، خلال الفترة الماضية استمرت إسرائيل بسياساتها، وتقديم تسهيلات إسرائيلية للسلطة للحفاظ على بقائها واستمراراها عبر مساعدات اقتصادية، وزيادة عدد العمال الفلسطينيين، لشراء سكوتهم ويعملوا في ظروف قاسية وبدون أي حقوق، لمنع اي مقاومة والتي تم تجريفها من قبل الاجهزة الامنية، وساد شبه استقرار، ومع ذلك استمر الاحتلال الذي واصل تنكره لحقوق الفلسطينيين وحرمانهم من العيش بكرامة وحرية. يبدو أن إسرائيل تخشى غضب الفلسطينيين اللذين قرروا بدون قيادة أن يكون شهر رمضان مشتعلاً من خلال مقاومتهم في جميع انحاء فلسطين، وهذا أيضا أخاف المطبعين وراعيتهم الولايات المتحدة الامريكية والخشية من فقدان السلطة سيطرتها وزيادة ضعفها، وأيضاً تمارس تلك الانظمة والولايات المتحدة الضغط على حكومة الاحتلال بتجنب الاشتباك مع الفلسطينيين في شهر رمضان، والابقاء على الأوضاع القائمة وتقديم التسهيلات الإنسانية خشية الانفجار. ومع ذلك دولة الاحتلال مستمرة بسياساتها واستفزارات وعنف المستوطنين، والقتل اليومي، وهذا ما يدفع الفلسطينيين للدفاع عن انفسهم والذين فاجئوا جميع الوسطاء والحلفاء، باشعال الارض تحت اقدام الاحتلال.
وهذا هو السياق المستمر منذ ثلاثة عقود على اتفاق اوسلو، وشراسة الاحتلال وتوسيع النشاط الاستيطاني، وبرغم توصيف منظمات حقوق الانسان الدولية إسرائيل بانها نظام فصل عنصري، جاء الهجوم في بئر السبع وإن اختلف الفلسطينيون عليه، وبالقرب من مكان عقد القمة، ولاحقا وقع هجومين في قلب المدن الإسرائيلية ومقتل 11 إسرائيلياً، وفي ظل حمى الاتصالات والتحذيرات من الانفجار في شهر رمضان ليذكر المجتمعين بأن الشرق الأوسط القديم بكل مشكلاته وازماته، لم يتغير وأن القضية الفلسطينية حاضرة بكل تفاصيلها. وأن انعقاد القمة ومخرجاتها وتشكيل منتدى اقليمي لم يغير شيئ من عدالة القضية الفلسطينية وبقائها حاضرة بمقاومة أصحابها وعدم خضوعهم، ولم يجمل شكل إسرائيل وصورتها الحقيقية وجرائمها وتنكرها لحقوق الفلسطينيين. تزعم وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه منذ 17 عاما لم تشهد دولة الاحتلال مثل هذه العمليات العسكرية داخل المدن، خلال هذه الفترة استمر الاحتلال العسكري بارتكاب جرائمه، وتعزيز الاستيطان، كما استمرت الاجهزة الامنية الفلسطينية بالتنسيق الامني والاعتقالات اليومية التي تنفذها الأجهزة الأمنية الفلسطينية، والاوضاع القاسية والغضب الشعب من سلوك السلطة والتفرد في السلطة التي تعاني ضعف شديد.