«الجزيرة» - إبراهيم الروساء تصوير - وليد الجبر سوق الزل في مدينة الرياض واحد من أهم الأسواق لبيع المشالح حيث يرتاده الزبائن من مختلف مناطق المملكة وقد يكون المقصد الوحيد والمنافس الأقوى في سوق المشالح السعودية والتي اشتهر بها السوق حيث يعرض العديد من أنواع المشالح المختلفة في النوع واللون والسعر ومكان الصناعة. ويؤكد عاملون في سوق (الزل) الذي اشتهر ببيع أنواع من (المشالح) التي يستخدمها السعوديون في المناسبات المختلفة وخصوصا مواسم الأفراح، ويشهد السوق منذ حلول الإجازة الصيفية إقبالاً لافتاً لشراء أنواع من هذه (المشالح) تبعا لطبيعة المناسبة التي ستستخدم بها. وتزداد كثافة مرتادي السوق هذه الأيام مع قرب حلول عيد الفطر المبارك حيث تزدحم محلات بيع المشالح بالمتسوقين خاصة في فترة الليل لاقتناء المشالح. وتتفاوت أسعار المشالح بحسب الخامة والزري المستخدم فيها ومكان صناعتها, ومن أشهرها وأغلاها ثمناً المشالح الحساوية التي مازالت في الصدارة من حيث استقطابها داخل المملكة وخارجها لأن خياطتها تتم بأيد سعودية توارثتها أباً عن جد. ويقول مقرن بن محمد المجاهد وهو من التجار المتخصصين في بيع المشالح بسوق الزل منذ أكثر من 50 سنة (إن المشالح باتت تصنع في مدينة الرياض عبر مصانع متخصصة وكذلك في مدينة الأحساء والمدينة المنورة ومدينة جدة وجمهورية سوريا الشقيقة, بيد أن أجودها الحساوي وهو مكلف ويبدأ سعره من الألفي ريال).
أما التاجر عبد العزيز الهران فقد ورث محل بيع البشوت من أبيه الذي أمضى ما يزيد على سبعين سنة في سوق الزل فيقول: (إنني أخذت مهنة البيع من أبي وقمت بتخصيص المحل لبيع البشوت فقط، وقد ورثت العمل من أبي الذي أمضى قرابة الخمسة والسبعين عاماً في هذه المهنة). ويرجع الهران زيادة المبيعات في هذه الأيام إلى مواسم الأفراح وعيد الفطر المبارك، ويضيف إلى ذلك قرب فصل الشتاء حيث تزداد مبيعات البشوت ذات النوع الوبري الثقيل. ويشير إلى أن هناك شريحة كبيرة ما زالت تهتم بلبس المشالح، ويذكر أن اللافت للانتباه هو عودة الشباب للبس البشت حيث يأتي للمحل شباب تتراوح أعمارهم بين الثامنة عشرة والثلاثين يطلبون شراء البشوت، وأرجع ذلك إلى اهتمام أبائهم بهذا الزي السعودي الأصيل وإيعاز من الوالدين للاهتمام بحضور المناسبات بالمشلح. ويتفق البائع الهران مع البائع المجاهد في أن للبشوت والمشالح أنواعاً متعددة وصناعات مختلفة، مؤكدين أن الخامة الأفضل والمنتشرة في السوق والتي يقبل عليها الناس هي الخامة اليابانية نظراً لجودة صناعتها ونوع خيوطها. ويوضح الهران أن تفاوت أسعار البشوت ترجع إلى نوع الزري في البشت، فالزري المستوردة من ألمانيا وأفضل أنواعه الملكي وهو عيار عشرة وعيار سبعة يعد من أميز أنواع الزري ويصفه أهل السوق بالعيار رقم (عشرة).
إضافة إلى تحسين واجهات الممرات الداخلية، وأسقفها، كما اشتمل نطاق العمل على تنظيم مناسيب الممرات، وتنسيقها مع المحال، إلى جانب تنظيم مداخل السوق من جهة الشوارع المحيطة، إضافة إلى تأكيد المحور الرئيسي للمشاة القادمين من جهة الجنوب لربط المحكمة العامة ومسجد الشيخ محمد بن إبراهيم في منطقة قصر الحكم. هوية عمرانية للمدينة ويأتي مشروع تطوير سوق الزل لبنة إضافية إلى المشاريع السابقة في برنامج تطوير منطقة قصر الحكم، والتي تهدف في مجملها إلى رفع المستوى العمراني والحضري للمنطقة، ضمن خصوصية معمارية تراثية، تجعل من منطقة قصر الحكم عنواناً للهوية المعمارية لمدينة الرياض، وتؤكد القيمة المعنوية لعاصمة البلاد، وتطوير المنطقة اقتصاديا، بتهيئة البنى التحتية والمرافق اللازمة لاستيعاب الأنشطة التجارية الحديثة، وتطوير الأنشطة التقليدية والتراثية، بما يكسبها القدرة التنافسية، ويحافظ على تميزها الثقافي والتراثي، ما يكون رافداً لدعم السياحة في المدينة عموماً. هذا إضافة إلى تطوير البيئة السكنية في المنطقة، وتوفير ما يحتاجه النشاط الاجتماعي السكاني. مقصد للسواح ويقع سوق الزل في منطقة قصر الحكم، في وسط المدينة، في المنطقة المحصورة بين شارع طارق بن زياد جنوبا، وشارع الشيخ محمد بن عبد الوهاب غرباً، وشارع الشيخ محمد بن إبراهيم شرقاً، وتبلغ مساحته 38.
لا تكتمل رحلة السائحين إلى جميع دول العالم دون زيارة أسواقها الشعبية الشهيرة، التي دائمًا تحكي مقتنياتها عن ثقافة الشعوب وتقاليده، وإذا كانت وجهتك إلى مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية ، فعليك أن تعرف أن يكون سوق الزل أهم المقاصد السائحية التي عليك وضعها داخل جدولك، لكي يحكي لك السوق عن المجتمع السعودي وتراثه القديم. سوق الزل في مدينة الرياض يعود تاريخه إلى نحو مئة عام ماضية، فهو السوق الشعبي الأول قديمًا، والسوق التراثي الأول حديثًا، الذي تستطيع من خلال متاجره المتراصة بجوار بعضه أن يحكي لك عن التراث السعودي في الملابس وديكورات المنازل والأدوات القديمة. سوق الزل سوق الزل في الرياض يعادل الأسواق التراثية الشهيرة في أشهر العواصم، فهو النسخة الكربونية لسوق خان الخليلي في القاهرة، من بيع الأدوات والمستلزمات القديمة التي تحتفظ بحالتها وتعبر عن ثقافة وذوق المرحلة الزمنية، كما يعبر عن الهوية الثقافية للمجتمع السعودي. والحفاظ على تراثية السوق وتوارث المتاجر بداخله عبر الأجيال جعله من أهم المقاصد داخل العاصمة الرياض ، ورغم انتشار المولات العصرية الحديثة إلا أنها لم تستطع أن تخطف الأضواء منه، فهو ما زال قبلة السعوديين والأجانب.
احجز الفندق بأعلى خصم: Share