وإنك -أيها المسلم- لن تجد عنتًا ولا صعوبة في أن يحبك الله؛ والسبب: أن الله هو الودود، وكفى. أيها المسلمون: إن الود هو خالص الحب وألطفه، والله -تعالى- هو الودود، فالود اسمه -تعالى- وفعله، والودود فعول بمعنى فاعل، فيكون معناه: الذي يود أهل طاعته ويحب الخير لجميع الخلق فيحسن إليهم ويثني عليهم ويتقرب إليهم بنصره ومعونته، فهو -تعالى- الـمُحِبُ لأنبيائه ورسله وأوليائه، المغدق عليهم من رحمته ومغفرته، القابل لتوبتهم، والمتقبل منهم أعمالهم الصالحة، والذي يرضى عنهم ويحبِّبهم إلى خلقه، فذلك قول الله -سبحانه وتعالى-: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا) [مريم:96]. ووده -تعالى- بإرادته الخير والإحسان إلى عباده، منزَّه عن ميل المودة ورقتها، فإن المودة لا تراد في حق من يُوَد إلا لثمرتها لا للرقة والميل، وهذا هو المتصور في حق الله -سبحانه وتعالى- دون ما يقارنها عند البشر من رقة وميل.
قال الفـُضيل بن عياض: "وإذا أحب الله عبدا طيب له مطعمه". وهذه الآن صارت نعمة عظيمة، فقلَّ من يتحري الحلال، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال، أمن حلال أم من حرام» [رواه البخاري]. - وإذا أحبك الله.. ابتلاك ليهذبك وامتحنك ليصطفيك. قال صلى الله عليه وسلم: (إن عِظمَ الجزاءِ معَ عظمِ البلاءِ و إنّ اللَّه إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم فمن رضِيَ فله الرِّضا و من سخِطَ فلَهُ السُّخطُ) إسناده حسن. ما هي ليلة القدر - الجنينة. وهذا من عظيم رحمة الله بعبده، فإنَّ في ذلك تمحيصًا لهم من الذنوب، وتفريغًا لقلوبهم من الشغل بالدنيا، غيرة منه عليهم أن يقعوا فيما يضرهم في الآخرة، فجميع ما يبتليهم به إنما هو رفعة لهم في درجات الجنان.
إذا أردت أن تعرِف مكانتك عند الله تعالى، فانظر في مكانتك عند خلقه... الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد.. روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ ». فإذا أردت أن تعرِف مكانتك عند الله تعالى، فانظر في مكانتك عند خلقه. فإذا أحبَّك الله أحبُّوك. وإذا دنوتَ من رِحابه قرَّبوك. وإن عصيته أبغضوك. فسبحان ربي! من يُحرِّك هذه المشاعر؟! ومن بيده مفاتيح القلوب ؟! ومن يهبك القبول في السماء والأرض إلا هو؟! سبحانه سبحانه! محبة في الأرض من الناس، ومحبة في السماء من الملائكة.. كل ذلك لأن الله أحبَّك. ماذا لو احبك الله كيف تجعل الله يحبك. وهل يُحبُّك ربك وأنت مشغولٌ عنه؟ أم لأنك مشغولٌ به؟ وهل يُحبُّك ربك لأنك مُقبِلٌ عليه؟ أم لأنك مُدبِرٌ عنه؟ فاختر لنفسك أي الطريقين تسير؟ المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام 8 0 7, 433
إذا أحبك الله.. فضيلة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي - YouTube
ماذا اذا أحبك الله تعالي؟ | اسماعيل الجعبيري - YouTube